الأحد، 15 ديسمبر 2019

بقلم الكاتبة // شادية سامي فلو //

( ولادة من الخاصرة )

تساقطت أوراقٌ صفراء وبعضها أُخَرُ يابسات ، حاكَ عليها الزمان تجاعيد البؤس بخيطان الخيبات تتداخل بثقوب العثرات ، خيطان حمراء تشتعل فيها جذوات الغيرة ، وبعضها الآخر صفراء تنهش الساعات وبعضاً من أيام بأنياب الحقد والكراهية ، والتفّ الحزن بشال أسود تختبئ خلفه أهدافٌ مؤجّلة الوصول ليبعد يد الغدر عن البستان ، ونادى الجيران أين الماء ؟؟؟!!
 سقط في المغريات الحياء ، سقط في وحل الخيانات اختنق بدخان الحانات  ،
تهاوت باقي الوريقات بعضها لم يكتمل نموّها أنهكها القيظ ، وخنقها القيد ، تلونت اللوحة بكل الألوان ..بعضها دافئ تستقي منه الروح الحياة بلون الأمل بماء التفاؤل ، وبعضها الآخر ألوان باردة يسري منها الصقيع إلى الأوصال ، ألوان ميّتة تنزع النور بكل ريشة وبعشوائية مفرطة من كل المسام ، ألوان مميتة تصفع بكل قسوة وتغتصب الحياة من الخلايا وكأنها اشواك وقعت على خيطان حريرية ، لن تدعها إلا بعد ان تنتزعها من ذاتها وكلّيتها ..
وبعدها في ساعة الأصيل اجتمعت الألوان لتتوحد بعد اندماجها القسري ، وجاء المخاض عسيرا واستحكمت الحلقات ، ولمّا استحكمت فُرِجتْ وانحلتْ العُقَد ، وكانت الولادة من الخاصرة .. واستعادتْ الساقية ماء الحياة وصبّتْه جدولاً تنسابُ في الدروب ربما تتعثر بالحصوات ويغيّر النهر مجراه
ليسقي كلّ البتلات الفتية  وأشجار الصفصاف الباسقة ،
وسقى الماءُ اليتمَ في ساحات العتم ، وأنبَتَ العطرَ في الزهر ، وزهَتْ الألوان ..  
أهلاً بالمولود الجديد ..
مولودٌ لجينٌ جبينُه ، مفرِطُ التوهّجُ وَضّاءُ الغُرّة بحملُ البشائر في يوم مبارك ..
وتمخضت عتمة الليل وبروده عن ولادة فجر جديد فيه الخيرُ  بِنا يزيد .

شادية سامي فلو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناجاة 🖊 حمزه راضي الفريجي

مناجاة في التيه المترامي ،،، في عينيك السوداوين ،،، الضوء يتباعد !! ينفذحافيا وعاريا !! إلا ما رحم ربي ،،، أناجي الأمل المعقود في هامتي أمسد...