أنثي زخة مطر
أيها المطر الدافئ لا تبخل علينا
بعطائك، بزخاتك، حتى ولو في
الشتاء، شيء اخر نرحل نحن
وإياك بعيداً بعيداً ما وراء الأفق
فذات مرة رأيتك هناك ومعكِ
رفيقتك ذات اللون السماوي
.. امنحيني الفرح .. امنحيني
المرح .. خذي معنا شيئاً كنت
احتفظ به مع اشيائي منذ الصغر
.. ذاكرتي الأخرى، فمن غيرها
لن أجيد المرح ولا حتى البكاء
.. فحين كنت قربك غاب قوسين
أو أدنى، كانت تغذيني بغزلها
وتمددني بفرحها .... أنثوية
الشفتين والمحيا ..
كنت أطيقها وتطيقني
ويطيق فأرها قطتنا الأفريقية
الشرسة .. كنت أراهما ...
يخلقان حواراً ويعدان لمنتدى
سلمى لحل الإشكال التاريخي
رغماً عن أنف الاطراف الأخرى، غير ذات المصلحة فى هذا الصلح ....
حلم ليلة خريفية
امنحنى المرح يا أيها المطر خذني خذني معك وذاكرتي ايضاً، واغسلني بالماء والبرد والثلج، ونقنا من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، فالفردوس ليس بعيداً من هنا، ومأ دون الفردوس الغرق، الإجتياح؛ دعني أحدثها عنكِ وعن أسمارك وأسمارنا .. قالت الذاكرة ذات مرة : كنت أتلصص عنكِ وعن ذكراتك، فرأيتكما تلقيان الهمس وتجدلان الشعر، حتى ظننتكما صويحبات بعض، لكني حدقت فيكما بإمعان كنت شيئاً بعد الآخر وصدقت نفسي انكما ابعد من مدى ذاكرتى، فحاولت أن اقلدكما في جدل الشعر لكنى فشلت، وجدتكما تتعاطيان الورد والقرنفل بين ايديكما، كادت تقتلنى رائحته، حاولت إيجاد الورد ففشلت ... غير أنى في النهاية طفت بداركم أطرق بابه للتبرك وليس سوى رغبة لعل الله يمنحنا شيئاً مثل ذلك ... والمطر ما زال يواصل الألق والهطول والتوهان، يتوه ويتوه في عمق المدينة، يتربص بإثنين فى منتصف الطريق ذهبا أو رجعا من رحلتهما معاً، كانا يتنغما بين الفينة والأخرى، وظلا يمدان يديهما معاً حتى امتلأ صدريهما عصافيراً خريفية، وظلا هكذا حتى اصبحا بستاناً من عباد الشمس .. غير أنني ظللت أحترمهما، فلم تاخذني شهية التربص في ذلك اليوم، فتركتهما يخلوان ببعضهما، لكنى مأ فككت أن أراقبهما بحذر فما زال الوقت مبكراً، ووجدت نفسي غير قادر وعاجز حتى من منع مجاراة نفسي ....
وليد مكاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق