"ابنٌ عاقّ"
لم أكن محظوظا يوما إلا عندما عضضتني من ساعدي الصغير لتصنعي لي ساعة عمري
لم أكن محظوظا أبدا إلا عندما تركتني وحيدا أحمل قدماي ويداي على الحائط
واسقط مرة تلوة الأخرى واهم لأشتمّ رائحة عرقك الطاهر
في زمن كانت رائحة الأمهات تعب و حنين
*** *** ***
لم أكن محظوظا في صباح شتاء تشرينٍ كئيب غسل المطر جبينك بالدمع البارد
لم أكن محظوظا عندما فشلت مرة تلو الأخرى ولم أجد من يحضنني ويهمس في أذني لا تخف أنا معك
*** *** ***
لم أكن محظوظا عندما أتقنت و أيقنت حب العدسه والتصوير فرسمت وصورت آلاف الوجوه ونسيت وجهي البائس خلفي
لم أكن محظوظا عندما آمنت أن لي صوتا جميلا يعشقه من يسمعه ولكنه لا يصل إلا للمحبين حولي
*** *** ***
لم أكن محظوظا عندما طلبت من الله أن أموت مراتٍ ومرات فأكرمني فأحياني ثلاث مرات وقال لي ..أنا معك
لم أكن محظوظا عندما أمسكت العود لأعزف على ساعده لأسمع صوت عروق الدم تجري فيا كلما بكى الخشب على الوتر
وترٌ واحد يشدُّني كلما ضعت
كلّما بكيت
سكتُّ مرةً وكأني حجر
*** *** ***
لم أكن محظوظا لأني لم أولد نبيا
لكني حلمت ذات ليلة أنني نبي و كل من حولي يسرقون الحب والخبز و الزيت مني
وحلمت أيضا أن أمي تقتلني و تطعم لحمي للذئاب
عندها أدركت أنني لست بنبي
*** *** ***
لم أكن محظوظا أبدا عندما أتاني النبي و هزَّ كتفي وقال لي لا تخف إن ربي معك
لم أكن محظوظا عندما ركضت لأرى وجهي فسقطت من جبل وبكيت كطفل
لم أكن محظوظا عندما تركتني وقطعت حبلي السري مرتين
مرة قبل الولادة و مرة بعدها و ما بينهما كنت ميتة الخجل
*** *** ***
لم إكن محظوظا عندما أضرمت النار بجسدي فأطفئني الشتاء لأني خرجت أشتهي الموت
لم أكن محظوظا أبدا لأني أبي كان يحبك
ذات صباح كنا أمواتاً كان الصبح غريبا جدا
الكل أموات في قلبك
والجنية أتته لأبي وحضنته وبكت
كذئبة تذبح
جنَّ جنونه وقرأ آيات من الكتاب
حتى أختفت وبات صوتها دخان أسود
ماتت حينها وعاش أبي و ماتت أمي بعدها ولم يدفن أحدا روحها في ذلك الجسد الغريب
*** *** ***
لم أكن محظوظا فالشجرة عالية ورأسي صغير و كتفاي لا يحملان سنديانه
والتين يبس من الإنتظار
وصوت الآهات الغريبة كانت تملئ الدار
قالوا : أن زوجها قتلها لأنه وجد غريبا في تخته يفتح المحار
وقالوا : أنها جريمة شرف
وبعدها لفّوا القضية إنها انتحار
لم أكن محظوظا أبدا عندما رأيتها تلعب في أرض الدار
لم إكن محظوظا و الرجل رأيته بعيني يفتح المحار
*** *** ***
لم أكن محظوظا أبدا
عندما تركتك خوفا من الله
عندما تركتك خوفا من الذكريات
خوفا من الساعة على معصمي الصغير آنذاك
لم أكن محظوظا أبدا
عندما بكيت لأني ولد مرضٍ وصالح و القدر عاق
*** *** ***
عندما بكيت في الباص حتى الوداع
وأنا مؤمن أنني لن ولم أراكما أبدا
تركت قلبي معلقا بزيتونة صادقة
لم إكن محظوظا عندما لفظت وصفك
ناكرة الحنين ناكرة الحب ناكرة الله
كفرت بإيماني الضعيف كنبي ضال
لانَ قلبي
حنت روحي
شفعت عيني
فقدت كل شيء ذات يوم و متّ ألفاً ولطمت عاشورائي ألفا سنه حجرية
لم أكن محظوظا أنني أحب أرضا غريبا و أعشق سماء غريبة
*** *** ***
حتى الآن قييدو لي اسمي و اعطوني رقما
أعطوني أملا
وقالوا لي أحزن بالمجان و ابكي بالمجان و اشتق بالمجان واجمع نفسك وارحل الآن
واجمع نفسك من بلادنا وارحل الآن
لم أكن محظوظا يوما لأنني إنسان
وعضت على معصمي وقالت لي :
" كم الساعة الآن كم الساعة الآن "
(فقلت : الساعة عضة و شوق حنان )
فبكيت وقلت لها أنا لست أبنك الآن
" إبنٌ عاق "
ريزان علي حبش
لم أكن محظوظا يوما إلا عندما عضضتني من ساعدي الصغير لتصنعي لي ساعة عمري
لم أكن محظوظا أبدا إلا عندما تركتني وحيدا أحمل قدماي ويداي على الحائط
واسقط مرة تلوة الأخرى واهم لأشتمّ رائحة عرقك الطاهر
في زمن كانت رائحة الأمهات تعب و حنين
*** *** ***
لم أكن محظوظا في صباح شتاء تشرينٍ كئيب غسل المطر جبينك بالدمع البارد
لم أكن محظوظا عندما فشلت مرة تلو الأخرى ولم أجد من يحضنني ويهمس في أذني لا تخف أنا معك
*** *** ***
لم أكن محظوظا عندما أتقنت و أيقنت حب العدسه والتصوير فرسمت وصورت آلاف الوجوه ونسيت وجهي البائس خلفي
لم أكن محظوظا عندما آمنت أن لي صوتا جميلا يعشقه من يسمعه ولكنه لا يصل إلا للمحبين حولي
*** *** ***
لم أكن محظوظا عندما طلبت من الله أن أموت مراتٍ ومرات فأكرمني فأحياني ثلاث مرات وقال لي ..أنا معك
لم أكن محظوظا عندما أمسكت العود لأعزف على ساعده لأسمع صوت عروق الدم تجري فيا كلما بكى الخشب على الوتر
وترٌ واحد يشدُّني كلما ضعت
كلّما بكيت
سكتُّ مرةً وكأني حجر
*** *** ***
لم أكن محظوظا لأني لم أولد نبيا
لكني حلمت ذات ليلة أنني نبي و كل من حولي يسرقون الحب والخبز و الزيت مني
وحلمت أيضا أن أمي تقتلني و تطعم لحمي للذئاب
عندها أدركت أنني لست بنبي
*** *** ***
لم أكن محظوظا أبدا عندما أتاني النبي و هزَّ كتفي وقال لي لا تخف إن ربي معك
لم أكن محظوظا عندما ركضت لأرى وجهي فسقطت من جبل وبكيت كطفل
لم أكن محظوظا عندما تركتني وقطعت حبلي السري مرتين
مرة قبل الولادة و مرة بعدها و ما بينهما كنت ميتة الخجل
*** *** ***
لم إكن محظوظا عندما أضرمت النار بجسدي فأطفئني الشتاء لأني خرجت أشتهي الموت
لم أكن محظوظا أبدا لأني أبي كان يحبك
ذات صباح كنا أمواتاً كان الصبح غريبا جدا
الكل أموات في قلبك
والجنية أتته لأبي وحضنته وبكت
كذئبة تذبح
جنَّ جنونه وقرأ آيات من الكتاب
حتى أختفت وبات صوتها دخان أسود
ماتت حينها وعاش أبي و ماتت أمي بعدها ولم يدفن أحدا روحها في ذلك الجسد الغريب
*** *** ***
لم أكن محظوظا فالشجرة عالية ورأسي صغير و كتفاي لا يحملان سنديانه
والتين يبس من الإنتظار
وصوت الآهات الغريبة كانت تملئ الدار
قالوا : أن زوجها قتلها لأنه وجد غريبا في تخته يفتح المحار
وقالوا : أنها جريمة شرف
وبعدها لفّوا القضية إنها انتحار
لم أكن محظوظا أبدا عندما رأيتها تلعب في أرض الدار
لم إكن محظوظا و الرجل رأيته بعيني يفتح المحار
*** *** ***
لم أكن محظوظا أبدا
عندما تركتك خوفا من الله
عندما تركتك خوفا من الذكريات
خوفا من الساعة على معصمي الصغير آنذاك
لم أكن محظوظا أبدا
عندما بكيت لأني ولد مرضٍ وصالح و القدر عاق
*** *** ***
عندما بكيت في الباص حتى الوداع
وأنا مؤمن أنني لن ولم أراكما أبدا
تركت قلبي معلقا بزيتونة صادقة
لم إكن محظوظا عندما لفظت وصفك
ناكرة الحنين ناكرة الحب ناكرة الله
كفرت بإيماني الضعيف كنبي ضال
لانَ قلبي
حنت روحي
شفعت عيني
فقدت كل شيء ذات يوم و متّ ألفاً ولطمت عاشورائي ألفا سنه حجرية
لم أكن محظوظا أنني أحب أرضا غريبا و أعشق سماء غريبة
*** *** ***
حتى الآن قييدو لي اسمي و اعطوني رقما
أعطوني أملا
وقالوا لي أحزن بالمجان و ابكي بالمجان و اشتق بالمجان واجمع نفسك وارحل الآن
واجمع نفسك من بلادنا وارحل الآن
لم أكن محظوظا يوما لأنني إنسان
وعضت على معصمي وقالت لي :
" كم الساعة الآن كم الساعة الآن "
(فقلت : الساعة عضة و شوق حنان )
فبكيت وقلت لها أنا لست أبنك الآن
" إبنٌ عاق "
ريزان علي حبش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق