السبت، 16 ديسمبر 2017

الخَدِيعَةَ ...

                  شعر : مصطفى الحاج حسين .

وَأَقُولُ لِمَوتِي

كُن جَمِيلاً حِينَ تَقطُفُ رُوحِي

وَلَا تَعبَث بِمَصَابِيحِ قَصَائِدِي

وَلَا تُمَزِّق مُسَوَّدَاتِ حَنِينِي

دَع نَوَافِذِي مَفتُوحَةً عَلَى الدُّرُوبِ

فَأَنَا أَنتَظِرُ نَسمَةً تَهِلُّ عَلَيَّ

مِن سَمَاءِ بِلَادِي

وَصِيَّتِي إِلِيكَ يَامَوتُ

أَن تَطُوفَ بِرُوحِي

فَوقَ شَاهِقَاتِ مِيلَادِي

دَعنِيَ أُوَدِّع ضِحكَةَ الضَّوءِhttps://m.facebook.com/groups/1826577707599296

فِي عُيونِ الذِّكرَيَاتِ

سأسامحكَ بِكُلِّ مَاعِندِي

مِن عِشقٍ وَتَوقٍ مُزدَهِرٍ

وَدُمُوعٍ كَانَت تَنمُو كَشُجِيرَاتٍ

فِي بَسَاتِينِ لَهفَتِي

تَسأُلُ عَن مَهدِ عِشقِي

وَعَن مَوطِنِ أُولَى قُبُلَاتِي

يَامَوتِي

دَع أَصَابِعِي تَلمِسُ

وَجهَ النَّدَى الطَّافِحِ بِالشُمُوسِ

وَبِأَنفَاسِ اليَّاسَمِينِ

ثُمَّ خُذ مِنِّي مَا تَشتَهِي

مِن حَوَاكِيرِ الغِنَاءِ

وَمِن يَنَابِيعِ الأَبجَدِّيَةِ

واحملني عَلَى زِندِكَ

إلى حَيثُ يَدُلَكَ المَدَى

صَوبَ جِبَالِ السَّحَابِ

وَادفِنِّي في جَوفِ الصَّدَى

مَا عَادَتِ الأرضُ تتَّسِعُ لِهَزِيمَتِي

وَلَا عَادَتِ الهَزَائِمُ يُغرِيهَا انكِسَارِي

أَنَا يَامُوتُ مُتُّكَ قَبلَ أَن تَتَعَرَّفَ عَلَيَّ

أَعرِفُ طَعمَكَ مِن يَومِ

أَن عَرَفَتنِي الغُربَةُ

وَأَعرِفُ رَائِحَتَكَ مِن لِحظَةِ

أَن قَطَعُوا عَنّي هَوَاءَ وَطَنِي

فَمَاذَا سَتُمِيتُ منّي

وأنا أحَيَّا مِن غَيرِ رُوحٍ ؟!

وَقَلبِي خَلَّفتُهُ وَرَائِي

مَسكِينٌ أنتَ يامَوتُ

سَأُشفِقُ عَلَيكَ حِينَ لَن تَلقَانِي

وَتَكتَشِفُ أنَّي خَدَعتُكَ .

                        مصطفى الحاج حسين .
                               إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناجاة 🖊 حمزه راضي الفريجي

مناجاة في التيه المترامي ،،، في عينيك السوداوين ،،، الضوء يتباعد !! ينفذحافيا وعاريا !! إلا ما رحم ربي ،،، أناجي الأمل المعقود في هامتي أمسد...