* قَتْلُ العَاشِقِ ..*
شعر: مصطفى الحاج حسين .
أَستَجمِعُ ما فَاتَنِي مِنْ سَعَادَةٍ
لَمْ أعِشْهَا
وَلَمْ تَلمُسْ رُوحِيَ في أيِّ يَومٍ
أَتَأَمَّلُهَا بِحَسرَةٍ
وَعَتَبٍ شَدِيدِ الدَّمعِ
أبحَثُ عَمَّا يَفصِلُهَا عَنِّي
هَل كانتْ تُفَضِّلُنِي أنْ أكُونَ خَبِيثَاً ؟!
مَا الذي حَالَ بَينِي وَبَينَهَا ؟!
صِدقُ المَشَاعِرِ لا يَكفِي !
دِفءُ الرُّوحِ لا يُهِمُّ !
أَكَانَ عَلَيَّ أنْ أمتَهِنَ الغَدرَ والخِيَانَةَ ؟!
أَمْ أَسرُقَ مَا لَيسَ لِي ؟!
السَّعَادَةُ تَنحَازُ لِلرَذِيلَةِ !
وَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِ مَنْ لا يَستَحِقُّهَا !
إنَّهَا بِيَدِ الشَّيطَانِ
تَتَلَبَّسُ مَنْ يَتَفَوَّقُ بالكَذِبِ !
وَيَملُكُ القَلبَ المُخَادِعَ !
كانَ بإمكَانِي أَنْ أُلَوِّثَ النَّدَى
أنْ أغتَصِبَ الخُصُوبَةَ
أنْ أجرَحَ المَطَرَ
وَكَانَ بِمَقدُورِي أنْ أنتَهِكَ الأسرَارَ
وَأنْ أُصَفِّقَ لِلسُلطَانِ الجَائِرِ
وَأنْ أعتَلِيَ ظَهرَ الحَقيِقَةِ
السَّعَادَةُ لا تُبَادِلُ الأبرِيَاءَ المَحَبَّةَ !
تَهرُبُ مِنْ بَوحِ القَصِيدَةِ
تَمتَنِعُ عَمَّنْ يُضَحِّي بِحَيَاتِهِ !
وَتَذهَبُ للشِرِّيرِ المُشَعوِذِ
لِتَلقَى مِنهُ الإهَانَةَ إِثرَ الإهانَةِ !
لِمَاذَا أنتَ يا حُبُّ لا تَعرِفُ الحُبَّ ؟!
تُنكِرُ على العَاشِقِ صِدقَهُ !
وَتَتَكَبَّرُ على وَردِ لَهفَتِهِ !
وَتَخنُقُ لَيَالِيَهُ النَّاهِدَةَ !
ذَنبِي كَتَبتُ الشِّعرَ عَنهَا !
وَاعتَرَفتُ بِحُبِّهَا أمامَ الكَونِ !
لَكِنَّهَا أَوصَدَتْ عَنِّي السَّمَاءَ !
وَ أَغلَقَتِ القَبرَ على قلبي !! .*
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق