الأحد، 20 سبتمبر 2020

فتاة لم تبلغ العشرين .. الشاعر / عبد المجيد بلاح /

 فتاة لم تبلغ العشرين


جاءتني فتاة 


ذات شعر ذهبي


 لم تبلغ العشرين

في مشيتها تتمايل كالطاووس


معطرة بالياسمين

عيونها تحكي عشقا لم يولد بعد


سألتها ماذا تريدين

قالت عشقتك وعشقت أشعارك 


كأني أعرفك منذ سنين

قلت لها أنا رجل حزين


قد بلغت الأربعين


 أنت وردة ربيعها مازال بعيدا


فهل أكون أول القاطفين

خديك شمسين في مجرة الأنوثة


 وجسمك محراب العاشقين

أحداق عيونك قمرين


 يضيئان طريق التائهين

قالت لي و قد سافر وجهها عبر ألوان


قوس قزح و نظرات الحنين

كنت أعلم أنك تعشق


الجمال والحب الدفين

شكرا على كلامك السماوي الذي نزل


على قلبي بهدوء و يقين

قلت لها لقد أحببتك  فأصبحت


بك من المتيمين

فكحل عينيك قد بهرني و شعرك


الممتد عبر التاريخ قد طوقني


فأنا الآن في قلبك سجين

قالت جسمي يرتعد  فغطيني بمعطف


حنانك و لا تكن بحبي حزين

خذني إلى ابعد نقطة في الحب و شكلني


 كما اشتهيت فقد غرست


في قلبي ترانيم العابدين

اجلد روحي حتى أثوب عن العشق


فلا اعشق من بعدك أحدا و يكون


 حبنا تحديا للقوانين


 من ديواني قصائد الصدى


 عبد المجيد بلاح


الجزائر

الجحد وحروفي .. الشاعرة / سهاد حقي الاعرجي /

 .....الجحد وحرفي .....


دهر لا تفهم ثناياه...

وبلسم كالحنظل... 

للقلب يسقيه ويتمرمر... 

فقاعات غليان... 

تتغنى بشغف نيرانه... 

لتذيب حطام صبرها ... 

والروح خاوية تصبح... 

تروى بسُّمِ الصفعات... 

فتنطوي بداخلها... 

وتشقق وريد طيبتها... 

فتنزف الآهات والبصمات... 

لا تقوى على البوح... 

تخنق بحبال الهم... 

كل أركانها... 

تلتزم بصمت طويل... 

لا تبالي... 

بأحد أو حتى بتعليق... 

وجعها يصيح ولا يطيق...

سماع صوت الكذب الصريح... 

الذي يتسلل كالرمح المتسارع... 

لا يخطأ ولا يميل... 

فتغرز اشواكه الصدر... 

ويصيب أصداء الحروف... 

محترق الرأس يتراقص... 

بين زوايا الوتين...

يُشعل فتيل صَرخاته... 

بكبريت الغدر دون رقيب... 

مددت يدي لأرفع... 

ظلمه وقسوته عني...

حاولت كسره وسحبه... 

من أحشائي... 

فالتصقت نيران...

أحقاده كجمرات بركان... 

متأجج الغضب والثوران... 

كيف اكتم فوهته... 

وتراشق حممه الأحضان...

فيتآكل نكرانه صمتي...

وتحرق حسني... 

وتذبل رشاقتي... 

لم أعد... 

أقوى على التماسك... 

فالهاوية تنتظر وتبالي... 

لأكون بين ذراعيها... 

لسحق جدران عظامي... 

فيزيد الأنين... 

ضغطاً وعويل... 

أراني تدمع عيني... 

والخيط والابرة يهزهما... 

ارتجاف ثغري... 

فتتبخر قطراتها قبل أن... 

تلامس الجحيم... 

ويشوى وجه الحق... 

ويمحى تاريخ الصدق... 

المحفور بين طياته... 

وكيف لا...

والغرور والعند طال العنان... 

لمن وضعت الضماد لوحدته... 

واحتضنت موته بين ذراعي... 

وقطفت غصنا من اضلعي... 

لأوقد له نفق دنياه...

كان مليئا بأفاعي البشر... 

ووضعت مصقلة... 

لمن أراد... 

فتق ونهش جرة الحياة...

أو يطمع بلقمة عذاب...منك 

وانت لسعتني وفتحت...

قفص السباع لتلتهم... 

خط عمري... 

وهدمت... 

قصري بمطرقة الجحد... 

وسجنتني والغربة والحيرة... 

بأعماق زجاجة عتيقة... 

تلتصق بحيطانها... 

ملامة النفس والغبار.... 

والصدمة والخذلان... 

كلها تشاطرني الأحزان... 

وتهمس بأذني... 

البقية في حياتك... 

 لم أصبحت أول ثعبان... 

يلتهم نظرة السلام...مني 

وينهش الهدوء وافكاري... 

غريب حقاً ما يجري لي...

لم كهف الخيبات... 

طريق رزقها...نحوي 

واصرار حضورها...

مقيت جداً... 

تحاورني... 

عيناها فتشل أقدامي... 

وكأنها تتحدى مقاتلا... 

شديد البأس عنيد... 

تخشى أن تلتفت برأسها... 

فتأتيها صاعقة من سيفي... 

يسقطها أرضا لتشيخ... 

وتختلط كل مواقيتها... 

فتخسر الحرب معي...

وتحمل تراب قبرها... 

وتنثره ببكاء كبير... 

فوق نهاية عصرها... 

فماذا سيبقى هناك... 

أنا والليل وحرفي... 

والى الأبد...

---بقلمي---

...سهاد حقي الأعرجي...

20/9/2020 

الأحد

ملح السراب .. الشاعر / مصطفى الحاج حسين /

 /// الفصل الثاني من روايتي ( ملح السّراب ) :

===============================


##          استيقظتُ على ركلةٍ قويَّةٍ ، وقبل أن أفتح عينيّ النّاعستين ، انهمرت دموع الوجع منهما أحسست أنّ خاصرتي قد انشقّت ، وقد هالني أن أبصر أبي، فوق رأسي وعيناه تقدحان شرراً،نهضت

مسرعاً ، يسبقني صراخي وعويلي ، فأنا لم أدّر بعد ، لماذا يوقظني بهذه الطّريقة ؟! :

ـ ساعة .. وأنا أناديكَ .. فلا تردّ ياابن الكلب !.

   

        أنا أعرف أبي ، إنّه قاسٍ ، بل هو أشدّ قسوة وفظاعة من الشّيخ ( حمزة ) نفسه ، ومن مدير المدرسة ( الأعور ) ، فكثيراً ما كان يضربني وشقيقتي ( مريم ) ، لأتفه الأسباب ، حتّى أمّي ، لم تكن تسلم من ضربه وشتائمه :

ـ إلى متى ستبقى ( فلتاناً ) مثل الحمار ، لا عمل .. ولا صنعة ؟!.


        شهقتُ بعمقٍ ، تنشَّقتُ مخاطي ، بينما راحت عينايّ تستوضحان وجهَ أمّي ، المنهمكة باحضار الفطور ، عن معنى مايقوله أبي ، قرأت أمي

تساؤلاتي .. فاقتربت منّي :

ـ ستذهب لتشتغلَ مع أبيكَ .. صار عمركَ عشر سنوات .


        وكدّت أصرخ :

ـ أنا لا أقدر على حمل الحجارة ، ولا أحبّ صنعة العمارة .

غير أنّ نظرات أبي الحادّة ، أرغمتني على الصّمت  فبقيت مطرق الرّأس ، أشهق بين اللحظ والأخرى .

قال أبي بقسوة :

ـ تحرّك .. اغسل يديك ووجهك .. وتعالَ تناول لقمة قبل أن نذهب .


        خرجتُ من الغرفة ساخطاً ، شعرتُ بكره نحو أبي ، وصنعة البناء ، فهي متعبة ، تعرّفتُ عليها ، عندما كنتُ أذهبُ إليه أحياناً ، فأرى ما يعانيه ، الذين يشتغلون بهذه المهنة .. من تعبٍ .


        تبعتني أمّي إلى المطبخ ، وما كدّتُ أسمع وقع خطاها ، حتى التفتُّ نحوها صارخاً :

ـ أنا لا أريد الشّغل .. في العمارة .


        فردّت بصوت يكاد يكون همساً ، بينما كانت تضع إصبعها على فمها :

ـ لو لايّ .. لأخذكَ من سنتين معه إلى الشّغل ..الآن لم يعد يسمع كلامي .

ـ لكنّني لا أقدر على حمل الأحجار ، وأسطلة الطّين . قلتُ بحنق شديد .

قالت أمّي :

ـ وماذا أفعل ؟.. أنت تعرف أباكَ .. لا يتناقش .

وقبل أن أردّ على أمّي .. انبعث صوت أبي صارخاً من الغرفة :

ـ ألم تنتهِ من التّغسيل يا أفندي ؟!.. تأخّرنا .. صار الظّهر .


       أسرعتُ إليه .. متظاهراً بتجفيف وجهي .. وخلال دقائق  ازدردتُ عدٌة لقيمات .


        ونهضتُ خلفه ، حزيناً .. يائساً .. بي رغبة للبكاء ، سرت خلفه ، أراقب حركات ( شرواله)المهترئ  ، وسترته ( الكاكيّة ) الممزٌقة ، تأمّلتُ( جمدانته ) السّوداء العتيقة .. تمنّيتُ في تلك اللحظة ، ألَّا يكونَ هذا الرّجل أبي ، كلّ شيءٍ فيهِ كريهٍ ، حتّى شكله ، عمّي ( قدّور ) أجمل من والدي والأهمّ من هذا كلّه ، أنّه لا يرتدي ( شروالاً ) ، ولا يرغم ابنه ( سامح ) ، الذي يكبرني بسن ونصف ، على عمل لا يحبّه ، لقد أدخله 

وأخته ( سميرة ) إلى المدرسة ، وهو يشتري لهما الألعاب ، ويعاملهما بمحبّةٍ ودلالٍ .


           كنتُ أحدّثُ نفسي طوال النهار ، وأتمنّى التّملّص من أبي ، وكلّما ازداد تعبي ، أزددتُ حنقاً عليه ، الشّمس حارقة ، والأحجار ثقيلة ، وسطول الإسمنت قطّعت أصابعي ،الغبار يخنقني ، والعرق الدّبق يغسّلني ، وأبي لا يتوقّف عن العمل ، ولا يسمح لعمّاله بقسطٍ من الرّاحة ، في الظّل .


        أفكّر في  ( سامح ) ، وكيف سيضحك عليّ ،إذا علم بقصّة عملي ، إنّه الآن في المدرسة ، بعدقليلٍ ينصرف ، ينطلق باحثاً عنّي ، لكنّه لن يجدني سيجوب الأزقّة .. يسألُ أمّي وإخوتي .. وسيفرحه الخبر ، فأنا الآن عامل بِناء ، في ثيابٍ وسخة ، بالتّأكيد سيفتّش عن أصدقاءٍ غيري ، يشاركونه

اللعب .


        لن ننصرف قبل أن تغيب الشّمس ، ما أطول النّهار ، وما أبعد المغيب !.. لن يتسنّى لي أن أرتاح وألعب قليلاً مع ( سامح ) .


        اللعنة على الإسمنت والحجارة ، اللعنة على الغبار الذي أمقته ، أكاد أختنق ، رأسي انصهر من شدّة الحرّ ، والعرق يتصبّب منّي بغزارة ، عليّ أن أستحمّ فور عودتي .


       هذا اليوم أقسى أيّام حياتي ، لم يكد أن يأذّن العصر ، حتّى شعرتُ أنّ قوايَ خارت تماماً ، وجهي تحوّل إلى كرةٍ ملتهبة ، محمرّة ، رأسي أشتدّ به صُداع حادّ ، يدايَ ، قدمايَ ، ظهري، رقبتي ،أكتافي عينايَ ، كلّ خليّة في جسدي الهزيل ، تؤلمني ، وتوجعني ، وتصرخ ، وتبكي ، وتمنّيتُ أن أموتَ في تلك اللحظة ، أو أتحوّل إلى كلبٍ ، أو قطّةٍ ، تذهب حيث تشاء ، تستلقي في الظلّ .. وتغفو . وتساءلت :

  ـ يا إلهي .. ألا يتعب أبي ؟!.. هل هو من حجر ، أم من حديد ؟!.. إذاً لماذا لا يستريح ؟!.. ولو خمس دقائق فقط ، خمس دقائق يا أبي لن تخرب الدّنيا .. شعرتُ نحوه ببعض  الإشفاق ، وبشيءٍ كبيرٍ من الغضبِ والحقد :

ـ إن كنتَ لا تهتمَّ بنفسك ، أو بعمّالك ، فأنا تعبت ، ولم أعد قادراً على تسلّق السّلّم ، ولن أقوى على حمل سطل الإسمنت ، أنا منهار أيّها الأب القاسي ، هل تسمعني ؟!.. ألا تفهم !.. اعلم إذاً بأنّني سوف أهرب .. وأترككَ مع عمّالكَ الأغبياء ، هل باعوكَ أنفسهم ، من أجلِ بضعِ ليراتٍ ؟!.


        ونمت فكرة الهرب في رأسي ، صارت تتغلغل إلى خلايا جسدي  المنهكة فتنعشها ، لكنّني سرعان ما جفلتُ .. من فكرتي هذه ، وصرتُ أرتجف . غير أنّ الفكرة الرائعة ، كانت قد سيطرت عليّ تماماً ، سأهرب .. وهناك في البيت ، سوف تتشفّع لي أمّي.. سأهرب .. وسأرجو والدي أن يعتقني من هذه الصنعة ، وكبرت الفكرة في ذهني ،سألجأ إلى عمّي

( قدّور ) ، أتوسّل إليه أن يساعدني ، في إقناع أبي ، بالعدول عن قراره ، بالعمل معه ، سأعمل في أيّ مهنة يشاء ، فقط لو يتركني أنجو من هذه الصّنعة ، وعزمتُ أن أنفّذ الفكرة .. وتمكّنت من الفرار ، دون أن يلحظني أحد ، فقد تظاهرتُ بأنّني أريد التّبوّل ، ولمّا أدركتُ ، أنّني ابتعدت عن أنظار

والدي وعماله ، أطلقتُ العنانَ لقدميَّ المتعبتين .


        لم أكن أدري ، أنّ أبي سيترك عمله ، ويتبعني إلى البيت

 فور اكتشافه أمر هروبي ، فما كدّتُ أطلب من أمّي ، أن تعدَّ لي لقمة ، ريثما أغتسل وأغيّر ثيابي ، حتّى اقتحم أبي الدار ، والغضب يتطاير من وجهه المغبرّ ، هجم عليَّ ، وفي يده

خرطوم ،  صارخاً في هياج :

  ـ هربت يا ابن الكلبة !.


        يبست الكلمة في فمي ، تراجعت ، انبعث صوتي ضعيفاً باكياً :

ـ تعبت يا أبي .. لم تعد لي قدرة على الشّغل .


      انهمرت على جسدي العاري سياط الخرطوم ، عنيفة ، قويّة ، ملتهبة ،ودونَ أدنى شفقة، أو رحمة وانتشرت صرخاتي في كلّ الاتّجاهات ، حادّة عالية :

  ـ دخيلك يا ( يوب ) ، أبوس رجلك .. أبوس ( صرمايتك ) .


  وأسرعت أمّي نحوي ، ارتمت على أبي بضخامتها  وقفت حائلاً بيننا ، فما كان منه ، إلّا أن صفعها بكلّ قوّة :

ـ ابتعدي .. من أمامي يا بقرة .

تلقّت لسعات الخرطوم ، صارخة :

ـ خير !!!.. يا ( أبو رضوان ) .. ماذا فعل الولد ؟؟.

ـ ابن الكلب ...هرب من الشّغل .


        تابع ضربي ، ولم تنجُ أمّي من ضرباته أيضاً ، فكانت سياطه تقع على جسدها الضّخم ، المترهّل ، بينما وقفت أختي ( مريم ) في أقصى الزّاوية ، جزعة ، مرعوبة ، تبكي بصمتٍ ، وترتجف ، تدفّق الدّم من فمي بغزارة ، فارتمت أمي على قدميه ، ترجوه ، تتضرّع له ، تتوسّل ، تتذلّل ، تبكي بجنونٍ  وبحرقةٍ وألمٍ  :

ـ أبوس ( قندرتك ) توقّف ، عن ضربه ، الولد انتهى .


        هجم عليّ من جديد ، رفعَ يدهُ عالياً ، وهوى بها على رأسي ، فطار الشّرر من عينيَّ ، وصرختُ صرخةً ارتجّت لقوّتها أرجاء الغرفة ، صاحت مريم بذعرٍ شديدٍ ، وبينما كنتُ أتدحرج  ممرّغاً بدمائي  شقّت أمّي ثوبها ، اندلق على الفور نهداها الهائلان ، تناهى إلى أسماعنا ، صوت خبطات قويّة على الباب

 .. رمى أبي الخرطوم ، وخرج ليفتح .


        انحنت أمّي تغسلني بدموعها ، ضمّتني إلى صدرها العاري ، وبكت بحرقة ، وهي تدمدم :

ـ أسفي عليك يا ( رضوان ) ... أسفي عليك يا ولدي .


    دخل عمي ( قدّور ) ، فأسرعت أمّي إليه باكية :

ـ دخيلك .. الولد راح من يدي .


زعقَ أبي .. متهدّج الصّوت .. وكان النّدم قد تسلّل إلى صوته :

ـ ادخلي .. غرفتك يا مقروفة الرّقبة .. واستري صدرك .

لكنّها لم تأبه بكلامه :

ـ الولد بحاجة إلى دكتور  يا ( قدّور )  *


                         مصطفى الحاج حسين .

                                    حلب .

زهرة الليمون.. الشاعر / محمد الليثي محمد /

 قصيدة بعنوان ***** زهرة الليمون

وقفت على باب زهرة الليمون

نظرت إلى أحداث النون

على باب زهرة الليمون

تركت ما سوف يكون

تركت أزرار ظلي

مفتوحة

لتك الرياح

أي ريح

تسألني الريح

عن فناجين اللازمان

أرفرف على سقف الروح

بدون اسم في المكان

لا اعرف غير البياض

متوقف عن السير

في السير

كل الثوابت تنهار

عدوى صديقي

وصديقي يختلف

اتقتلنى

وأقتلك

هنا في سماء الغريب

أحس بالعدم

يقترب منى  خريف الإشارة

صحراء

وفى الصحراء صحراء

أنا لبة العيش الحزين

يموت قلبي

تموت روحي

في ساعات الحنين

عجل بموت  المذبحة

ليت فراغي

يمتص وقتا الهواجس

أن الحياة  سفينة

في بحر الطفولة

الوقت وحش النهاية

وأنا ملك البدايات

حين تورثها النوافذ

                     ******************

بقلم الشاعر محمد الليثى محمد


الكاتبة / فائزة جوّادي /


 أيتها الأنفاس الحبيسة

لم تطلّين من نوافذ الصدر ؟

ترفعين ستائر الروح وترخينها .

تحرثين أديم أضلعي دون بذور

تضفرين وتفكين  أنامل الحيرة .

تطلقين على السقف رصاص الأسئلة . 

و ترشقين الجدران بسهام اللوم  .

تدمي خطواتك الصاخبة بلاط الفؤاد 

و تدوس أقدامك الشرايين النابضة ...

 

هلاّ هدأت لبرهة ، فالشرفات التي ترقبينها أوصدت صدورها الخافقة و علقت رايات الغياب ...

أطلقي شهقاتك وحرري زفرات التنهيدة واكسري قضبان الصمت فقد تتفتق عن غصة السكون آهات عاتية ...


فائزة جوّادي

مدن الملح .. الشاعر/ بشار الجراح /


 مدن الملح


انا ماتبقى من حضارة اشور

وثيران  مجنحة كانت ترافقني

في رحلات صيد الوحوش

ساستعير جناحي تنين

وقلب ملاك

لابدا معك حوارا معقدا

وانا ارسم لك في الهواء

حدود وطن

.....

رشاقتك

ولون عيونك

خصرك المتلوي

في صفك

وانت تفرضين علي جداولا من الغرور

و كراسات الف

 عن كحل العيون

كانت كل أكتشافات الفلك

والغوص في أعماق النجوم

تنتهي عندما تكوني واقفة

مثل مسلة

......

سنتعلم شيئا

من هزيمة الامس

كيف نتخفى من أعين رجال البوليس

و كيف نرسم على الارصفة

لوحات تتحرك

مع  هطول أول زخات  الشتاء

كانت المزاريب تنتظر من المطر

أمرا لتغني

.....

سنقاتل تحت المطر

الأرض المفتوحة

مخلفات الحرب المقبلة

والحدود التي تغلي 

تفرض أيقاعا غبيا

حيث تموت كل حلول العقل

لتبرز للعيان كل اشجار الورق المقوى

و مدن الملح الذي يذوب

بعد أول موجة أمطار بيضاء

ومسيرات العبادة التائهة في قلب الصحراء

التي تحلم بوعود عصفور


بشار الجراح

١٩/٩/٢٠٢٠

اليك انت.. الشاعرة / جوني العيا /

 إليك انت 

⚘ومازلت أشتري ....

جمال هذا الوهم ....

بكمشة من أيام عمري ..

و أبحر في الحياة ...

تاركة لقدومك ...

بحر من الرمل و الشعر ....

و إبتسامات ثغر ....

و أحاديث مجنونة ...

و رواة ثقاة ....

قد هربت من إحتضار وهم صدقها ....

كل الكائنات .

جوني العيا


مناجاة 🖊 حمزه راضي الفريجي

مناجاة في التيه المترامي ،،، في عينيك السوداوين ،،، الضوء يتباعد !! ينفذحافيا وعاريا !! إلا ما رحم ربي ،،، أناجي الأمل المعقود في هامتي أمسد...