بقلم الكاتبة المبدعة // الهام عبد الخالق //

تذكرت تلك الاغنية ذلك المساء
 كان يتغني بها غجري يضرب بأظافره علي أوتار الجيتار فينطقها..
كما الماء يا حبيبي
كما الماء
يقولها بالإسبانية هكذا (اكومولاقوا)
يعيدها ويكررها
بصوت متهدج حزين
كما الماء يا حبيبي
كما الماء
طربنا للأغنية  صديقتي وطفلي وانا
تمايلت مع الاغنية
تحركت من كرسي تجاه المغني
 اتمايل واغرد وأحاول ترديد الاغنية معه..
كم اعشق الفلامنكو ..الطائر والرقصة..
كم اعشق الفلامنكو
كانت داخلي تحاول الخروج ..
تقاوم الخفوت لتنتصر ..
قبلت رأس المغني العجوز
فاحتضنها .. كسر صخر الجمود وصقيع الروح
أعطاها الجيتار
فتغنت " بالليل الهادي"
تمايل السمار
وسألوها من أين هذه الأنغام الساحرة الحزينة ؟
قالت لهم هي احلام الصبايا في انتظار الحبيب
هي مفردات الانعتاق في البلاد البعيدة المنسية
هي اغنية الخلود التي لن تأتي
أومأوأ برأسهم كأنهم فهموا ما تعني
وغادروا
ثم غادرت هي
وتلاشت في سحابة هاربة
الهام عبدالخالق
تورونتو سبتمبر ٢٠١٩