نجمة
ملأت أجواء الحي أصوات أهازيج وزغاريد قادمة من بين ممرات الحي الضيقة واهتزت أرصفة الشارع الذي يحتضن بين كفيه مباني الحي البالية رقصات فوضوية لمجموعات من الشباب، وانتشرت حلقات الدبكة فملأت ساحة الحي ... نتائج الثانوية العامة فرصة سانحة لترقص كثير من القلوب ولنا فيها أحبة... إنه يوم مميز جميل لكل من وضع هدفه ورسم دربه لكن يوم إعلان النتائج يسحب من فمي الحروف وينشر الصمت الحزين على عيني فهو يذكرني بيوم سقوط الأحلام والأمنيات ... وفي الموقد تحترق الذكريات.... تلفح وجهك نيران يوم ضاعت فيه الروح.... كنت أحلم بدراسة الصحافة والإعلام وكانت أحلامي ترحل معي إلى تلك الغيمة فأطالها...ولا شيء يدعو للنوم إلا ذلك الوعد بذلك الحلم المنتظر....... لكن أخي الكبير أوقف طابور الأحلام حين قال لا و رفض بشدة وقسوة ذهابي للجامعة وأيده والدي ...
"ماعنا بنات تروح الجامعات؛ البنت مكانها البيت"
ولما كانت رغبتي الوحيدة هي الدراسة بدأت الأحلام تحفر لها بين يابسات السنين قبوراً من الحسرة والقهر وبدأت الأحلام تموت أمام عيني دفقة دفقة ...
كنت كلما فتحت صفحة جديدة عدت إلى الصفحة الأولى وإلى السطر الأول من الحلم...
واليوم اقتربت الزغاريد كثيراً من غرفة نومي ، إنها ابنة أخي
مبارك مبارك مبارك وتردد صدى المباركات بين أرجاء غرفتي وأسوار الحديقة المطلة على حلقات الدبكة
مبارك ياأخي !
بعينين مبرقتين :الله يبارك فيك يا أختي الغالية ! ثم يتناول الهاتف بفرح :
استعجلوا لي محمدا، فليزد الكنافة ، والحلويات
ويلتفت إلى زوجته ويقول لها بحرص : أخفي هذه الهدايا عن عيون الزائرين ... كانت الآمال بعيني ابنة أخي ترقص بفرح وأمنياتها تملأ المكان بهجة وغبطة ونبضات قلب أخي تتراقص طربا .
... " بارك لي يا والدي لقد تم قبول حبيبتي بالجامعة وستصبح إعلامية صحفية قد الدنيا"
سمعت والدي يباركان لابنة أخي قبولها و سعيها الدؤوب نحو حلمي الكبير
تألمت كثيراً لهذا الموقف وهذا التغيير..
قالوا لي : القناعات تتغير بتغير الزمن....
قلت: ثمة أمور لا تغتفر!
بلعت كل ما كان يخنقني ورسمت ابتسامة عريضة وخرجت أحمل أحلامي وأجرها جرا... باركت لمدللتنا نجاحها فبادرتني بكل حب.... أنت ملهمتي وقدوتي...ولجأت إلى غرفتي وفتشت عن تلك النجمة التي لازمتني ليالي طويلة... كانت تائهة....
_ لا شيء أجمل من أن يخبرك أحدهم أنك أحد الأسباب التي غيرت حياته للأجمل ...!!
نظرت إليها وأنا تحبسني العبرات..ثم قلت لها :
لم أقاوم انا..... وأنت فتشت عن نجمتك جيداً إنها في قلبك.....
وأنا سأجدها سأفتش عنها جيداً بلا كلل.....
#سهيرالرمحي
x
ملأت أجواء الحي أصوات أهازيج وزغاريد قادمة من بين ممرات الحي الضيقة واهتزت أرصفة الشارع الذي يحتضن بين كفيه مباني الحي البالية رقصات فوضوية لمجموعات من الشباب، وانتشرت حلقات الدبكة فملأت ساحة الحي ... نتائج الثانوية العامة فرصة سانحة لترقص كثير من القلوب ولنا فيها أحبة... إنه يوم مميز جميل لكل من وضع هدفه ورسم دربه لكن يوم إعلان النتائج يسحب من فمي الحروف وينشر الصمت الحزين على عيني فهو يذكرني بيوم سقوط الأحلام والأمنيات ... وفي الموقد تحترق الذكريات.... تلفح وجهك نيران يوم ضاعت فيه الروح.... كنت أحلم بدراسة الصحافة والإعلام وكانت أحلامي ترحل معي إلى تلك الغيمة فأطالها...ولا شيء يدعو للنوم إلا ذلك الوعد بذلك الحلم المنتظر....... لكن أخي الكبير أوقف طابور الأحلام حين قال لا و رفض بشدة وقسوة ذهابي للجامعة وأيده والدي ...
"ماعنا بنات تروح الجامعات؛ البنت مكانها البيت"
ولما كانت رغبتي الوحيدة هي الدراسة بدأت الأحلام تحفر لها بين يابسات السنين قبوراً من الحسرة والقهر وبدأت الأحلام تموت أمام عيني دفقة دفقة ...
كنت كلما فتحت صفحة جديدة عدت إلى الصفحة الأولى وإلى السطر الأول من الحلم...
واليوم اقتربت الزغاريد كثيراً من غرفة نومي ، إنها ابنة أخي
مبارك مبارك مبارك وتردد صدى المباركات بين أرجاء غرفتي وأسوار الحديقة المطلة على حلقات الدبكة
مبارك ياأخي !
بعينين مبرقتين :الله يبارك فيك يا أختي الغالية ! ثم يتناول الهاتف بفرح :
استعجلوا لي محمدا، فليزد الكنافة ، والحلويات
ويلتفت إلى زوجته ويقول لها بحرص : أخفي هذه الهدايا عن عيون الزائرين ... كانت الآمال بعيني ابنة أخي ترقص بفرح وأمنياتها تملأ المكان بهجة وغبطة ونبضات قلب أخي تتراقص طربا .
... " بارك لي يا والدي لقد تم قبول حبيبتي بالجامعة وستصبح إعلامية صحفية قد الدنيا"
سمعت والدي يباركان لابنة أخي قبولها و سعيها الدؤوب نحو حلمي الكبير
تألمت كثيراً لهذا الموقف وهذا التغيير..
قالوا لي : القناعات تتغير بتغير الزمن....
قلت: ثمة أمور لا تغتفر!
بلعت كل ما كان يخنقني ورسمت ابتسامة عريضة وخرجت أحمل أحلامي وأجرها جرا... باركت لمدللتنا نجاحها فبادرتني بكل حب.... أنت ملهمتي وقدوتي...ولجأت إلى غرفتي وفتشت عن تلك النجمة التي لازمتني ليالي طويلة... كانت تائهة....
_ لا شيء أجمل من أن يخبرك أحدهم أنك أحد الأسباب التي غيرت حياته للأجمل ...!!
نظرت إليها وأنا تحبسني العبرات..ثم قلت لها :
لم أقاوم انا..... وأنت فتشت عن نجمتك جيداً إنها في قلبك.....
وأنا سأجدها سأفتش عنها جيداً بلا كلل.....
#سهيرالرمحي
x
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق