في جلستهم الكورونية
دخلت الأم الغرفة نظرت في زوايها ، وانتقلت بعينيها إلى سرير ابنتها ذات عشر السنوات. نائمة على غير عادتها
"لعلها متعبة واحتاجت لبعض الراحة "
انسلت الأم من الغرفة عائدة إلى غرفة الجلوس بخفة ورشاقة بعد أن أغلقت الباب بهدوء
" هل أنا مصابة بداء الريبة والقلق والوسوسة فأنا لا أستطيع النوم قبل تفقد غرفة هذه الصغيرة ؟
في الصباح لوحت الفتاة لأمها من بعيد ورمت عليها تحية ندية ملفوفة بقبلة نفثتها عن كفها ، ودخلت لتغسل وجهها
"كم أنت مرهق وتعب يا وجهي الأصفر !"
استغربت الأم سلوك طفلتها التي استيقظت ضاحكة نشيطة تراقص الكلمات والأشياء ، وتدندن بكلمات أغنية غربية
احتضنت الفتاة أمها وبدأت بتوزيع شقاوتها على أفراد العائلة بعيون متوقدة
بالكلمات كزجاجتين فارغتين ينكسر على أطرافهما الضوء
جلست الابنة بخفة لتناول لقيماتها الصباحية نادتها أمها من طرف المطبخ : أين ياسمينتي ولكن والدها قال هي تبحث عن والدها لتعطيه قبلته اليومية لا تعطليها عن
مسعاها إلي فقامت وقبلته على جبينه ببرود قبلة يابسة وعادت إلى غرفتها
نظرت الام إلى زوجها وأومأت برأسها ان يطمئن
- هي فترة صعبة وإنها ستحاول فهم ما يجري...
كانت الفتاة ترتجف حين بادرت الام لاحتضانها وسؤالها إن كان هناك ما تحب أن تقوله لها ....
أمي ،لقد سمعت ابي يتحدث مع أنثى على الهاتف وكان والدي حريصا على ألا يسمعه أحد
.. حاولت الام ان تبدو أكثر تماسكا أمام ابنتها
يا بنيتي والدك يعمل بالتجارة الحرة
لكن الفتاة أكدت ان هناك ما يريب وان المكالمة لم تكن بريئة.... هدأت الام من روع ابنتها وانفعالها وطلبت منها التزام الهدوء واحتضنتها ونبهتها على خطر التنصت على الآخرين
كان الاب ينتظر بلهفة رجوع زوجته ليطمئن على ابنته... سألها مابها ابنتنا احذري فهذا السن خطر؟
نظرت الأم إلى زوجها نظرات متفحصة مليئة بالعتاب وقالت وهي تمسك ما تبقى في روحها من أنفاس :تقول إنها سمعتك مكالمة لك مع تتحدث إلى احدى النساء أرجو أن تنتبه على سلوكك وتصرفاتك فأولادنا في سن حرجة...
ظل الأب صامتا لا تسمع منه إلا نظرات عينيه وأنفاسه اللاهثة
في حفل زفاف ابنتهم أمسك الأب يد زوجته وقال وهو يقدم لها طاقة من الورد أنت كهذه الورود تنثرين العطر والجمال في الروح ....
#سهيرالرمحي
دخلت الأم الغرفة نظرت في زوايها ، وانتقلت بعينيها إلى سرير ابنتها ذات عشر السنوات. نائمة على غير عادتها
"لعلها متعبة واحتاجت لبعض الراحة "
انسلت الأم من الغرفة عائدة إلى غرفة الجلوس بخفة ورشاقة بعد أن أغلقت الباب بهدوء
" هل أنا مصابة بداء الريبة والقلق والوسوسة فأنا لا أستطيع النوم قبل تفقد غرفة هذه الصغيرة ؟
في الصباح لوحت الفتاة لأمها من بعيد ورمت عليها تحية ندية ملفوفة بقبلة نفثتها عن كفها ، ودخلت لتغسل وجهها
"كم أنت مرهق وتعب يا وجهي الأصفر !"
استغربت الأم سلوك طفلتها التي استيقظت ضاحكة نشيطة تراقص الكلمات والأشياء ، وتدندن بكلمات أغنية غربية
احتضنت الفتاة أمها وبدأت بتوزيع شقاوتها على أفراد العائلة بعيون متوقدة
بالكلمات كزجاجتين فارغتين ينكسر على أطرافهما الضوء
جلست الابنة بخفة لتناول لقيماتها الصباحية نادتها أمها من طرف المطبخ : أين ياسمينتي ولكن والدها قال هي تبحث عن والدها لتعطيه قبلته اليومية لا تعطليها عن
مسعاها إلي فقامت وقبلته على جبينه ببرود قبلة يابسة وعادت إلى غرفتها
نظرت الام إلى زوجها وأومأت برأسها ان يطمئن
- هي فترة صعبة وإنها ستحاول فهم ما يجري...
كانت الفتاة ترتجف حين بادرت الام لاحتضانها وسؤالها إن كان هناك ما تحب أن تقوله لها ....
أمي ،لقد سمعت ابي يتحدث مع أنثى على الهاتف وكان والدي حريصا على ألا يسمعه أحد
.. حاولت الام ان تبدو أكثر تماسكا أمام ابنتها
يا بنيتي والدك يعمل بالتجارة الحرة
لكن الفتاة أكدت ان هناك ما يريب وان المكالمة لم تكن بريئة.... هدأت الام من روع ابنتها وانفعالها وطلبت منها التزام الهدوء واحتضنتها ونبهتها على خطر التنصت على الآخرين
كان الاب ينتظر بلهفة رجوع زوجته ليطمئن على ابنته... سألها مابها ابنتنا احذري فهذا السن خطر؟
نظرت الأم إلى زوجها نظرات متفحصة مليئة بالعتاب وقالت وهي تمسك ما تبقى في روحها من أنفاس :تقول إنها سمعتك مكالمة لك مع تتحدث إلى احدى النساء أرجو أن تنتبه على سلوكك وتصرفاتك فأولادنا في سن حرجة...
ظل الأب صامتا لا تسمع منه إلا نظرات عينيه وأنفاسه اللاهثة
في حفل زفاف ابنتهم أمسك الأب يد زوجته وقال وهو يقدم لها طاقة من الورد أنت كهذه الورود تنثرين العطر والجمال في الروح ....
#سهيرالرمحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق