الثلاثاء، 28 يوليو 2020

ديوان (( أصابع الرّكام )) .. بقلم الشاعر / مصطفى الحاج حسين /

* ديوان (( أصابع الرّكام )) ..

          للشاعر العربي السوري : مصطفى الحاج حسين.

            بقلم : الناقد محمد بن يوسف كرزون .

**************************************

                (( مرحىٰ للعقّاد الثاني ))

عرفتُ الأديب والشاعر مصطفى الحاج حسين أديباً مشاغباً في رواقات مدينة حلب الثقافية المتعدّدة، يكتب قصّة قصيرة مدهشة، مذهلة، تفاجئ القارئ بواقعيّتها الشديدة وبصراحتها المفرطة، وتجعل الكتّاب الآخرين يتمنّون أن يتوصّلوا إلى كتابة نصوص ذات أبعاد فنّيّة تشبه أبعاد قصصه، وأن يمتلكوا الجرأةَ الزائدة التي تميّزت بها قصصه، والتي تسبّبتْ له بمصاعب متعدّدة مع أجهزة الأمن، ومع إدارات النشر الأدبيّة، في سورية، على حدّ سواء.
وهو الرجل الذي تعلّم القراءة والكتابة بنفسه، ولولا سنوات قليلة من سنوات الدراسة الابتدائية لقلتُ إنّه علّم نفسَهُ بنفسهِ.
ولذلك هو يذكّرنا بعبّاس محمود العقّاد، ذلك الأديب العملاق الذي لم يحصّل أكثر من الدراسة الابتدائية، ولكن إذا ذكرنا الأدب العربي وحركة التأليف في الثقافة والأدب فإننا سنضعه ضمن العشرة الأوائل في القرن العشرين بكلّ تأكيد.
وكذلك مصطفى الحاج حسين، الذي أسمّيه «العقّاد الثاني»، ولكن لم تكن ظروف العقّاد الثاني تشجّعه على الظهور، فمشاغباته كانت كثيرة، وصراحته كانت مفرطة، وهو لم ينهج نهج العقّاد الأوّل في السياسة، فلم ينتسب لأيّ حزب، ولم يحمِ ظهرهُ بأيّ شخصيّة أدبيّة معروفة على مستوى سورية أو الوطن العربي.
كلّ ما كان يفعله أنّه رجل لا يجامل أحداً، لا في المنتديات الأدبية والأمسيات، ولا في الكتابات التي تعظّم أو تُلمّع… كانَ مغموساً في إبداع نصوص جديدة، وكان هاجسه الذي يلاحقه مع كل نصّ قصصي: هل تجاوزتُ كتاباتي السابقة وقدّمْتُ نصّاً جديداً؟ مع ملاحقته لهموم البسطاء، ولكيل اللعنات على الفساد والفاسدين.
فالعقّاد الثاني، الذي لم يدرس إلاّ القليل، والذي يكتب ويفوز بجوائز تلوَ الجوائز، ترمقه العيون بشتّى أنواع الغيرة والحسد، ثمّ هم مع ذلك لا يملكون إلاّ أن يصرّحوا له بأنّ أدبه متميّز.
وشاء القَدَر أن أتواصل معه ونحن في مغتربنا التركيّ الذي فرضتْهُ علينا الحرب القذرة الظالمة التي تجري في سورية، وأطلعني على بعض ما يكتب من جديد، من شعر نثريّ حديث، وتذرّعَ بأنّ هموم الغربة، ومعاناته من المرض، قد فرضتا عليه أن يتحوّل إلى القصيدة.
قرأتُ قصائدَه، وهالني ما وجدتُ من مستوى، سواءٌ أكان على مستوى المضمون، أم في الصياغة الفنية وتضمين الصور الجديدة والمبتكرة بل المتألّقة.
وطلبتُ منه المزيد، فزوّدني ولم يبخل عليّ بها، وهو ينتظر رأيي على أحرّ من الجمر، وأنا أتباطأ في الإجابة وبيان الرأي والمناقشة، إلى أن جاء الوقت الذي صارحتُهُ بأنّه شاعر، بل شاعر ماجد، شاعر قضيّة وشاعر فنّ جميل.
ولم أكن أجامله على أيّةِ حال، بل كنتُ أقول كلمتي لوجه الحقيقة الأدبيّة أوّلاً وأخيراً. وتناقشنا في شكل كثير من القصائد ومضامينها، ولم أكن أتحرّجُ في أن أطلقَ عليه لقب «العقّاد الثاني» بكلّ جدارة. وإن كان قد جاء هذا الإطلاق متأخّراً، فكم كان سيفرحه هذا اللقب لو كان أُطلِقَ عليه وهو في الثلاثينيّات من عمره.
ومع ذلك، شعرتُ به وقد انتابته حالة من الخجل من لقبي هذا، فقلتُ له: بكلّ صراحة أنتَ تستحقّه، وتستحقّه منذ مدّة، وسامحني إن جاءَ متأخّراً.
أربعةُ أسفار شعريّة، هي دواوينه التي صدرت له في إسطنبول حتّى الآن، وقد صارت بين يديَّ في وقتٍ عزَّ الكتاب الورقيّ عليّ وندر وأنا في ديار الغربة.
وهناك مفارقتان لا بدّ من ذكرهما في هذا التقديم، ونحن نتحدّث عن العقّادَين:
الأولى: أنّ عبّاس محمود العقّاد قد كتبَ الشعرَ في صِباه، ثمّ عكفَ عن كتابته بعدَ أن أصدرَ، مع عبد القادر المازني، كتابه النقديّ اللاذع «الديوان»، الذي لم يعجبه فيه شعر أيٍّ من المُحدَثين، وتوجّهَ إلى كتابة البحوث والمؤلفات الضخمة في مجالات شتّى؛ ولكنّ العقّاد الثاني، مصطفى الحاج حسين، قد اتّجهَ إلى كتابة الشعر متأخّراً.
والثانية: أنّ العقّاد الأوّل قد تعاطى السياسة، وانخرطَ في الأحزاب التي كانت في عصره، وقد أفاده عمله هذا كثيراً في شهرتِهِ الأدبيّة. بينما لم يدخل العقّاد الثاني في معترك السياسة والأحزاب، وقد أضرّ به بُعدُهُ عن العمل السياسي في شهرته الأدبيّة، إلى أن وفّرتْ له ظروف اللجوء، نتيجة الحرب الإجرامية التي حصلت في سورية، فسحةً من الحريّة في التعبير، فانطلق من جديد، ولو متأخّراً.
ولو جمعنا قصائده التي قالها في حلب، مدينتي ومدينته التي نشأنا فيها، لصارت ملحمة لا تقلّ عن الملاحم الشعرية الكبرى في الأدب العالمي عبر العصور. ولكن لا أدري هل من حُسْنِ طالعنا أم من سوئه، أنّنا من أمّةٍ لا تعير بالاً لمفكّريها وأدبائها وحكمائها وشعرائها… بل هي تدمّرهم كما دمّرتْ آثار الأقدمين في أعرق المدن العربية: حلب والموصل، وغيرها من الحواضر القديمة والحديثة، ولم تسلم منهم المدينة التاريخية الحيّة «تدمر».
لن أطيلَ عليكم، سأدعُ قصائدهُ تتحدّث، لتغوصَ في وجدانِ كلّ قارئ يمتلك الصدق مع نفسه ويحبّ أمّته.
هذا هو العقّأد الثاني، مصطفى الحاج حسين، فتحيّةً له، وأشدّ على يده وأقول له: انتبهْ لنفسِكَ فأنتَ عملاق أدبيّ من عمالقة الأدب العربي والعالمي، وستشكف الدراسات عن هذا عاجلاً أم آجلاً إن شاء الله.
هذا الديوان
هذا هو الديوان الرابع الذي ينشره العقّاد الثاني، مصطفى الحاج حسين، وقد ضمّنه مشاعره المرهفة، التي نجد تأثير الحرب الفظيعة عليها، بل على كلّ حرف قد كبته، فهو قد عاش في ظروف الحرب سنوات، ثمّ عاشَ ألم الاغتراب، ولا سيّما بُعده على الأهل وعن حبيبته الآسرة «حلب»، تلكَ المدينة التي تسكنه، يقول في قصيدة عنوانها: (وهج السراب):
مهما اقتربْتُ منكِ
وضممتُكِ إليَّ بقوّةٍ
تبقينَ عنّي بعيدةً !!
حتىٰ لو سكبْتُ قلبي
في دمِكِ
ومزجْتُ روحي
بأنفاسِكِ
وأطعمْتُ يديكِ
من حنيني
وانصهرَتْ لهفتي
علىٰ عنقِكِ
وذابَتْ هواجسي
وانفطرَتْ شهقتي
وَبَكَتْ كلماتي
وارتعشَتْ همستي
وخارَتْ نظراتي
وارتمَتْ شجوني
وتساقطَتْ شجاعتي
وانتحرَتْ رغبتي
أحسُّ أنّكِ بعيدةٌ
تبدينَ غائبةً
وعنّي شاردةً
قلبُكِ لا يدقُّ بضراوةٍ
وروحُكِ ناعسةٌ
قبلتُكِ بلا رائحة
وحضنُكِ يتثاءَبُ كالخريفِ
لا صوتَ لأصابعِكِ
لا شغفَ في شفتيكِ
وشَعرُكِ
يتهرَّبُ من ملامستي
لماذا هٰذا الموتُ
ينثالُ من صمتِكِ ؟!
لماذا هٰذا الخوفُ
يطلُّ من عينيكِ ؟!
هل كانَ حبُّنا وهماً ؟!
وهل كانَتْ قصائدُنا
عجافاً؟!
هذا الخطاب في القصيدة ليس موجّهاً لحبيبة بعينها، سوى الوطن وحلب، وتبدو معالم حلب واضحةً أكثر في القصيدة الأخرى التي عنوانها «العصيّة»:
في قلبي وجعٌ وبكاءٌ
وفي روحي دهشةُ الأبرياءِ
وأسئلةٌ تنمو في داخلي
في كلِّ صبحٍ ومساءِ
وحيرةٌ تعصف بي
وارتباكٌ وخوفٌ
وصوتٌ يصرخُ في فضائي
وماذا بعدَ كلِّ هٰذه الدّماء؟!
بعدَ هٰذا الدّمار
يا أخوتي يا أصدقاء !!!
تتسابقونَ إلينا وعلينا
تسوقونَ بمحبّةٍ لبلدِنا
الموتَ والفناء !!!
يا لَكُمْ مِنْ أوغادٍ جبناء
هيهاتَ لكم
أنْ تطفؤوا نورَ اللهِ
فنورُ الخالقِ يتجلّىٰ
في حلبَ الشّهباء
لا تظنّوا أنّكم ستنتصرونَ
مُحالٌ لكم هٰذا
يا أغبياء
ستبقىٰ سورية عصيّةً
علىٰ الأعداء
هكذا قال السلطان وهنانو
وصالح وكلّ الشّهداء
فرغم كلّ ما حلّ في هذه المدينة من ويلات يبقى نور الخالق يتجلّى فيها، ويزيدها تألّقاً، ويزداد عشقه لها. بل نراه يسكب قهره ووجعه في قصيدة وهو يتألّم كما تتألّم حبيبته «حلب»، فيقول في قصيدة (ندىٰ عمري):
في لغتي أسمُكِ أوَّلُ الكلماتْ
وما أنتِ كلمةٌ أو نجمةٌ
أسمُكِ في روحي آياتْ
موجودٌ في دمي منذُ خُلِقْتُ
وإلىٰ آخرِ اللّحظاتْ
لا أعرفُ إلّا أنتِ
ولا أهوىٰ سوىٰ عينيكِ
مهما عشتُ وطالَتْ بي الحياةْ
سأبقىٰ أحبُّكِ وأعشقُ طيبَكِ
وأقبِّل ذكراكِ بعدَ المماتْ
حبيبتي أنتِ غَصْبَ غربتي
فاتنتي ومهجةُ أحلامي
مهما توسّعَتْ وامتدّتْ بيننا المسافاتْ
لَمْ أجدْ غيرَكِ لأعشقَها
لا بديلَ عنكِ
بينَكِ وبينَ قلبي ذكرياتْ
سأظلُّ أناديكِ وأكتبُ عنكِ
أغنّي أشواقي دمعاً وآهاتْ
أنتِ للضّائعِ منارةٌ
وللمتيَّمِ اليائسِ الحائرِ صلاةْ
أحكي عنكِ للضَّوْءِ إنْ أظلمَ
وللبحرِ لو تيبَّسَ موجُهُ
وللّيل لو ضاقَتْ عليهِ السّاعاتْ
جلُّ وقتي وكلُّ نبضي
ومعظمُ صمتي وسائرُ بَوْحي
عَنْ موعدٍ من صوبِكِ آتْ
هيهاتَ أنسىٰ وجهَكِ
قريباً ألقاكِ وأغمرُكِ بالقبلاتْ
حلبٌ أنتِ
مدينةُ السّحرِ والأمنياتْ
أَسْمِعي روحي صوتَكِ
عطشَ قلبي أحييهِ بالأغنياتْ
أنتِ ندىٰ عمري وأوجاعي
مهما حالَتْ بينَنا السّنواتْ
وينساب الديوان شعراً صافياً عذباً يحمل الشجن والألم، ممزوجاً بعبق الحضارة والأمل، مع الصور البديعة الطريفة الجديدة المتجدّدة التي كان يبثّها في كل جملة شعرية يصوغها.
إنّه ديوان يستحقّ مع بقيّة الدواوين التي أصدرها دراسات متعمّقة في فنّه الشعريّ وشخصيّته الأدبيّة الناضجة والمتميّزة، بل يستحقّ من القرّاء أن ينهالوا عليه، لأنّه قد سكبَ فيه معانيَ العطاءِ والألم والأمل، فتحسُّ أنّه نابضٌ بالحياة، رغم كثرة ذكره للموتِ، الذي يختطف كلّ يوم بفعل جرائم الحرب الوحشيّة عدداً كبيراً من أهل وطنه، دونَ وجهِ حق ّ.

              محمد بن يوسف كرزون .

الاثنين، 27 يوليو 2020

* لو أنكِ تأتين .. بقلم الشاعر / مصطفى الحاج حسين /

* لو أنكِ تأتين ...

                     شعر : مصطفى الحاج حسين .

لو أنّكِ تأتينَ
سيحتفي بكِ الهواء
وتتفتّح مسامات النّهار
ويرفل الضّوء بضحكته
وتنبثق أهازيج الأرض
يستقبلك الفراش بالرّقصِ
وينحني الورد لطيبك
ترفرف السّماء بفرحتها
ويتعالى شهيق الوقت
سيؤذن النّدى صلاة الحبّ
وتقرع أجراس الرّوح
ينمو الياسمين على أطراف الغبطة
وتثمر أشجار اليباس
تلوّح لكِ الأماني الباكيات
يزغرد الحزن مرّة في العمر
وتمحى تجاعيد الحنين
يلثم الشّوق أنفاسكِ الرؤوم
وستبرأ دمعتي من أوجاعها
يتنشق قلبي
سحاب أنوثتكِ
لو أنكِ تأتينَ *.

                مصطفى الحاج حسين .
                       إسطنبول 

قصاصات شعرية ٥٨ .. بقلم الشاعر / محمد علي الشعار /

قصاصات شعرية  ٥٨

سأسكنُ بيتَ الشِعرِ طفلاً مُدلّلا
وأرشقُ وجهَ الشمسِ ورداً مُبلّلا
تَردُّ عليَ الشمسُ نظرةَ باسمٍ
تُفتِّحُ نخلاً في القصيدِ مُظلّلا
--

أفدتُ بأنَّ الرمشَ أضعفُ خِلْقةً
ولكنَّني غيّرتُ بعدَكِ أقوالي
وجدتُ بأنَّ الرمشَ يسلبُني الكرى
وثعلبَكِ الوسنانَ أكبرَ مُحتالِ
--

للجارِ طعمُ الصبحِ والألحانِ
والوَردِ والوترِ المُعنّى الحاني
سأزورُه بعدَ المساءِ بنجمةٍ
وأنا لهمسِ الليلِ مُصغٍ رانِ

--

زارني البحرُ في المنامِ رسولا
كاشفاً فوقَه السماءَ غيوما
سقطتْ همسةٌ على الحرفِ ليلاً
رصّعتْ إصبعَ اليراعِ نجوما

--
وزّعتُ أضلاعي بمفترقِ الدروبِ ...
على الهوى وشددّتُها بالهُدْبِ
وزرعتُ قافيتي على وترِ الحروفِ...
وكلما اهتزّت ربتْ في قلبي

--

كما تلاقت مياهُ الروحِ بالزرعِ
احمرَّ خدٌّ الهوى واخضرَّ في ضلعي
الشمسُ تُغرِقُ في قطْر الندى سُفني
وفي انتظاري لهيبٌ وارفُ الدمعِ
--

يا ربِّ مع كلِّ فجرٍ في الصباحِ سنىً
من حُسْنِ وجهِكَ وضّاءً يُروِّيني
وكُلّما رُمْتُ نجماً في دُجاك ؛ معاً
سِرنا إليكَ لأَهْديهِ ويَهديني .
--

بهمسةٍ في صلاتِها لدمي وكِسرَةٍ للسنى تُرمِّمُني
نمحو معاً في الكرى وتُسقطُني
ظلاً على جفنِها وترسِمُني
--
قرأتُكَ خطّاطاً كنورسِ موجةٍ
تطيرُ على جنحِ الخيالِ وتُبحرُ
ومن قصبِ الليلِ المُضيءِ يراعةٌ
بريتَ بها روحاً فأزهرَ مُقْمِرُ
تمرُّ بزرقاءِ الحروفِ مشاعرٌ
تقولُ لزرقاءِ السما أنا أكبرُ

محمد علي الشعار

٢٤-٧-٢٠٢٠

الأحد، 26 يوليو 2020

خيالك .. بقلم الشاعرة / رفا الاشعل /

خيالك

خيالك  زار  قبيل السٓحر
كطيف ضياء لعيني ظهر

كفجرٍ جميل كعذب الرؤى
كسحر تمشٓى بقلبي استقرْ

خيال الحبيب الذٓي قد جفا
و كان المنى و ابتسام القدرْ

سهرت و عيني جفاها الكرى
فجفني قد اعتاد طول السـهر

لأسترجع  الذكريات التٓي
لها في حياتي عميق الأثرْ

فكم طاب للقلب ذاك الهوى
و عشت على وصله المنتظرْ

زمانا  هوانا  أضاء  الدٓنا
فسرنا على الدٓرب دون حذَرْ

و ما كنت أحسب درب  الهوى
 على جانبيه الحصى و  الحفٓرْ

و ذلك  دهر  مضى  صفوه
فجار  زمانٌ  سقانا  الكدرْ

و حلٓ  فراق  فؤادي  انكوى
و عذب الهوى مثل حلمٍ عبرْ

و أظلم  دهر  عليٓ  قسا
فأبكى عيوني و قلبي انكسر

تثاقل ليلي  فما  ينجلي
و غاب صباحي غفا ما ظهرْ

و كم هاجمتني جيوش الدٓجى
تحارب  صبري  بسيف القدرْ

أضعنا ربيع الحياة سدى
و كم ضاع منٓي و لم استشرْ

أما آن  للغيث  نُسْقَى  به
يرشٓ بذور الهوى و الزٓهرْ

حياة و لا حبٓ فيها ..  ردى
تفوت اللٓيالي ..  و لا  تنتظرْ

             بقلمي / رفا الأشعل
               (المتقارب )
             تونس (المنستير ) 25/05/2020

هل تعرفني؟ .. بقلم الشاعر / محمود الشيخ / 🇵🇸

هل  تعرفني؟
*******
أنا الفلسطيني ولدتُ...
بين طلقتينْ .
أولاهما ٌ لحفل قدومي...
وأخرى للوداع الأخيرِ..........
بين زلغوطتين....
قرأت العزة طفلاً....
على.خطوط جبين ابي
حبا وحقول قمح ...
وحكايات.........
ورضعتُ الأيام عشقاً....
وطناً.....كان حضن أمي.....
وعلى الافاق.في المدى.......
بين الرصاصتين.......
فاضت  دمعتي.....
وأقسم علي جرحي....
اريحا ويافا...
كلها حدودي
فمحبوبتي...
نائمةٌ بين البحرين.......
*******
من الأرشيف
محمود الشيخ ..فلسطين

بيني وبينهُ زُقاقْ .. بقلم الشاعرة / ميديا المندلاوي /

بيني وبينهُ زُقاقْ
لكني أُحِسهُ طريقٌ شاقْ
فأنا طموحي أكبر
فأنا أريدُ أن أراه كُلما أفاقْ
وأريدُ أن أحتلَ فُنجانهُ وقهوتَهُ
وجيبَ معطفهِ وعينهُ والاحداقْ
ويؤلمني هذا البعد وهذه المسافة
فالعُمرُ يَمُرُّ وقاتلةٌ عذاباتُ الاشواقْ
وهواهُ يجتاحُ قلبي بعنفٍ
ولمَ يَعُد سطحياً بل في الاعماقْ
ليتَ حاكمَ المدينة يُحِسُ بقلبي
ويلغي هذا الزُقاقْ!!!
ويبني له بيتاً امامَ شُرفتي
لأقيمَ هناك من الليلِ حتى الاشِراقْ

#بقلمي

الخروج من عدن .. بقلم الشاعر / بشار الجراح /

الخروج من عدن
....
لم تكن الصورة واضحة جدا
كانت تتغير مع دقات الساعات الرملية
و طوفان أسئلة الأطفال
الحرب التي بدات عندما كنا صغارا
لاتقبل أن تنتهي
....
سنلتقي
سأحفظ لك قلبي خاليا
لترسمي فيه وجهك
و غمازتيك الشقيتان
تنتابني حمى شريرة
يتوقف فيها دوران الطواحين
ويصيب الأرق أرصفة الليالي
اسمك اراه دوما أمامي يسبق قلمي عند الكتابة
......
الأمير المتخم بالطعام
نام في حضن غانيته
وتدلى بقربه سلاحه الجبان
.....
سرنا على ضفة الخليج
كنت معي متلاصقة
ولم نتكلم كثيرا
لكن كلمة أحبك كنت أراها
في ملمس يدك
وفي حرارة جسدك
كانت جنة عدن بقربي
وعلى البعد كانت الكلمة

بشار الجراح

حروف ودموع .. بقلم الشاعر / سامح محمد /

أسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير

حروف ودموع

للحرف دموع لا تعرف عنها المواويل
سألتك بالله لا تجرحيها فبعض الدمع تنزيل

أربعيني العمر وبي جرح ألملمه
لا تعجبي أن يبكي الزمن الجميل

أعوام وأنتي لي حلما مكثت العمر أحلمه
أعوام وحروف لي لكي لم ينقصها تنكيل

طرقت باب ربي ولم أبرحه منتظرا
هل رقت سيدتي ..!؟ أم أقضي العمر وكل العمر تأويل

ربة ال ..لم يعد في جعبتي سهام حرف حلوه
ست النساء أنت سامحيني"ليس لدي بديل"

ماذا تخافين وهذا قلبي غصتي لكي هبة
هذا دمي فداكي لو تخشي من الطيور الأبابيل

يا من حلمت بميلادي على يدها
أحيا جميلا بكي أنا يا مولاتي صبري جميل

يا طفلتي تبدأ دنيايا بكي ولو في العمر برهة
ولو كان حتفي بعدها لأني فيكي مقتول

لا تعجبي الحب لولا الحب كنتي مبصرة
عموم العاشقين هذا مجنون وآخر مسطول

نعم ضاقت بي الصدور إلا صدرك ي إمرأة
ما بين الضلوع ..كل الرجى مأمول

لأضع رأسي قليلا ليستريح ولو لحظة
أعلم وأعلم أن هذا الصدر بحق مأهول

Sameh Mohammad

غياب الروح .. بقلم الشاعرة / سهى زهرالدين /

(غياب الروح )

حين ينتصر القدر
ويبدأ بالتهام حصاد العمر
يتوقف الكون عن ارتداء لباس العيد
فتبدو الأزقة باهتة الألوان
ويختفي العطر عن بقايا البنفسج الناعس
فتدخل الروح في دوامة المصير
لا طرحة عروس تلاحق نسيم الزغاريد
لا طبول الفرح تقرع في المرج الخصيب
فيبدو السوار في معصم الوقت سجان
ها هي بدأت سنين العجاف
والقحط مرسوما" ألوانا" على الطرقات
ربما
ستدوم سنة
أو ربما ستدوم ألآف السنوات
ستتناقلها الأجيال جيل بعد جيل
سيخبرون عن أنثى غابت عن وجهها الضحكات
سينبت الأقحوان عند رفاتها
سيرتعش الياسمين لذكراها
 ليتدلى الندى على عظامها البيضاء
سيرحل الصيف قريبا"
وتبدأ الريح الهوجاء
تقضم الوقت الرتيب
لتمطر السماء حروفا"  وشوقا"
يدخل في أرضها الجرداء
كل قطرة في داخلها همسة من الهمسات
يا أيتها الروح العابثة
الراضخة
            المتقوقعة
عودي لأحضان يوسف
أنفخي في وجه الريح
أحضني الحروف من جديد
لعلى
الروح تعود
تقتل القدر  بيد من حديد
تبسم قدري الجريح
وضع قبلته على يدي
وغفى
في رحلة المصير .

                سهى زهرالدين

كالياسمين انتِ .. بقلم الشاعر / علي عامر /

كالياسمين انت اشتم عبقك كلما تمرين بخيالى
 وان كنت لا تفارقين بالى
 نقيه مهما تغيرت عليك اجواء الليالى
 ياسمينتى انتى
 احبك فهلا اصلحت قلبا اتلفته الامال
#على_عامر

* ديوان (( تلابيب الرجاء ))..بقلم الشاعر / مصطفى الحاج حسين /

* ديوان (( تلابيب الرجاء)) ..

للشاعر والأديب السوري مصطفى الحاج حسين ..

( قراءة من المغرب الأقصى لشلال جمال متدفق)

         بقلم الكاتبة : مجيدة السّباعي .

        ألف تحية وسلام لهذا الدفق الشعري العذب السلسبيل، لهذه النوتات السحرية ، والمعزوفات الأنيقة المبهرة ذات الجمال الخرافي، المتدفّقة بهاءً والمنهمرة سحراً والمذهلة صدقاً، لشاعر قديراستثنائي، ضليع  في الحرف العربي الجميل، جادَ به الزمان مرّة واحدة وعزّ بمثله، ارتشف رحيق الإبداع الخالد حتّى النخاع ، وتربع مزهواً عرش الإبداع
الشعري، إنه الأديب  مصطفى الحاج  حسين ، فكيف يا ترى  سيخشى النزال؟ وهو يحلق مهاجراً على صهوة السحاب بأجنحة سناء في فضاءات بديعة ، يتأرجح على هودج القصيد المذهل؟!!!
     يقول في قصيدته (( مملكة النّدى )) التي بثها في هذا الديوان :
وتكشّفَ رمادُ النّدى
في بحّةِ الآنداءِ السّقيمةِ
الجرحُ يتلظّى بملحِ المرارةِ
الأرضُ تثغو لنارِ الخيبةِ
في ارتجافِ غربةِ المعنى
يرتطمُ بي حائطُ الوقتِ
يسألني عن عمرِ التَّنهيدةِ
يجيبُ عنِّي السّدى السَّرمدي
غبارُ الذّكرياتِ يدقُّ لي
أعمدةَ السَّديمِ
لأعلّقَ عليها جثثَ المسافاتِ
القاتمةِ
في فضاءِ صمتي
تتآمرُ عليَّ الظُّنونُ
تريدُ أحشاءَ ينابيعي

ينكروني الماءُ الموّزعُ
على عشبِ لهاثي
حينَ يقطرُ خراباً
فوقَ وميضِ اشتهائي
أسابقُ أجنحةَ الهاويةِ
أعدو صوبَ تِلالِ الغيومِ
لي شفقٌ هناكَ
سأدثّرُهُ بأعطافِ هواجسي
وأزيلُ الموتَ عن يباسِ الضُّحى
أضحكُ من قهرٍ تخلّصتُ منه
ومن صحراءِ الجنون .
     نعم بسخاء حاتميّ أهدى ديوانه، فجاء جميل القسمات  شفيفاً ثريّاً بقصائد حبلىٰ بالبهاء، مضمّخة  بشذىٰ الياسمين،  موشّاة بمسك الليل حالمة بلون الجلنار، ثملة بهمسات لا كالهمسات، بل تغار منها كلّ الهمسات .
     ويقول في قصيدة هي ملحمة من ملاحم الهمسات العذبة المؤلمة في آنٍ معاص :
(( عبّأتْ جيوبَ الليلِ بالهمساتِ
وأهدَتْ نوافذَ القلبِ
الدّفءَ والحنان
وَزَّعَتْ في صحراءِ الوحشةِ
شتائلَ الأملِ والزّعفرانِ
وصارتِ الأيّامُ تبتسمُ
ما عادَ للشّكوى مكان
ولا عادتِ الوحدةُ ترثي نفسَها
أخذتْ كلّ السّهوبِ
سرقَتْ كلّ الدّروبِ
واستحوذتْ على كنوزِ الينابيع
وباعَتْكَ برخصِ الكلامِ
صارتْ تتوارى خلفَ الأعذار

وما عادَ عندَكَ سماءٌ لتحلِّقَ فيها
ولا أرضٌ لتمشيَ عليها
رَمَتْ قصائدَكَ إلى الهاويةِ
صارَتْ تملكُ أجنحةً
من نسيجِ أصابعِكَ
لتحلِّقَ فوقَ جثّتِكَ
وترفرفَ بفجورٍ )).
     فقد حمّلها همومه وهواجسه ، وترنّم بها لكلّ الدنيا، لمّا تعمق به الألم ،وتمدّد على كل مساحات روحه ، وعصفت به مشاعر الأسىٰ ،فحاكها بتفانٍ وطرّزها بحذق وزخرفها بكلّ تفنّن، مذهلة تلوك الوجع ، وتضمّد ندوب الزمن  وأعطاب القدر، وتسطّر نبض الحياة بإصرار واستنكار لواقع طافح بالأسىٰ ومكتظّ بالألم ، بها نحت سحر اللقاء الواعد كنور الفجر شكله متوهّجاً مزغرداً
     لقد ناغىٰ وترَ حروف أرهقها الصدق والتعلّق بتحليق مجنون إلى متخيّل ثمل، فانقادت له طيّعة تعزف على تلافيف قلب مهشّم، وديعة تحلم بالعودة إلى ياسمين حلب ، لكنّها منكهة بطعم الخيبة والألم ، فغنّىٰ بها وطنا يعشقه حدَّ الهذيان وذكرىٰ تحاصره أينما ارتحل ، زفرات روح تحترق أضناها الشوق ، وحنينا لا يكفّ يجترّه مرّاً، بها يلملم  شظايا الروح ، ويعدّ آهات الوجع ويرشّ الجمال على مسامات القصيد، كلّما دقّ النبض واستنشق الحياة وتملّىٰ بالنور، فلايسعه إلاّ أن  يضمّد بها الندوب ، ويمسح بها دمع ليل حارقاً لما يفيض القلب وتتأجّج المشاعر،  لكن لا يغفل أن يعبّئَ القلب بشموس آمال لا تنطفئ ، ويزرع سنابل رجاء متواصل لغد قريب مشرق وفجر متدفّق، فمن تمسك بحياة يرسمها الإصرار، بالجدور بالأرض بالتراب، ورأى الوطن كلَّ الوجود والباقي عدماً صقيعاً ،استحقّ الحياة وطاب له الكفاح ، وأثمرت له المساعي .
     قصائد كلّ هذا الديوان ملحمية ’ فلا تكادُ تقفُ عندَ قصيدةٍ إلّا وتحكي لكَ ألفَ رواية ورواية ’ بلغةٍ شعريّةٍ أخّاذة ’ يلخّصُ فيها مأساةَ حكايةَ وطنٍ ورواية عُمْرٍ ’ يقول في قصيدة ( وصيّة ) :
(( سيضحكُ الدّربُ أخيراً
حينَ تَتَلقّفُهُ خطواتي
سيجنّ غبارُ اشتياقي
وتتنفَّسُ أحجارُ الطَّريقِ
بعدَ انتظارٍ خانقٍ
شَابَتْ منهُ النَّسماتُ
وَتَوَجَّعَ قلبُ السّرابِ
ستستقبلني التّعرُّجاتُ بالشّذى
وتهمسُ لي المنعطفاتُ
تُعْرِبُ عن ترحابِ العُشْبِ
الأرضُ تذرفُ حنينَها
وتبتلُّ غصّةُ الأشجارِ بالندى
وسينزاحُ الهمُّ عَنِ السّماءِ
حيثُ الشَّمسُ تغتسلُ
بعدَ كربةٍ من احتقانٍ
وستحملني العصافيرُ
تَهَبُ لي أجنحَتَها
لتسابقَ قلبي الفراشاتُ
ويكونُ الهواءُ موسيقا
وتَتَبَادلُ السّحبُ البيضاءُ
التّهنئةَ
تزغردُ أوجاعُ الأفقِ
وأنا أحتضنُ التُّرابَ
سأبكي عندَ البوَّابةِ
وأصافحُ دَبيبَ الحياةِ
مدينةَ أنفاسي
سأعودُ
وإن كانَ دمي مسجّى
وإن كانتْ روحي تالفةٌ
نَخَرَهَا الاشتياقُ
لو كنْتُ حفنةَ رمادٍ
أوصيكُم أن تذروني
\من ذروةِ قَلعَتِكِ
يا حلب . ))
     بالله عليكم ’ أليستْ هذه القصيدة ملحمة مختزلة مكثّفة لمدينته التي عشقها
ويتناغم باسمها وهو في غربته ؟.

     إنها استراحة روحية لحروف ملحمية تلج سويداء القلب ، فتهزّ الكيان وتوقظ الحسّ ، تبزغ بجمال متفرّد، تطلع قمرا يطلّ وسط الدياجير، ترفل تتبخترتهمس ولكن لا تحاكــــىٰ ، إنها ليست عادية البتّة ، إذا قرأتها تحفظها كالعهد وتقرأها بإحساس قوي ، لكن
كلما ارتويت منها يتضاعف العطش فتستزيد وتستكثر .

                              مجيدة السباعي
                                 المغرب

صدفة .. بقلم الشاعرة / روان البارون /

صدفه.                                                          صدفه قد التقينا وليتنا لم نلتقي                                                    ليتني امحو الخطايا واتوب عن                                          خمر الغرام واهتدي.                                      ربيع حبي ليته لايأتي ابداََ                                 ليتهو لايبتدي.                                          فصيف شوقي حارقاََ كلجمر حرة لاينتهي.                          أما شتاء الوجد فيني فباقياََ لا ينقضي.                                        عواصفاََ هوجاء باردتاََ من الألم تغذو خاطري.                         وتعتدي.                                                  أما خريف مشاعري فذاخراََ متنوع الأجواء.                            امطارهو من ادمعي وسيوله من فيض اشجاني.                           من لون الدماء.                   أراضي عشقكا قاحلة وجافة جرداء.                         لن يرويها الدم ولن ترتوي بالماء.                            لاوجود للحدود في الهوى                فلحب  ليس مكبلاََ ومقيداََ يا أصدقاء.                                    الحب طيراََ حر يحلق في السماء.                      لا يحكمة قانون بل اخلاصاََ ووفاء.                      خالداََ في الروح لايمكن الفناء.                      بقلمي انا.                        Roan Albaron

أخشاب تسقط مطراً .. بقلم الشاعر / محمد الليثي محمد /

أخشاب تسقط مطرا                                                             قصة قصيرة
 سقط المطر ..فابتلت ألواح الخشب ..درت في المنزل ، أبحث عن لا شيء ..اصطدمت قدمي اليمنى ،   بأشياء كثيرة ..شاهدت أمي منزوية بجانب الحائط ..دخلت المطبخ .. كأن الظلام يتربص بى ..أمسكت بعلبة الكبريت ..فتراجع ، أشعلت سجارتى ، فخرج مسرعا ..بحثت عن شمعة ، وعندما لم أجدها ، أحضرت قليلا من الردة، أشعلتها ..ازدادت قطرات المطر سقوطا ..فأخذت أخشاب السقف تسقط مطرا ..ذا موسيقى صاخبة ..المطر يسقط على الحائط ، وهو يرسم خطوطا ..نظرت إلى أمي فلم أجدها ..تحولت إلى قطعة من ظلام ..لكنني أدركت وجودها عندما انتابتها نوبة سعال ..لم نتحدث ..ولم يجرؤ أي منا على الكلام..كان الصمت عنوان قصيدتنا ..الظلام .. المطر ..الصمت ..المطر يسقط على السقف ..بأصوات نقرات مجنونة ..يتجمع يتداخل ثم يدخل منزلنا ، في خيوط طويلة ..قصيرة .. المهم أنه يدخل ..يستولي في طريقه على مساحات صمتنا ..في البيت تبتل الأرضية ، ملابسي ، شكل أمي ..تتجمع المياه ورائحة الخشب والمطر.. والعفن يملئون أنفى .. أمي توقفت عن السعال ، والظلام يستحوذ على مساحات البيت ..أرعبه بعود ثقاب ..أشعله للحظات فيجمع نفسه رويدا رويدا.. ينزوي بجانب الحائط ..المطر لا يتوقف ..الخيوط الضعيفة تتضخم ، أصبحت تشق لها طريقا في أخشاب السقف التي تكومت وضمت أطرافها إلى بعضها .. الشيء الغريب أنني كنت بلا مشاعر ..أدور في المنزل، أزيح الظلام إلى الحوائط، التي ابتلت ورسمت على سطحها الأبيض أشكالا كثيرة .. ربما هذا الخط الأصفر عندما تفرق في الحائط كوّن شكل أبي ..وهذا شكل أختي ..الخيوط كثيرة والأشكال تتداخل، تتزاحم تتشكل، لترسم ناسا مروا في حياتي ..انتفضت عندما غاصت قدمي في حفرة ماء، أحسست بالماء يتجمع من الحجرات البعيدة ليسير خلفي، تحركت ببطء إلى الحائط الذي تجلس داخله أمي، نفضت بعض قطرات الماء عن رأسي، سرت بجانبها وحيدا والماء خلفي، يغرق ما تبقى منى ..الآن أحسست أنى يجب أن أواجه قطرات المطر ..جمعت كل أواني البيت.. ووزعتها تحت خيوط الماء الساقطة من سقف المنزل، وتركت من سار منها على الحائط ..الأواني تجمعت بشكل عقلاني، الأكبر للكبير والأصغر للصغير ، الأواني شاركت في ضجيج المطر .. اختلفت الأصوات، أخذت نفسا من سيجارتي ..وجلست في اللحظة التالية ..ابتلت الحوائط الطينية ..فأخرجت من جوفها كل الحشرات النائمة ..الأم على الأرض يغتالها المطر .. أنظر إليها لا أراها، أحس بها، أفك سرير أمي الخشبي ..أجمعه ثم ألقيه في النار ..راحت الأواني واحدة تلو الاخري .. تمتلئ بالماء.. أسرعت بها إلى خارج المنزل، كان الشارع هادئا .. ليس هناك صوت ألا صوت قطرات المطر تضرب منزلنا .. أعيد ترتيب الأواني.. لكنها لا تكفي .. الماء يتحرك فى كل اتجاه .. أتحرك في البيت ببطء ..الماء يتجمع من جديد يرتفع .. ويرتفع.. حتى جاوز البيت ..أصبحت تماما تحت الماء ، وشيء أسودَ يمسك بى
                                                       بقلم القاص / محمد الليثى محمد

" ذات يوم " .. بقلم الشاعر / جمال عبد المومن /

" ذات يوم..."
هيوستن، تكساس، تموز٢٠٢٠

ذات يوم
من عمري البعيد...
كان عندي أب
يخلط الشاي بالحليب
و من فنجان القناعة
كان يشرب...!
كنتُ طفلًا
احاول جاهدا أن لا اخطئ
اغمس الخبز
في  مداد القصيد
 كنتُ اكتب...!

  #جمال_عبدالمومن

يا غائبي .. بقلم الشاعرة / رفا الأشعل /

يا غائبي

سلطان قلبي جعلت القلب يحتار
بالبعد يقضي الهوى و الحبٓ جبٓار

لقد شقيت و كم بالبعد تظلمني
لا الأنس أنسٌ  ولا  الأنوار  أنوار

غيمٌ  ورعدٌ  وآفاقٌ  معتٓمة
لا اللٓحن لحنٌ  ولا  الأوتار أوتار

يا غائبي غربة تجتاحني وأسى
كأنٓما قد خلت من أهلها الدٓار

أموت شوقا وهل أقوى على جلدٍ
قد أحرق البعد قلبي و النٓوى نار

حتٓى الأماكن تشكو البعد يؤلمها
بها  حنين  ولا  تجلوه  أنظار

القلب  يهفو  لسلطانٍ  يعذٓبه
في بعده الكون أطلال و أكدار

كأنٓما  بعده  لجٌٓ  على  لججٍ
موجٌ  أصارعه والنٓفس تنهار

وكم سقيت كؤوس الهمس تسكرني
هي  الحياة  فإقبال  وإدبار

لله  سرٓ  جمالٍ  أنت  موضعه
محاسن الفجر إذ يبدو وأنوار

ما راق للنٓفس من شَيْءٍ  تسرٓ به
إلآ  وفيك  تراءتْ  منه  أسرار

إنٓي سجينٌ وليس القيد يؤلمني
إن خيٓروني  فإنٓي  الأسر أختار

              بقلمي / رفا الأشعل
                 ( البسيط )
                تونس 23/07/2020

يا أنتِ .. بقلم الشاعر / محمود الشيخ /

يا أنتِ
*****
أيمائةٌ همسٍ أنا ......
آهاتٍ وتنهيداتْ .....
أنا شغافٌ ونشوةٌ .....
أحلامٌ وحكايات....
أنا صوت الحنين  
في  رفرفة الفراشات......
أنا الهديلٌ والجفونٌ....
والعبراتْ........
ماذا أنت !!!!!؟؟؟؟
صدٌ كبرياء وغرورٌ .....
في وجه النسماتْ
قولي بربك....
ماذا يساوي عبير الوردِ
بلا وشوشات...!!!؟؟؟
ولما الشفاه.....
كيف ينتشي. 
بلا القبلات...!!!!؟؟؟
مضى القطار.....
لا مجيب للنداء....
هيهاتَ....هيهاتْ....
فأنا تنهيدةٌُ ابتسامةٍ
رَحَلَتْ مع النجماتْ.....
********
من الأرشيف
محمود الشيخ ..فلسطين

لأجلك .. بقلم الشاعر / مصطفى كميل /

لاجلك
يا قدس
سنبقى نناضل
ورغم المصاعب وشدّة
الموت بواد المهالك سنبقى
نناضل... ونحمل غصنا
ولقمة قوت ونلقي
حجارة بكل
المسالك
ونلقي قنابل
فلا .... لن تمرّوا ...
سنبقى نقاتل سنبقى
نحاول بكل المحافل...فضقنا
وذرعا وبكل الممالك وشتى الفصائل .
اصلي لاجلك بمهد الرسائل ومدينة
السلام ترجو
أرامل

.....
مصطفى كميل

" ياسمينتي السحرية " .. بقلم الشاعر / جمال عبد المومن /

" ياسمينتي السحرية..."
هيوستن، تكساس، تموز٢٠٢٠

ياسمينتي المتسلقة
على جدران وجداني
بدأت تحرك ببطء
مقبض قلبي...
لا ادري متى
ستدخل عليَّ
بنغمة توافق نبضيً
او بباقة ورد مخدرٍ
تفك وسائدي
من تداعيات هذا الأرقِ...!

  #جمال_عبدالمومن

الطُّفولة ..بقلم الشاعر / حكمت خولي /

حكمت نايف خولي

الطـُّـفولة

لملمْت ُ من َشجْو ِ الطـُّيور ِ مَـلاحـني .....

وَقطفت ُمن َزهر ِالـرُّ بى ألـواني

وَغزلـت ُ من ريـق ِ الفــراش ِ َغلالة ً.....

وشـَّـيـتـُهــا بـمَبـاسِـم ِ الأفــنـــان ِ

ورَشفت ُ من نـهد ِ الــحنـان ِ مَنـاهِلا ً.....

رَوَّت ْ بِسحـر ِ جَـلالِها إنسـاني

فضممت ُ أطـفالَ الوجود ِ لأتـَّـــقـي .....

نهَمَ الـوُحوش ِ وغِلــَّة َ الشـَّيطان ِ

طــهر ُ الطـُّفولة ِ قد بَكت ْ أهـوالهـا .....

عَين ُ الـوُجود ِ على مدى الأزمان ِ

فــرَح ُ الصِّغار ِ وزقزقات ُ ُقلوبـِهم ْ.....

غيثُ الحنان ِ على لـظى النـِّيران ِ

لـهو ُ الصـِّغار ِووشوشات ُ شِفاهِهم ْ.....

عَبَقُ الــمحبَّة ِ في دُجى الأضــغان ِ

مــا للطـُفولة ِ دُنـِّسَت ْ أقــداسُـــــها .....

أودى بِحرمتها جُنـون ُ الــجـاني

وَغدت ْ بمَحرَقة ِ الـفـنـاء ِ وقودُهـا .....

وهي َ الـَّـتي كانت ْ رَجـا ً وأماني

أمسـت ْ أنينا ً في طواحين ِ الرَّدى .....

وقِمـاطـُها مِــزَقٌ مِــن َ الأكفــان ِ

فــي مَـهدِها َنـعْيٌ وَنـوح ٌ مـوجِـع ٌ.....

وهي َ الـَّـَتي فاحَت ْ شذىً وأغاني

عَــار ٌ على الأسياد ِ بُؤسُ أمومَة ٍ.....

وَنحيب ُ طفل ٍ جــائِع  عـــريـان ِ

ودَم ُالطـُّفولة ِ يُسْتباح ُ على الثـَّرى .....

فلِمَنْ ُتـقـام ُ مَــوائِد ُ الــقـُرْ بـان ِ

الله ُ أوصى بالصِّـغــار ِ وَديــعـة ً.....

وأمــانـَـة ً فـي عُـهـدَة ِ الإنســان ِ

إن ْ لم ْ يُصَـن ْ قدْس ُ الطـُّفولة ِ في معـا

بِدِنا وفي مَنـــظومَــة ِ الأوطـان ِ

دَجَل ٌ وَتـلـفـيـق ٌ وخِسَّة ُ كـــافِــر ٍ.....

رَفـْعُ الــصَّلاة ِ لِـخالق ِ الأكوان ِ

روحي فِـدا الأطفال ِ من هَمَساتِهِمْ .....

صاغ َ الإله ُ مَنـاسِك َ الأيـمــان ِ

وَلهم ْ بأخدار ِ السَّماء ِ مَـــلاعِــب ٌ.....

وَمبَاهِج ٌ في َخــافِـــق ِ الدَّيــَّـان ِ

حَقُّ الطـُّـفولة ِ أن تـكـون َ عِـبـادة ً.....

ومَنـــارَة ً فـي بـَلـقـَع ِ الوجْدان ِ

وعلى َترانيم ِ الصِّغار ِ وَنــغوِهِم ْ.....

يبني الـكـبارُ حَـضارة َ الإنسان ِ

حكمت نايف خولي

السبت، 25 يوليو 2020

عمري ما أفجر الخصام / بقلم الشاعر فايز أهل /

عمري ما أفجر بالخصام

حتى لو آلمني حبه..وجرح
روحي وفؤادي .. وأنتفى بينا الغرام ،،
..
حتي لو يوم هجرني..وإبتعد
عني وتركني .. وحصل ما بينا خصام ،،
..
لو أذاني .. أو خطف قلبي
ونساني .. عمري ما أفجر بالخصام ،،
..
طبعي حر وقلبي صادق..وعمري
ما أزيع سر غيري .. فعل سيء وحرام ،،
..
ياما هناني بزمانه ..منح قلبي
حب وسعادة .. وكان معي جد و تمام ،،
..
يمكن قسيت الأيام عليه .. كان
بحبه جد وصادق .. أعتب عليه حرام ،،
..
ربي أعلم بكل خير..يمكن السعادة
ببعده ..أو حتى يمكن القرب منه خصام ،،
..
ربي أدرى بلي فينا وبقلوبنا
.. وبصالحنا .. وإلي يحيينا بسلام ،،
..
إحنا لو نرضى بنصيبنا..عشنا
أو لا مع حبيبنا .. راح نعيش أبدي بسلام ،،
..
الرضى هو السعادة للي يرضى
بنصيبه..وغيره يعيش مع نفسه بخصام ،،
..
ربنا يريد بينا خير هو يعلم بالي
جاي كتب لنا كل السعادة لو رضينا والسلام ،،

فايز أهل
٢٤-٧-٢٠٢٠

الأربعاء، 22 يوليو 2020

الحمدلله .. بقلم الشاعر / مصطفى كميل /

الحمد لله.....
انني لم  أكن يوما
اميرة . لينكحني رجل بلا غيرة
فيكفيني نكاح معيشتي ...
ولقمة عيشي والفطيرة.
ويغمرني أمل أتى
غيرة ........
ويكسوني
وشاح حبيبتي والظفيرة.....
............
مصطفى كميل

الثلاثاء، 21 يوليو 2020

ماذا جرى .. بقلم الشاعر / محمود الشيخ / 🇵🇸

ماذا جرى
******
أأقول هُزِمْتْ...!!!؟؟؟
هل كبت حروفي....!!!؟؟
هل اتعبني مضمار النشيد..!!!؟؟؟
هنيئا لكم بظلال الغصن الجديد....!!!!!!
هل اختفت اسوار الحنين..!!!!؟؟
لم تجد كبوتي متكئاً....!!!!
فضاع الصدى.....!!!؟؟؟
وتعب صهيل القصيد....!!!؟؟؟
هل تعالت جدران النوى.....
واختفت بحة التنهيد....!!؟؟؟
اليوم يا غلبي أنا فقط أسال.....
يا فؤادي....هل من مجيب...!!!؟؟
أحرفي تئن جماعات وفرادى.....!!!!!.
امام النيران هشيماً.....
وغيرتي تزيد اللهيب اشتعالا
كما الرياح.......
يهرب من خاصرتي الكلام ألماً....
اغفو على هامش الصفحة ....
فتخاصمني السطور....
فاهطل غيمة...على الورق...
علَّ حروفي.....
تنبت عشقاًمن جديد...!!!!!
******
21/07/2020
محمود الشيخ... فلسطين

لحن يباغتني ..بقلم الشاعر كمال ابو عامر /

لحن يباغتني ..

 كسيمفونية خالدة ..

 أمنية لباخوس ..

 مركونة ..

 أسفل عربة فارس قديم .

 رؤيا لدرويش جائل ..

 بين المدائن ..

 مبشرا بالنفحة الحاضرة .

 مطر ..

 لغرابة الأرض .

 و روح تؤانس الجسد .

 لي منها نصف كوب من الصباح .

 و لنا منها وردة ..

 و لها حصان .

------

اللوحة : عودة

كمال أبو عامر

يوليو ٢٠١٥

* وطن الفرح ..بقلم الشاعر / مصطفى الحاج حسين /

* وطن الفرح   ...  
                 
                 شعر : مصطفى الحاج حسين .

يتأملني الفراغ
يحدق في زحمة اختناقي
يقترب من انهزامي
يجسّ تجاعيد أنفاسي
يصيخ السمع لدمعتي
يمسد أصابع لوعتي
ويربت على أكتاف أوجاعي
يسقي صمتي جرعة
من تراتيله
ثم ..
يجهش ببكاء محترق
ويدمدم ..
بصوت متهدج النظرات
أنتَ ..
محتاج لوطنٍ يضمّ رفاتك
وطن ..
يزخر بغبار الضجيج
تعلو سماءه غيوم
من الضحكات
وتكون ..
شمسه مجدولة الدفء
أشجاره تثمر القبلات
طيوره ..
من همسات الخبز
أحجاره ..
تشيدها الموسيقا
شبابيكه من شهوة الندى
وطن ..
ترفرف على أسطحته
مكاتيب الغرام
شوارعه تكتظ بالنجوى
وأبوابه من ضوء
القمر *.

          مصطفى الحاج حسين .
                 إسطنبول

براءة إبليس .. بقلم الشاعر / سليمان دغش /

براءة إبليس / سليمان دغش
وَحدي وكانَ البَحرُ ما بَيني وَبَيني غارِقاً في الحُلْمِ
أو مستَسلِماً للنَّومِ مثلَ فَراشَةٍ داخَتْ على القِنديلِ
عِشقاً سَرمَدِيَّ الغايَةِ الأولى، يُراوِدُ ظِلَّهُ في حَضرَةِ النّورِ المُهَيمِنِ
بَينَ مُزدَوَجَيْنِ مُزدَوِجَيْنِ أو قَوسَينِ شَدَّهما اللهيبُ إلى الحبيبِ
فضاقَتِ الرّؤيا لِيَتّسِعَ الصَّليبُ على القِيامَةِ، ما القِيامَةُ
يا يَسوعُ النّاصِرِيُّ سوى ولادَتِكَ الجَديدَةِ بَينَ مِرآتَينِ
تَختَزِلانِ سِرَّكَ في الوجودِ فَكُنْ جَديراً بالرّؤى وانظُرْ إلى مِرآتِكَ الأولى
لِكَيْ تراكَ على الأخيرَةِ آخِراً
قَمَراً بِغَيبَتِهِ اكتَمَلْ
هلْ كُنتَ تُدرِكُ يَومَ جِئتَ إلى الجَليلِ وفي يَدَيكَ بشارَةٌ قُدُسِيَّةٌ
أنَّ الجَليلَ أضاءَ مشكاةَ النهارِ على جَبينِكَ كرنَفالاً
واحتفى بالنورِ في أفُقٍ يُطِلُّ على بُحَيرَتِهِ الوحيدَةِ
مثل مصباحٍ سماويِّ الرؤى، ما كانت الرؤيا
سَراباً أو سَحاباً عابِراً أفُقَ الزَّوالِ بِغَيرِ أجوِبَةِ السّؤالِ
ودونَ أسئِلَةِ الجَوابِ وكَمْ سؤالاً ظَلَّ يَبحَثُ عنْ جَوابٍ كانَ خَبّأهُ
لِيَكشِفَهُ السّؤالُ وكمْ جَواباً راحَ يغويهِ السؤالُ
وَقَدْ أجابَ بما سألْ

وتَقولُ مِريَمُ في البِشارَةِ والصّليبُ إشارَةُ الرؤيا على المرآةِ،
لا أحَدٌ يَراكَ سِواكَ تَصعَدُ سلَّمَ المَلَكوتِ مُتَّحِداً بذاتِكَ في المَحَبّةِ
كالفَراشَةِ في خِضَمِّ الياسَمينِ، أرَدتَ فِردَوساً لآدَمَ فوقَ وجهِ الأرض،
 إنَّ القُدسَ شاهِدَةٌ على القُدّاسِ، لا فِردَوسَ إلا ها هُنا
لكنَّ آدَمَ كَمْ غَبِيّاً كانَ يَحلُمُ بالفراديس العَلِيَّةِ في سَماءِ الوَهمِ،
إنَّ الأرضَ سَيّدَةُ السّماءِ ولا حَياةَ سوى عَليها يا غَبِيُّ
وَرِثتَها لتكونَ جنَّتَكَ الوَحيدَةَ أو جَهَنَّمَكَ الأخيرَةَ مُذْ أرَقتَ على ثَراها المَقدِسِيِّ
دَماً بَريئاً والغُرابُ الشّاهِدُ الأبَدِيُّ أخفى سَوءَةً حتّى يَدُلَّكَ كيفَ تُخفيها الجَريمَةَ
وادَّعَيتَ بأنَّ ابليسَ الذي رَفَضَ السُّجودَ لِطينِكَ البَشَرِيِّ مُعتَدّاً بِذاتِهِ أنْ أبى
هُوَ مَنْ طَغاكَ، كَفاكَ تيهاً في دُجاكَ فإنْ عَصى ابليسُ رَبَّهُ مَرّةً
فلقدْ عَصَيتَهُ مذ نَهاكَ الله عنْ تفّاحَةِ السّر العَظيمِ ورحتَ تَقضِمها على عَمدٍ
وَحَمَّلتَ الخَطيئَة كُلَّها حوّاء وهيَ بريئةٌ كالذّئبِ من دَمِ يوسُف الصّديق
وَيحَكَ مِنكَ لا أحَدٌ سِواكَ يُعيدُ للمرآةِ نِصفَ يَقينِها
وَيُعيدُ نِصفَ الشَّكِ للرؤيا وما الرؤيا سوى نصف المتاهةِ بَينَ شَكٍّ في الخرافَةِ
أو يَقينٍ تاهَ في مغزى الدّلالةِ خلفَ نافِذَةِ السُّدى
لا شيءَ في أُفُقِ الخرافَةِ غير وهمِكَ منذُ أنْ قَدَّستَها
وكم ابتَعدتَ عن الحقيقةِ لاهثاً خلفَ السَّرابِ
فعُدْ إليكَ إليهِ فيكَ فما خُلِقتَ سِوى لِتَحيا حينَ تُحيي الأرضَ
إنْ أحيَيتها أحيَتكَ مِلءَ مَسارِها ومَدارها الحَتميِّ حَولكَ
لا مدار لها سِواكَ ولا مدارَ لِنفسِكَ الأولى الأخيرَة غيرها
فاغلقْ مِظَلَّةَ تيهِكَ العَبَثِيِّ واهبِطْ سالِماً فوقَ الثّرى
وانظُرْ إلى مرآةِ ذاتِكَ وارتباكِكَ بالرّؤى
أفلا ترى؟!

لغة الجسد .. بقلم الكاتبة / سهيرالرمحي /

لعبة الجسد.....
على ناصية الطريق وقفت ملوحة بيدها  ...كانت السيارات تمر دون أن تقف....شاب في مقتبل العمر  كان  يرمقها بنظرة استهجان وتعجب..! مالذي يدعو فتاة للوقوف في منتصف الشارع في هذا الليل الموحش...!؟
 بكامل أناقتها.... 
صاحبة جسم مكتنز قليلا ،  طويلة كغصن يانع مشرقة كالقمر في السماء عليك أن ترفع رأسك لرؤيته.... ترتدي ملابس فاقعة الألوان لكنها كانت توحي بالثراء   لوحت له بقوة بيدها وباليد الآخرى كانت تحمل حقيبة صغيرة... توقف وقدم المساعدة لها فبادرت سريعا بالركوب إلى جانبه وبدأت بالحديث وكأن بينهما الكثير من القصص...
" لم ألمح على وجهها أي من ملامح الخوف أو الارتعاب بالعكس تماما وهذا ما بدأ يثير الشكوك في نفسي" 
 إلى أين طريقك... سألتها؟ 
-أجابت بكل ثقة وهدوء... إلى الشارع الخلفي لو سمحت...كان ينظر اليها مرة نظرة تعجب ومرات أخرى نظرة إعجاب.... كانت تتسم بالوسامة...شعر طويل أشقر يتدلى على أكتافها كخيوط الشمس عند المغيب.... عينان عسليتان كالعسل المصفى تذوب فيهما كل قوافي الشعر  أنف مستقيم فيه رفعة محببة  وفم تتلالأ بداخله حبات من اللؤلؤ... تلف رقبتها بوشاح أصفر مزين بالورود الحمراء الدافئة.. . تفوح منها رائحة عطر بدا واضح أنه من النوع الغالي الثقيل برائحة تأخذك لعالم الرومانسية...
كان باديا على وجهه علامات الدهشة والفضول وغريزة ما بدأت تتلاعب بأفكاره...
"أسوأ الرجال من يتعامل مع المرأة بعقلية الصياد الذي يبدأ بتجهيز شباكه فور أن يرى امرأة جميلة"
 تساءل في نفسه! 
"مالذي يجبر فتاة تملك هذا القدر من الجمال والأناقة الخروج بمثل هذا الوقت من الليل" ...
حدث نفسه قائلا " أحيانا ليس عليك أن تفهم ما يحصل... فقط دعه يحصل.... "
 لا بد أنها تواجه مشاكل كبيرة أجبرتها على الخروج... وأظنها فرصتي ! 
لكن ملامحها وحديثها وضحكاتها لا توحي بأنها تمر بأزمة... بقي السؤال رهين صوته... علامات التعجب بدت ظاهرة واضحة تفضحها عيونه والانحناءات البادية على جبينه...
لكنها كانت ذكية بالقدر الذي جعلها تبادره بالإجابة على أسئلته التي لم تر النور....
_ اضطررت للخروج في هذا الوقت بسبب مرض صديقتي التي لا تجد من يعتني بها فاتفقنا أنا وصديقاتي للذهاب لللإعتناء بها وهم ينتظروني هناك لكن سيارتي تعطلت واضطررت لانتظار سيارة أجرة لتأخذني للمكان....
"كانت سهامها كلها طائشة، السهم الوحيد الذي وصل إلى هدفه استقر في قلبه"
اطمئن الشاب لكلام الفتاة التي بدأت تسرق عقله وقلبه بتهذيبها وجمالها الأخاذ... بدأت تدور بينهما الحوارات والقصص كانت تتفحصه جيدا.. تنظر إلى عيونه وجسده الفتي.... واطمأن قلبها له وبدأت نظراته  تعلو وتعلو حتى شرب من عيونها كل الحكايات الساكنة فيهما.... سار بها قرابة الساعة وبدأ الليل يشتد سواده أكثر وأكثر وعلى مفترق الطريق ظهر كوخ  وحيداً وسط  غابة كثيفة الأشجار  وعلى بوابته وقفت فتاتان بدا واضحاً أنهما تنتظران وصول السيارة.... وحين وصلت السيارة بادرتا بالتوجه للسائق لملاطفته وشكره على إيصال صديقتهم... طلبوا بل و أصروا عليه   أن ينزل لشرب فنجان قهوه... وتحت إصرارهما  نزل الشاب ليغافله أحدهم بطرق رأسه بمطرقة حديدية غيبته عن الوعي... سقط وبقي ظله واقفاً..... كانت الياسمينه شاهدة على دمائه التي روتها.... 
وبدأوا بسحبه إلى الكوخ...بعد أن قبضت حصتها من المال  ثمن شبابه الذي سيباع قطعة قطعة....تماما كما ستباع سيارته قطعة قطعة... وعاودت أدراجها إلى الطريق الذي يحفظها وتحفظه.... 
"أسوأ النساء من ترى أن الله منحها جمالا لتعذيب الرجال"
كان الصباح قد أشرق معلنا بداية يوم جديد.... نامت بانتظار أن يأتي صديقها الليل....لتبدأ عملها باصطياد فريستها التالية....
#سهيرالرمحي

" في زحام السوق .." بقلم الشاعر / جمال عبد المومن /

" في زحام السوق..."
هيوستن، تكساس، تموز٢٠٢٠

في منتصف العمر
تركتني الحياة
في زحام السوق
عيون المارة تحدق
و ببطء تمر ...
و انا لا املك
سوى قميصي الممزق
و رباط العنق...
مجنون متشرد
الناس من حالي تسخر
و انا كبهلوان السيرك
ابكي و اصفق
و في سماء الحُمق
عاليا جدا احلق....!

  #جمال_عبدالمومن

الاثنين، 20 يوليو 2020

أمسك بيدي .. بقلم / درة يوسف /

أمسكُ يادي
بكلتا يداي
سخرية المرآة من القدر
ل‏تمر الأحداثُ أمامي
رتيبة و عاديّة
كما عهدتها
منُذ أبصرَ إدراكي
رائحة الشاي الخارجة
من تلافيف الظل
خلف المرايا

لتدور الأفكار
عكس هذا الدوران
كما لو أني أعيش
ُبشخصيتين منفصلتين
أو بطريقتين مختلفتين

لأقف عند مُفترق الليل
تسحبني للخلف
آثار أقدام طفلة متمردة

لا شيء للأمام يدفعُها
سوى تلك الرغبة الصغيرة
في التيه في جسدي
ظنت أنها ستنجو
اذ ‏لعبت معها الغُميضة
أو ادفع لها الأرجوحة
لأفلت من حياتي ببضعُ ثوانٍ
لأراها
تضيعُ بين خيالاتي الواسعة
وأضيع مع جديلتي البيضاء

لتبقى هذه ‏اللوحة المتسمرة
و ظلُ الكرسي
في أقصى مايمكنني تأمله
وجهاً مجعداً عبر المرآةِ البعيدة
لأبدو بملامح طفلة شقية
تحت الضوء الخافت
تنبه ألف حس بداخلي

ثم أسيرُ نحو سريري
الذي يبعد عني
قرابة قرن من الزمن
أفكُ شعري
أتراخى كلياً
أستقبل ثرثرتي الكثيرة
أدخل في طين أمي
أُدخل مرة تلو الأخرى
أضع دميتي بدلاً عن غيرها
أحذف حلماً
أقيد موعداً آخر لثرثرة تافهه
أُمسكني من كفي الأيمن
أشدُني نحوي
أدس فوضاي في رحم الوجع
ثم أمضي
تماماً مثل مزاجية القدر
Dora Yosif

ويسألونكَ أينَ أنت ؟ .. بقلم الشاعر / ريزان علي حبش /

و يسألونكَ أينَ أنت ؟
ولا يدرونَ أنكَ هناكَ  على عتبةِ الدارِ  بقيتْ
جسدٌ مُفسَّخٌ تحتَ هذه  الأرض
روحٌ تَتَطايرُ كُلَما سمعَتْ عنكْ
ويسألونكَ أينَ أنتْ؟
هناكَ بقيتُ وبقيتْ
 وكمْ هُنا للبقاءِ عبثاً حاولتْ
ما جمعَ آدميٌّ يوماً بين روحٍ هناك وجسدٍ هنا ميتْ
ويسألونكَ أينَ أنتْ؟
وما يدرونَ أنَّ النجومَ رغمَ  البعد  لو ماالعيون لما لمعت ولا مع العشاقِ رحلتْ
شددتُ رحالِ  عنها و الرِحالُ روحاً عنها يوماً ما شَددتْ
همَتْ  روحي كأنها ما عاشتْ و لا أنا عِشتُ
بطولِ البُعدِ ما طالَ  الهوى
إلا ولهاً  وعشقاً  لها
و غيرها "لله" أشهدُ أني  ما عشقتْ

ريزان علي حبش
Rezan Ali Habash

طيفك .. بقلم الشاعر د، / صلاح شعلان /

......................................طيفك........ .................

             د.صلاح احمد عبدة شعلان

تسامرني الفراحات لرؤيه طيفك
والشعر مسدولا علي الوجنات

كانه حورا  اتي من جنه
ليسامر الليل اجمل الآيات

ويغدق من الحنان جماله
غزلا مقفي اجمل الابيات

ويغار منا الجدار لأنه
لايستطيع شرب الجمال شفات

ويغار فرشا يسمع ظحكاتنا
لكنه لا يعرف مالاتي

فنسبح ربا ودود لأنه
جمعنا روحين حياتنا وممات

مجرد أنثى .. بقلم الشاعر / عمر حبية / بوحات أمل

متعبصة لكل  كلمة تحدثت بها
 موعداً  قيل و لم يحدث معها
متصلبة ومتحكمة حتى بأناقتها
لا تغير رونقها حتى لو أشتكى حبيبها
في نظرها أن كل أنثى لا تحوي جمالها
ولا حتى تسمو لرقي وذوق أسلوبها
خلقت من طرف النار والغيرة لا تحرقها
تشعل الأهوال إذا حركة حروف شفتيها
و تصب  من غضب الكلام إذا مس جمالها
ماذا أقول أوصف حياتي وكيف أخبرها
إنها أنثى ولا تملك منها سوى شكلها
وتفقد الروح والمشاعر و تعيش لجمالها
مجرد أنثى
عمر حبية..بوحات أمل..
omar Hebbie

هوذا الفجر .. بقلم الشاعر / سامح محمد /

هوذا الفجر وقد لاح في الأفق الصباح
أرجوكي أشرقي باسمة وإخلعي ثوب النواح

هذا ثوب أبيض أهديكي وأمل مشرق وضاح
لملمي بقاي الحزن غير آسفة على ال راح

أنا يجتاحني وجعك نعم وإجتياح
تنزفين حزنا وهل المخزون يوما إستراح

إستفيقي وتوضأي بماء صبر إنه للفرج ..للفرح مفتاح
وأطلقي ذراعيكي للريح وقولي لم يزل لي جناح

ومن كل عين لامة إحذرى وتوشحي بوشاح
وامتطي خيل آمالك والمسرجات بألوان الكفاح

وقولي مازلت أنا الأنثى أنا الأم أنا أصل الفلاح
سيخرج من رحمي الفوارس كالنوارس طلقة السراح

هوذا الفجر فقولي يا ليل هل آنست عندي غاية
ألا أفترق أنا منذ هذا الفجر  وأدت الحزن وقلبي إستراح

Sameh Mohammad

يا دهشة الضوء .. بقلم الكاتب / عصام نصرالله /

يا دهشة الضوء
في مراياي
يا وجع السنابل
الحُبلى بزخات المطر
ونثيث الشوق
بمكامن الوله
هل لي من عينيك
بعض من عطر
يزيح عن ليلي
أثقال المساء؟!
عصام نصرالله

الأحد، 19 يوليو 2020

الحب وحده لا يكفي .. بقلم / الشاعر د. زين يوسف العشري /

(  الحب وحده لا يكفي )
        👇 👇 👇 👇 👇
    احب فلان فلانه
    حبا
    ملك عليه فؤاده
    كان هو فقير معدم
    وكانت هي بمالها تتكلم
    كان هو ذو أخلاق رفيعه
    وكانت هي غليظة صفيقه
    كلما هم ب حديثها، شعر
    بخيبة مريره ..
    تجرأ يوما وياحسرتااااااه
    كانت صدمته قوية وعنيفه
    لزم فراشه شهرا واكثر ...!!
    وعيناه تبكي دموعا حزينه
    يناجي ربه يشكو اليه ....
    ماذا جنيت؟ جعلتني عيره
    تضحك ف سخرية قميئه
    نظرت الي وعايرتني ....
    بفقري ...وحالي ...وضنكي
   وهمزت ..ولمزت ..وأطالت
   وانا ف قمة ضعفي .....
   لا دفاع لا هجوم ،وجعتني
   او بمعني أدق، كسرت قلبي
   رفعت رأسي للسماء
   ودعوت عليها لالالا ب شر
   لكن !!! ألا تهنأ مع غيري !!!

شعر 🖎
      د.زين يوسف العشري

جار الغرام .. بقلم الشاعرة / رفل الأشعل /

جار الغرام

أتلفتني  كلفا ..  أورثتني  عللا
والقلب صبٓ فما حمٓلته احتملا

يا من بعينيه لي ودٓ و ينكره
ما بي من الوجد يفني الدٓمع و الحيلا

عذاب حبٓك يؤذي النٓفس يؤلمها
جار الغرام  وإنٓ القلب  قد  تبلا

أفنيت صبري  و طول البعد أرٓقني
طالت ليالي عرفت السٓهد و المللا

ما بي من الحبٓ لا يخفى على أحدٍ
بليت و الشٓوق أبلاني إذ ارتحلا

أبيت أهتف بالشٓكوى مسهٓدة
حظٓي من الحبٓ أنٓي بعض من قتلا

الشٓوق فاض على الأوراق من قلمي
أفني القوافي و دمع العين منهملا

                 بقلمي / رفا الأشعل
                 (البسيط 

بالدموع .. بقلم الشاعر د. / صلاح شعلان /

..............................بالدموع..............................

           د.صلاح احمد عبدة شعلان

سأكتب بالدموع اني احبك
ولا جلك سارتل الانحيلا

وارتل الاحرف لشهد عابق
واسامر الاقمار والقنديلا

وامنع قلبي عن سواك ذكره
واجعل الشفتين لي دليلا

وارتل القرأن مليون مرة
فقظيتي لاثقبل التدويلا

الكون العجيب .. بقلم الشاعر / حكمت خولي /

حكمت نايف خولي

الكون العجيب

دعوني أحضنِ الكونَ امتناناً ....

ففي طياتِه الخيرُ العميمُ

وأحمدْ من أشعَّ النورَ فيه ....

سماواتٍ تزيِّنُها النُّجومُ

وأشكرْه على ما بثَّ فيه ....

مواردَ من مناهلِه تدومُ

وفيه كلُّ ما نصبو إليه ....

من الخيراتِ قدماً أو نروم

وفي أحنائِه الإيثارُ يسري ....

يسودُ الودُّ والخلقُ السَّليمُ

يسوِّرُه الحنانُ بطوقِ حبٍّ ....

فيزهو البرُّ والعدلُ الرَّحيمُ

ففي الكونِ العجيبِ أحسُّ روحاً ....

تهامسُه فتنهدمُ التُّخومُ

وتنفثُ في جماداتٍ نداها ....

فتنبلجُ الحياةُ وتستقيمُ

وتمضي في نموٍّ وانتشاءٍ ....

يوجِّهُ سيرَها عقلٌ حكيمُ

وترقى ثمَّ ترقى في اطرادٍ ....

وغايةُ سعيها هدفٌ قويمُ

هو الإنسانُ سرُّ الخلقِ فيه ....

وفيه ينضوي الكونُ العظيمُ

حباهُ اللهُ نوراً من سناهُ ....

وعقلاً تنضوي فيه العلومُ

وروحاً للكمالِ تذوبُ شوقاً ....

ويجذبُ توقها العطفُ الحليمُ

وبعد جهادِها في الكونِ تنضو ....

جلابيباً يغلِّفُها الأديمُ

فتغدو حرَّةً من كلِّ قيدٍ ....

وحول جِنانِ باريها تحومُ

حكمت نايف خولي

ها انا .. بقلم الشاعرة / الهام يوسف /

ها أنا
من عيوني تشرق
الشمس كل صباح
و في حضني تغيب
النجوم قلادة..
نزين نحري
و القمر يتوسطها
يقتبس من نور وجهي
نورا فيضيئ..
ها أنا
قلبي نبع الحنان
لا ينضب و لا يغيض
و دفئ الفؤاد يوزع
عل الكون و يفيض
حضني قبلة كل تائه
و محراب من اضناه المسير
ها أنا
ورود الحياة..
من مشتلي تبعث
و من نهدي ترتع
و بين يدي تحيا
و بابتسامة شفتي
                تنعم..
ها أنا
أنثى كل الأزمان
إكليلة على قمم الجبال
واحة الصحاري
شطا لكل البحار
ها أنا
اعصارَ  عشقٍ
زلزال شوقٍ و حنينٍ
و لكني في حضنك
أستكين.

                                   إلهام

كتعرج الريح الخفيضة .. بقلم الشاعر / كمال ابو عامر /

كتعرج الريح الخفيضة ..

 تبحث في الفراغ عن الحبيبة ..

 كالريح ..

 ياااا ..

 من تراوغ أو تحادث صوتها كالإنفجار ..

 يا صوت ..

 من ظلموك ثم دعوك نحو صباح أغنية كئيبة ..

 هكذا ..

 و الروح تعبث في الظلام !!!!!



 ------

 من كراسة العيد و طيفها .

كمال أبوعامر - ٢٠١٧

* وهن * بقلم الشاعر / محمد على العريجي / 🇾🇪

*وهن*
يلوموني علي حالي وأسقامي
فلقد صبرت علي ماخط بالقلم

وكنت اكتم مابي من تمزقها
فحرك الشوق ماعندي من الالمي

الوجد أورثني أسقام تمزقني
والقلب في وهنٍ حيال إلهامي
أحرف
محمدعلي العريجي
اليمن..

قد نلتقي صدفة .. بقلم الشاعرة / رانيه مرعي /

قد نلتقي صدفة
تهديني وردة.. وأهديك ذكرى
قد تشرقُ شمسُ الصباح لتبحثَ عن لقائنا
قد يدغدغُ النسيم صدى ضحكاتنا
لكنّ صورتنا ستبقى أمانةَ الزمن
يرسمُها في كل شمعة تطفئها الحياة من عمر النسيان
#رانية

كانسياب النهر..بقلم الشاعر / كمال ابو عامر /

كانسياب النهر ..

كاللغة المعارج ..

و انتباه أزقة الليل .

أنت ..

يااااااا

أنت ..

كالحديقة ..

أنت الحديقة ..

و انتظارك ألف عام ..

كأمشط الطرقات ..

روح للقصيدة !!

-------

من كراسة العيد و طيفها .
كمال أبو عامر - ٢٠١٧

اللص .. بقلم الشاعر / عصام نصر الله /

اللص
الذي اختلس
بعض من بريق
عينيك اللؤلؤي
اعلن توبته
على مدار
شفتيك
عصام نصرالله

سلوانا مقدسيه .. بقلم الشاعر / سميح النبالي /

سلوانيات مقدسيه

يوم ربي قد خلقني قالوا عادي

اكفاح ككفاحي في مكاني

ثابت الجذور في ارضي وداري

اسمع العواء من كلب اتاني

يوم ان كنت سعيدا من ورائي

قد قتلت مرتان في حياتي

سم افعي لدغتني اما الثاني

موت غدر ذاقني قومي وجاهي

بضع حكم وافقوا حكم اعتقالي

مكنوا الامساخ من ارضي وداري

روضوا المليار والاقصى يناجي

اي حلف قد اقامو من ورائي

اهل يمن قد اذاقوا .اهل شامي

اسأل العراق هل تسمع بكائي

اهل نجد والحجاز ما ادراني

مصر امي ليس عقل ان تراني

وذات مليون الشهيد هل تسمع ندائي

بضع حكم وافقوا حكم اعتقالي

دنسوا الجذور والاقصي يناجي

غزه الكفاح قد لبت ندائي

حتى حيفا تحت اسر لم تنساني

ازهر الجرح من المي شهيد

تترقى الروح والام تهاهي

تسمو روحي للسما تعلو ابتسامه

حور عين والرسول في جواري

.............. سلوان ( سميح النبالي ) حبيب الدار

السبت، 18 يوليو 2020

بالرموش لعينك.. بقلم الشاعر د، / صلاح شعلان /

..............   .............بالرموش لعينك.... .... .    ...
.
            د.صلاج احمد عبدة شعلان

حاولت اكتب بالرموش لعينك
فابت وقالت أكتب تقبيلا

فاحلي الكلام اذا اتي من شفه
هي الحنان من مقله ودلالا

فنشرت لكل خليه قبله
و كم تمنيت اكثر التطويلا

كي ترتوي كل العروق ظمائها
ويكون كل ما في الفؤاد جميلا

أطعمني حبات الحب .. بقلم / دره يوسف /

أطعمني حبات الحب
كما تلقفُ نوارس العشق
أسماكَ البحر
دع أشرعة سفني
تعلن نجاتها
في موانئ ضلوعكَ
ليسألني الموج ..
ما سركِ الإلهي أيتها المقدسية
فعلى شواطئ السهر
كلما اشتد سهادكِ
تقوده بوصلة الهوى
حيث أعشاش إنتظارك
يمتطي جواد الريح
خلف سحابة عابرة
يقيم معكِ مناسكَ المطر
Dora Yosif

نَرْدٌ بِرَقَمٍ واحد .. بقلم الشاعر / محمد علي الشعار /

نَرْدٌ برَقَمٍ واحد

فراتُك من حرْفٍ وحرفُك من هوىً
وللنورِ في نهرِ الحقيقةِ مَنْهلُ
تصبُّ كؤوسُ الليلِ فيه شجونَها
وتصعدُ للنجمِ الضِّفافُ وتَنزِلُ
أُدوِّرُ نجْماتي بخيطي وإصبعي
وفي قلمي الماسيِّ ينبضُ مِغزلُ
ذرى الطيرُ في الهِجْراتِ حبَّةَ قلبِه
فرفرفَ جنحُ الأبجديِّ وسنبلُ
أضأتُ طريقي للديارِ بشمعةٍ
فكانت لساناً بالجِدارِ تُهلِّلُ
لسنبُلةٍ في الأ رضِ سنبلةُ السما
وهمزةُ وصلٍ في الخيالِ تُكلَّلُ
سيغرَقُ نايٌ في الظلامِ لُأذنِه
ليسمعَ صوتَ الليلِ وَهْوَ يُنسَّلُ
سأسرِقُ من تحتِ الرياحِ سَنابكاً
لأبقى على شوطِ الأحبّةِ أصهَلُ
وإنْ كانَ للجمْرِ المُخضَّبِ دمعةٌ
فدُرَّةُ وجدي في القصيدةِ تُغْسَلُ
تُجَمِّعُ أفواجَ السحابِ لقطْرةٍ
ليحيا على محوِ السرابِ مُعَلَّلُ .

محمد علي الشعار

١٢-٧-٢٠٢٠

سر .. بقلم الشاعر / أحمد عبد الرؤوف /

سر

إنّ الحــــياةَ ستنتهي يوماً فما
ضــرّ الحياةَ لو انتهتْ بجوارِها

ولوَ انّ عيني أغمضَــتْــــها كفُّها
وورودُ قبــري مــن ربيعِ نهارِها

آوي إليها في التّــغــرّبِ والنّوى
من وحشةِ الظّلماءِ أو من نارِها

ويقـــومُ جثماني إذا مـرّتْ وإن
غنّتْ طيورُ الحــبِّ عن أخبارِها

فادني قليلاً واكتبي ماتَ المحبُّ
وعينُــه مــــشــــــدوهةٌ لديارِها

ولتكتبي مـاتَ المحبُّ ولم يزلْ
سرّاً طويلَ اللّيلِ مـــن أسرارِها

أحمد عبد الرؤوف

الأربعاء، 15 يوليو 2020

وطني *** بقلم الشاعرة / اسماء الزعبي /

وطني
******

ينتظر الليل همس الأحبه
يغلق أبواب الغربه
ويلملم النجمات ينثرها دروباً
أسير فيها إليك ياوطني
وكوخاً جميلاً بأرض الجزيره
أحجارُه من ذاكرة الزمن
من حنين الوطن
وسقفُه من مصل الخلود
من ترانيم الوجود
يزرع قلبي أوردته على نوافذ الانتظار
ويسحق ساعاتِ البعد دون أعذار
يعزف على قيثارة الوجد
على أوتار الليل المجدول
على أوتار محطة الوصول
على الأوتار العطشى
وسنين تشبه الثكلى
ضمّني إليك ياوطني
عناقا واحتواء
واسقني حتى الارتواء
عن ماذا أحدثك ...
عن أهوال البعد
أم عن سواد الأيام في عز الظهيره
عن شحوب ملامحها
أم عن اللحظات المريره
عن أي لون من ألوان المحاكاة
ألوان التيه والشتات
وتعدد الضيم والنكبات
تلاطمت أحزاني
سئمت غربتي ومكاني
وضعت في هذا الزحام
أخاف أن يبقى لقاؤك رصفَ مخيلات
أخاف أن ينتهي الماضي
ويُرفع لرف الذكريات
أرجوك ياوطني
خذ كل شيء
وابقِ  لي لحظاتٍ أسمع فيها نبضَ قلبِ  أمي  .
#أسماء _الزعبي 💔

الحبُ يهاجمني .. بقلم الشاعرة / ميديا المندلاوي /

والحبُ يهاجمني من كلِ النواحي
أتجنبهُ كثيراً فلا طاقةَ لي بالجِرّاحِ
لكنكَ مُصِرٌ جداً .. مُصَمِمٌ جداً
متأهبٌ بكلِ جَوارِحِكَ لأجتياحي
ولا أعرفُ الى متى سأبقى أُقاومْ
فَمُؤني نَفَذتْ .. وجيوشي تضغطُ بالسماحِ

#بقلمي

بعضُ الرّحيلُ .. بقلم الشاعرة / ميديا المندلاوي /

بعضُ الرّحيلْ

بعضُ الرّحيل إحتضارْ
مؤلم.. موحِشْ.. دَمارْ
كالسِنِ حين يقعُ من فَمْ
مكانهُ خالٍ لايملئهُ أيُ إنتظارّ
معَ الناس نظنُنا أقوياء
ولوحدنا نَنهارْ
كلُ الجَسَد يخرجُ عن السيطرة!
فلا القلب ولا العقلُ يتحررُ من الافكارْ
بعضُ الرحيل وإن كانَ حَلاٍ
مُرٌ .. مُرٌ.. مُرٌ .. لا يُهونُهُ الإصرارْ
وأنا وقلبي قطعةُ مُفَحَمة
والليلُ طويلٌ.. يمنعُ قدومَ النَهارْ
وبي من المشاعرٍ تضاربٌ كبير
واسئلةٌٌ حزينة تختبأُ في قلبي المُنهارْ
وبي مايريدُ بقائك وبي ما يريدُ رحيلَك
وفي الحالتين ما بيدي القَرارْ
بعضُ الرّحيلِ شَجَن .. تَعَب.. مِحَنْ
وأنا لازالتُ صغيرة ماذا قد أختارْ
أمامي جبلٌ من المشاعر
وأمامي جبلٌ من أخطاءِ تستحقُ الاعتذارْ
وأنتَ تُلَملِمُ أغراضكَ بِسُخطٍ وتعالي
ولا تميلُ حتى لوجعي والإنكسارْ
تتركُ لي حِملاً ثقيلاً وتهرب
بلا وداع.. بلا كلامْ..بلا أعذارْ
وأنتَ تعرف إن في قلبي ألف طعنة
وبرحيلكَ سيعلنُ أعدائي الانتصارْ!
بعضُ الرّحيل وإن كانَ ما نتمنى ..
لكنهُ يقتُلنا بإختِصارْ

#بقلمي

كيف .. بقلم الشاعر / محمد الدراجي / سيد الحرف

كيف
 البعد عنها..
بروحها
وقلبها
وعقلها
لايهون
الصبر على
 غيابها

أخبروني..؟

أنا
كقيس وليلى
سكن
مضارب
قلبها

أرواحنا..
كالخطوة بيني
وبينها

كالطائر الذبيح
بدونها

ملكة
في حضورها..
متيم أنا
بسمو
أنوثتها
لله دري
بها

عندما
أمسك القلم
يشدني
 الإلهام
لها
لتكون للقصيدة
جوهرها
وعنوانها

محمد الدراجي
( سيد الحرف )

ك سلحفاة .. بقلم الشاعر / نصرالله عويمرات /

ك سلحفاة
تبدو ليلتي هذه
ك نوارس تداهم روحي الذكريات
ذات فرح أتذكر أنني ألقيت كل أحزاني في البحر
رأيت موجه تقتحم خطاي
تمد لي لسانها
وتقذف أشياءً في حجري
رأيت وجهي حزينا حينها
وروحي أوهن من دمعة
ثقيلة ليلتي هذه
تماما ك حلم
رجوت الليل أن يكتمل
.
ن.ع

هذا القلب داخلي .. بقلم الشاعر / المختار زهير القططي / 🇵🇸

هذا القلب داخلي                    

أفتش عنه بين الضلوع لا جدوي
مختبئ خجول بين الأوراق تركني
رفَعتُ رايتي مُستسلما
لا يريد لي أن أكتب حرفأ
ينادي عليّ في كل مكان
بليد عن الرد -لا أرغب-
ُيمارس معي في الكِبر هوايته
كان يداعب الهوي مُتفرغا له
كان يلقط النسمه يحكي لها
صدي الكلمات ما زالت تقرع
أنا ذكرى لابد أن تُكتب
أوراقي من شدة الغيض
ذُبحت قبل أن تَخرجَ
ابحث عن قلبي
حتى يلملمها
-----------------
المختار/ #زهيرالقططي
#فلسطين

الثلاثاء، 14 يوليو 2020

صدفة...بقلم الكاتبة / سهيرالرمحي/

صدفة...
في مثل هذا  اليوم من عام ماطر التقيته وكأنه ذلك اللقاء المؤجل الذي تمنيته كثيرا كان لقائي معه...
 هاتفي الذي أهداني اياه والدي  هدية  تخرجي في الجامعة  سرق  مني والصوت الدافئ الذي كان يشق السكون كل مساء ليقول لي مساؤك سكر. لن يستطيع الوصول إلي هذا المساء ..
 كم أشعر بأسى عميق هذا الصباح،   بكيت بشدة وبقوة وبحسرة حتى فاضت دموعي بغزارة كغيمة حطت على أرض جرداء  ... ذهبت  الى قسم الشرطة لتقديم  شكوى
في القسم. قالوا لي اذهبي لعند المقدم ماجد فهو رجل ذكي ولماح ومتعاون   .. دخلت  مكتبه... أين رأيته من قبل!؟؟
"هناك أشخاص نحك جبيننا لنتذكر أين رأيناهم؟ وقد لا نكون التقيناهم من قبل، لعلهم  كانوا فينا!"
شاب في مقتبل العمر... وعريض المنكبين له عينان واسعتان تكشغان عن هويته سريعا .... شعر اسود ناعم وكثيف.... له حاجبان كأنهما كلمتان لا يكتبان ولا ينطقان... يتقاربان ويتباعدان....... ألقى علي التحية لكني كنت منفعلة فلم ارد عليه التحية بأحسن منها... ثم
قام من خلف طاولته و أمر بإحضار  كوب ماء وطلب مني أن اشرب  و أن أهدأ... أشار إلي أن أروي له ما حدث معي ثم  اخد رقم هاتفي وعنوان  بيتنا ليستطيع التواصل معي اذا حدث اي تطور بقضية السرقة ... في اليوم التالي هاتفني ليأخذ مني بعض المعلومات التي وصفها بأنها مهمة... ولكني شعرت بأنه أراد التحدث بأمور أخرى الا أنني قطعت عليه المكالمة... وحاولت انهاءها سريعا....
بعد ساعة تقريبا عاود الاتصال
_اتصلت بك بالخطأ معذرة....
"لا بأس من اتصال آخر بالخطأ... وسأرد أنا بالخطأ أيضا"
وبدأت بالتفكير... ""‏أسوأ ابتلاء هو "ابتلاء التفكير"، أن تكون شخصا تحليليا بشكل مُفرط، مدمن بالتفاصيل وتسأل نفسك في كل موقف ألف سؤال، عقلك مُرهَق وتزيده بالتفكير."
بدأت تستهويني فكرة اتصاله بل وبدأت انتظر مكالمته اليومية بفارغ الصبر... كل يوم كان يتصل بي بالخطأ وكنت ارد عليه بالخطأ أيضا...
" ‏أؤمن ان حتى الصدفة.. لا تأتي بالصدفه ..انها موعد كوني لم نشارك بتنسيقه"
بعد أسبوعين  وبعد أن أصبحت مكالمته الصباحية زادي وزوادتي، رن هاتفي...
   طلبوا مني الذهاب  لقسم الشرطة .. ذهبت  فوجدته بانتظاري بابتسامته العريضة واقفا على باب المركز
 ناداني....همس بإسمي...ليلى " ومن الهمسات ما يثير القشعريرة بالقلب" تفضلي لو سمحت... ثم مد يده وناولني هاتفي  وتلامست أيدينا وكأننا نسمع نبض قلوبنا من خلالهما... نظر الي وقال : أتدرين؟ أول مرة رأيتك فيها شعرت كأني أراني للمرة الأولى!.... كم تشبهيني! كان صوت نبضات قلبي أقوى من صوت المطر الذي كان يتكتك على نافذة المكان كشاهد على ولادة حب .. غادرت المكان كسحابة من عطر...  أصابتني رعشة ومضيت امشي تحت المطر بفرح طفولي.... ثم تذكرت.... وحدثت نفسي : كيف استطاع استعادة هاتفي بهذه السرعة... لقد نسيت أن أسأله.... أخبرتني بعض صديقاتي انه يحتاج  لفترة طويلة من الزمن.... لا يهمني فما حدث بيننا كان أكبر وأهم..
 حين وصلت للمنزل كانت والدتي بانتظاري  قالت  لي ان أناسا أصروا على زيارتنا اليوم كمشروع  خطبة .. كنت فرحة جدا بلقائه ونظراته حتى  اني لم انتبه على حديث والدتي وأشرت لها بالموافقة
طبعا عندما جاء المساء صدمت بما كررته  والدتي  على مسامعي ولكني كنت مجبرة على استقبال ضيوفنا حتى لا أتسبب بأي احراج لعائلتي
دق الجرس... فتح والدي الباب... سمعت صوتا أعرفه جيدا... ليس غريبا ابدا... إنه هو نعم المقدم ماجد ووالداه واخته ...
كما يهمس القمر بالضوء ..
"مساء الورد" يهمسُ بالعطر .. هكذا كان صوته
شعرت بسعادة غامرة... ومن ذا الذي يفضح ما بقلبي غير عيناي؟
ما إن سمعت والده يحدث ابي عن مشروع خطبتنا حتى كدت أطير من الفرحة...
"وتشاءُ أنت من الأماني نجمةً.. ويشاء ربّكَ أن يناولك القمرْ ...!!
بين خوف ورجاء وتمنع ورغبة... تمت الخطوبة
و ما أن أمسك اصبعي ليضع  محبس محفور عليه اول حرف من اسمي و اسمه.... أمسكت بيده بشدة حتى استيقظت على صراخ اختي متألمة ومندهشة... وتركت الحلم الذي كان يزاحمني في فراشيي .
#سهيرالرمحي

الأحد، 12 يوليو 2020

( ياربي ) بقلم الشاعر / د. زين يوسف العشري /

(  ياربي )
👇👇👇👇👇
         رفعت ايدي للسما
            ف ليلة صفا
          والدنيا نعسانه
           وقولت يااااربي
         جايلك وطالب رضا
         من نفس عشمانه
         وقولت افضفض معاك
          انت الكريم والرجا
        جايلك وكلي هموم
        اشكي واحكيلك
        واقولك بعلو صوتي
            اااااااااااااااااااه
       الندل زادت ندالته
       والظلم فاقت قساوته
       والطيبين راحو
        والطيبين ماتو
       لء ماماتوش!!!!!!!
        عايشين ومش عايشين
       صاحيين ومش صاحيين
        ممكن نقول يأسو
       ممكن نقول ملو
       م العيشه ف الاوهام
      ومدينة الاحلام
      يا خساره عليك يا ااابا !!!!
       العمر عيشته كلام
       وازاي تعيش ف سلام
        حاسب تكون نمام
        واياك  وكلمة زور
       لحسن تتحرم م نور
     طلع الكلام ف مافيش
      ف الدنيا مافي سلام
      ولا ناس بقلب حمام
       لا كلت عنب اليمن
     ولا حتي بلح الشام ....

شعر//  د. زين يوسف العشريي

مع رحيل السنونو .. بقلم الشاعرة / سارة فيصل /

مع رحيل السنونو..
رحلت..لن استطع بأن اودعك
ارتعشت يداي..
لكن هذا الصباح أحياني الشوق
تخيلتك وانت تعاملني
وتقول لي..صباحي انت..
يعصر روحي الحنين
يأتي صوتك من بعيد ليعيدني
للواقع المؤلم..
بأنك رحلت..وإيقاع محزن
ولحن يلامس روحي
يقول لي سيعود..لكني متأكدة بانك لن تعود
برودة قاسية أصابت روحي
أغمضت عيني قليلا لاقاوم الدمع الذي تحجر بعيوني
سالت دمعة اخفيتها حتى عن نفسي
ومضيت.هكذا لا شيء..لا شيء فقط
غصة بالقلب لا تنتهي.....

بقلمي....سارة فيصل...

حب اعمى .. بقلم الشاعر / مصطفى الحاج حسين /

حب أعمى ...

                        قصة : مصطفى الحاج حسين .

                                                         
               منذ اليوم الأول ، لتعينها مديرة للمؤسسة ، شعرت
 بانجذاب نحوها ، بهرني جمالها ، سحرتني لحظة صافحتها ، لذلك وقفت إلى جانبها ، رغم أنني كنت طامعا في استلام الإدارة .

        ما حاربت المدير السابق ، إلاّ لأحلّ مكانه .. ومع هذا مددت لها يد المساعدة ، أنا الذي كنت أضمر لها الشر ، يوم تسرّب خبر ترشيح المدير العام لها .. وبصدق أقول لو لايّ ، لأخفقت إخفاقا ذريعا ، لأن معظم العاملين ، يرفضون العمل تحت قيادة فتاة ، لم تتجاوز الخامسة والعشرين ، ولأني أملك تأثيرا عظيما على كافة الموظفين ، استطعت أن أمنع رفع أيّ تقرير ، بحق المديرة الجديدة ، وبطرقي الخاصة ، جعلت الجميع خاتما في إصبعها ، بذلت جهدي ووقتي في خدمتها .. قمت بأعمال المؤسسة كلها ، أبقيت لها عملا واحدا
 فقط .. تركتها خلف طاولتها ، متفرغة للزهو والمباهاة ، وللثرثرة على الهاتف .. أصل إلى العمل ، قبل ساعتين ، ولا أغادر ، إلاّ بعد انصراف الجميع ، كنت أطمع في صداقتها .. بل في حبها .. ولكن عبثا .

        أصنع لها الشاي والقهوة ... أمسح طاولتها .. أعتني بأصص الورد في مكتبها .. أملأ قلم حبرها .. أقوم بتصليح سيارتها .. وكلّ شيء ، كلّ شيء من أجلها .

        لاحظت حبها للمطالعة ، فأخذت أبحث في المكتبات ، عن الكتب التي تحبها ، وانتبهت أنها مغرمة بحلّ الكلمات المتقاطعة ، فلم أبق جريدة ، أو مجلة تهتم بذلك ، وهي كثيرة على كل حال ، إلاّ اشتريتها .. وعلمت عشقها صوت [ فيروز ] ، فأتيتها بأشرطتها .. وتناهى إليّ أنها تأتي دون فطور ، فهرعت لأحضر ما تحب من طعام .. لاحظت شغفها
 بالتدخين بعد الطعام ، فأخذت أشتري لها علب السجائر المهربة ، مع أني لا أطيق التدخين .

        حتى وصلت هذه الخدمات إلى منزلها ، فكم من مرة حملت لها جرة الغاز ، وصعدت بها إلى الطابق الخامس ، وتعرفون مدى صعوبة توفير الغاز ، كنت أدفع زيادة على السعر ، من أجل أن ألبي طلباتها .. وطلبات والدتها ، التي كانت تدعو لي ، من كل قلبها .

        ومرّة ، أقسم لكم على ذلك ، تستطيعون إن لم تصدقوا أن تسألوا أهلي ، اتصلت امها .. وطلبت تأمين ربطة خبز ، وحين عجزت عن تأمينها ، من السوق السوداء ، هرعت إلى منزلنا ، أخذت ما فيه من خبز ، رغم احتجاج العائلة .

        وذات يوم .. رأيتها منزعجة ، من أحد الموظفين ، فحاربته مع أنه كان صاحبي ، أرغمته على تقديم استقالته .

        عن أيّ شيء أحدثكم ، صرت لها عبدا مطيعا ، وكلبا أمينا ، كل هذا للتقرب منها .. ولكن عبثا .

     قررت أن أصارحها بأمر حبي ، أريد أن أرتاح ، من عبء هذا العشق الجنوني ، نهاري في خدمتها ، وليلي للتفكير فيها ، تسبقني إلى أحلامي .

        كم مرّة ، خرجت بعد منتصف الليل من منزلي ، أمشي ما يقارب الساعة ، لأصل العمارة التي تقيم فيها ، استرق مثل لص ، النظر إلى نافذتها الغارقة في العتمة ، أتخيلها نائمة كملاك ، وأحسد وسادتها ولحافها ، بل أحسد الظلام المطبق
 على غرفتها ، أقترب من سيارتها ، أمسد جسدها الأملس ، وأقبل زجاجها البارد .

        قررت مصارحتها ، لكنني تساءلت ، هل يعقل أنها لم تشعر بعواطفي نحوها حتى الاّن ،!.. وكل الناس يؤكدون أن المرأة ذات حساسية فائقة ، بما يتعلق بالإعجاب بها ، وأنا لست مجرد معجب ، بل مهووس ، لكن من المؤكد أنها تنتظر ، الأنثى تنتظر ، وعلى الرجل أن يبدأ دائما ، هذا ما قاله لي صديق ، أثق بآرائه في عالم النساء .

        في اليوم التالي ، أقتحمت عليها خلوتها ، وبادرتها دون مقدمات :
        ـ آنسة [ رحاب ] .. ماذا لو طلبت يدك ؟ .
انفجرت بضحكة زلزلت أعماقي .     قلت منكسرا :
        ـ لماذا تضحكين ؟!.. أنا لا أمزح .
علت ضحكتها ، أشارت بإصبعها نحوي ، والكرسي تحتها يضحك أيضا :
        ـ أنا .. أتزوج منك يا [ صالح ] !!!.
حاولت ابتلاع الإهانة .. لكنني لم أستطع :
        ـ ماذا ينقصني .. لتسخرين مني ؟؟؟!!!.
        مسحت الضحكة .. اصطنعت هيئة جادة ،
 قالت بعد صمت :
        ـ يا أخ [ صالح ] .. لا تكلمني في هذا الموضوع مرّة أخرى .
قلت كمن يلقي بآخر سهم في جعبته :
        ـ لكن لماذا ؟!.. أنا أحبك يا [ رحاب ] ، ألم
 تلاحظي ذلك . ثم تابعت أشكو :
        ـ هجرني النوم بسببك .. فكري بالأمر ..
 أرجوك .
لكن ضعفي جعلها تصرخ :
        ـ [ صالح ] .. لا أريد سماع مثل هذا الكلام .
ساعتها .. تمنيت أن أصفعها ، منتقما لإنكساري وذلي .. ولكني خرجت أحمل هزيمتي بصمت .

        منذ ذلك الوقت وأنا أتعذب ، أتساءل عن سبب رفضها
 انظروا إليّ .. هل في شكلي ما يضحك ؟!.. ألأنها مديرة ؟!.. أم لأني صادق ، لا أعرف اللف والدوران ؟!.

        ولكي أخرج من قلقي ، وأمنح نفسي فرصة للتوازن ، والتفكير ، طلبت إجازة ، غبت عنها ، فكرت بالزواج من غيرها ، من أيّ إنسانة ، كنت عاجزا عن فعل أيّ شيء ، لم أعد أطيق رؤيتها ، أخذت تراودني فكرة الإنتقال ، بل فكرت في محاربتها ، فهي حتى الآن ، لا تعرف شيئا عن المؤسسة ،
 وأستطيع خلق مشاكل لا تحصى أمامها ، عندها ستعرف من أنا ، وستدرك أنني المدير الحقيقي .

        قطعت أختي حبل تفكيري ، طالبة مني أن أرد على الهاتف ، رفعت السماعة ، ففاجأني صوت والدتها :
        ـ مرحبا أستاذ [ صالح ] ..
        ـ أهلاَ ...
        ـ [ صالح ] .. لماذا لم نعد نراك ؟!.
        ـ في الواقع .. أنا في إجازة .
        ـ إجازة عن المؤسسة ، وليس
        ـ حاضر .. سوف أزوركم .
        ـ أريدك أن تأتي الآن ..
صمت برهة أفكر .. ثم قلت :
        ـ هل من ضرورة لمجيئي ..؟!.
        ـ نعم .. أنا في انتظارك .

           وضعت السماعة شاردا ، ماذا تريد .. وهل [ رحاب ]
 موجودة ؟.. لم ينتهي دوامها بعد ، يبدو أنها لم تخبر أمها بعد ، بما جرى بيننا .

        حين وصلت ، استقبلتني الأم بحرارة زائدة ، دعتني إلى غرفة الضيوف ، قلت وأنا أسير أمامها :
        ـ خير .. هل من خدمة ؟.
نظرت إليّ بحنان أربكني ، وقالت :
        ـ أخبرتني [ رحاب ] .
قلت بصوت محزون :
        ـ تبقى [ رحاب ] مثل أختي .
       ـ لن تزعل حين تعرف السبب .
هتفت بلهفة :
        ـ أرجوك .

        مرت سحابة حزن واضحة ، قرأتها في عيون الأم ، وبدا أنها تقاوم اندفاع الدمع :
        ـ [ رحاب ] يا [ صالح ] .. مشوّهة .. منذ صغرها .
رددت خلفها بذهول :
        ـ مشوّهة ..؟؟!!.. كيف ..؟؟!!.. لم ألاحظ أيّ شيء .
        ـ التشوّه في بطنها .. انفجر عليها بابور الكاز ، وهي صغيرة .. وحتى لو تزوجتك ، لن تستطيع أن تنجب لك أطفالا .

        طارت طبقات الغبار الحاقدة ، التي حطت على قلبي ، عاد قلبي يخفق بصفاء ، التأم جرح كرامتي المفتوح ، فهتفت دون شعور :
        ـ من قال لك أنني أريد أطفالآ ؟!.. أنا لا أريد سوى [ رحاب ] .
قالت الأم ، بعد أن جففت دموعها ، وبدا على وجهها الأرتياح :
        ـ قريبا ستذهب [ رحاب ] ، إلى أمريكا ، لإجراء عملية تجميل .
لا أدري كيف بدر مني هذا السؤال ، الذي لم اكن أقصده :
        ـ وهل التشوه كبير ، إلى هذه الدرجة ؟ .

          عاد الحزن يغلف وجهها .. أطرقت صامتا ، أفكر بآلام
 [ رحاب ] وتعاستها .. لماذا لم تخبرني ؟..انتابني حزن شديد ، وعطف كبير ، وحب لا نهائي .
        نهضت الأم قائلة :
        ـ سأعد لك فنجانا من القهوة .
        ـ شكرا .. أريد أن أذهب .
رمقتني بنظرة ذات دلالة ، وسألتني :
        ـ ألا تريد أن ترى [ رحاب ] ؟!.. دقائق وتصل .
        خجلت من نفسي ، خشيت أن تفسر موقفي هروبا .

         جلست أفكر .. كيف استطاعت [ رحاب ] أن تتحمل
 كل هذه الاّلام بمفردها ؟!.. كم كنت غبيا ، حين فكرت بالإنتقام منها ، على كل حال ليست هي المرة الأولى .. فأنا أعرف أنني حقود ، منذ أن اختلفت مع المدير السابق .

        رن الجرس .. قفز قلبي من مكانه .. لقد وصلت .. سمعت همسا بينهما .. دخلت .. نهضت .. ومتعمدا خاطبتها ، دون رسميات :
        ـ أهلاَ [ رحاب ] .
قطعت عليّ الطريق :
        ـ أهلا أستاذ [ صالح ] .. تفضل .
حاولت أن أخفي ارتباكي :
        ـ كيف أحوال المؤسسة ؟ .
أجابت باقتضاب :
        ـ بخير .

        طعنتني مرتين .. كنت أتوقع أن تقول ل ، [ المؤسسة دونك لا تساوي شيئا ] ، إذاَ غيابي لا معنى له عندها .. أم أنها تداري عجزها ، عن إدارة المؤسسة دوني ؟!.

        دخلت الأم ، لتقطع عليّ ضياعي ، بين الاحتمالات والتكهنات ، تناولت قهوة دون وعي مني ، وقررت أن أبدأ بالمصارحة :
        ـ [ رحاب ] أمك أعلمتني .
نظرت مستفسرة . أضفت :
        ـ عن التشوه .

        امتقع وجهها ، نظرت إلى أمها بحدة ، ثم انخرطت في البكاء ، قلت وأنا أظن أنها فرصتي ، لإبراز إخلاصي وحبي :
        ـ [ رحاب ] .. أنا مصمم اليوم ، أكثر على طلب يدك .

        وما إن أنهيت كلامي ، حتى نهضت بعصبية ، ترتجف أوصالها ، وتحرك يديها بطريقة عشوائية .. وتصيح :
        ـ لكنني لا أريدك .. ألا تفهم ؟!.

         ومضت تتعثر بخطواتها ودموعها ، تبعتها أمها دون
 اكتراث لوجودي ، فعلا صوتها من الداخل :
        ـ لا أريده .. لا أطيقه .. هل فهمت .. أم لا . ؟!.

                 خرجت مثل سهم طائش .. دون وداع ، شعرت
 أني جرح يمشي ، وكان صوتها يطاردني كاللعنة ، [ لا أطيقه .. لا أطيقه ] ، لماذا تكرهني ؟؟؟!!!... أنا الذي رضيت بتشوهها .. بعقمها .. لماذا لا يعاقب القانون الأحبة الجاحدين
؟؟؟!!!.

        مشيت ابكي .. غير عابىء بمن حولي ، في حلقي تتنامى غصة بحجم دموع الدنيا .. لماذا ذهبت إلى بيتهم ؟.. لماذا لا أتزوج امرأة غيرها ؟.. لماذا لم أقتلها تلك اللحظة ؟.. لماذا ؟؟؟!!!.. لو أني قدمت ما قدمت لوحوش البراري ، لحنّت ولانت ، وبادلتني الوفاء بالوفاء .. رضيت بها وأنا أعرف تماما أن أمي وأخواتي اللواتي لا يعجبهنّ العجب
 لن يسكتن ، سيعتبرن ذلك مؤامرة من الأم وابنتها ..
 وأنا ضحيّتها ، لن يصدقن أني أرمي بنفسي تحت أقدامها ، وهي المشوهة العقيم ، ترفضني .

        عدت في آخر الليل ، مخمورا إلى البيت ، وتسللت إلى غرفتي ، لأخفي انكساري ، لكن أختي نادتني قائلة :
        ـ  صالح .. مطلوب على الهاتف .
قلت بصوت مكلوم :
        ـ نعم .. ؟!.
وجاءني صوت الأم .. فصرخت :
        ـ ألم تنته اللعبة بعد ؟.
نادتني بتوسل :
        ـ [ صالح ] .. أرجوك اسمعني .
        ـ بل أنا الذي أرجوك .. كفى .
        ـ [ صالح ] .. [ رحاب ] تحبك ، تحبك كثيرا .. لكنها معقدة .. وخائفة .
قلت وأنا أغالب ضعف قلبي ، أمام هذه الكلمات :
        ـ شكرا لك و [ لرحاب ] ، على هذه العواطف النبيلة .
قالت متوسلة :
        ـ [ صالح ] لا تقل مثل هذا الكلام ، [ رحاب ] تحبك أكثر مما تتصور ، لا تنسى عقدة التشوه عندها ، إنها محطمة ، وتهرب من المواجهة .

               انتابتني موجة إشفاق من جديد ، ماذا لو كانت [ رحاب ] ترفض بسبب عقدتها ، مؤكد أنها تخاف من نفوري منها ، ولكن ألم تدرك أن حبي لها ، أكبر من أيّ تشوه ؟؟.. على كل حال يجب أن أبقى إلى جانبها .. وقررت أن أقطع إجازتي .

        في اليوم التالي التقيت بها ، لم ترحب بي ، لزمت مكتبي ، كي لا أحرجها ، لكنني في نهاية الدوام ، دخلت أعرض عليها خدماتي .. فردتني ببرود .. تساءلت ، هل هي خجلة مما حدث إلى هذا الحد ؟.

        مضت الأيام ، وكل منا قابع في مكتبه ، ليس بيننا سوى عبارة [ صباح الخير ] .. فأكدت لنفسي أنها خجلة ومرتبكة ، وأنها لم تغفر لنفسها خطأها بحقي ، فتشجّعت وذهبت إليها .. جلست دون كلام ، فتطلعت مستوضحة :
        ـ خير يا أستاذ [ صالح ] ، هل تريد شيئا ؟.
شعرت برغبة في أن أزيل عنها ، قناع اللامبالاة هذا ، قلت :
        ـ [ رحاب ] .. أنا أعرف أنك محرجة مني .
باندهاش صاحت :
        ـ آنسة [ رحاب ] من فضلك .
        ـ [ رحاب ] أنا أحبك .. وأعرف أنك تحبيني ، وتحاربين قلبك ، ولكن لماذا .؟!.

        عبرت عن ضيقها ، بزفرة طويلة مصطنعة ، وأجابت بتهكم :
       ـ ومن قال لك أنني أحبك ؟!.
        ـ أمك .

            أشعلت سيكارة على غير عادتها .. فهي لا تدخن إلاّ بعد الطعام .. ورأيت يدها ترتجف .. حاولت أن تتكلم بهدوء :
        ـ أستاذ [ صالح ] .. سأتحدث معك بصراحة .. أنا لا أرفضك للأسباب التي افهمتك إياها أمي ، الحقيقة أمي هي المعجبة بك .. أما أنا فلا أحمل لك غير مشاعر الأخوة والزمالة ، أنت تحبني .. ولكنني لا أبادلك المشاعر .. أنصحك بالبحث عن غيري .. ألف واحدة تتمناك .
        ـ لكنني لا أتمنى غيرك ، يا [ رحاب ] .
صاحت :
        ـ ولكن ما ذنبي أنا ، هل أجبرتك على حبي ؟!.
نهضت ، والدم يطفر في عروقي :
        ـ آسف .. آسف .. يا آنسة [ رحاب ] ، لن أحدثك في هذا الموضوع مرة ثانية .

        لكن أمها لم تتركني بحالي ، كل يوم تتصل ، وتؤكد أن [ رحاب ] تحبني ، وأنها بحاجة إلى وقت لتتخلص من عقدتها ، لكني لم أستطع محو الإهانة عن نفسي ، قررت ان أضع [ رحاب ] أمام الأمر الواقع .

        دعوتها إلى المستودع ، بحجة الإطلاع على قطع التبديل الجديدة ، والمستودع كبير وبعيد عن الأنظار ، فتحته ودخلنا ، تحيّنت الفرصة وأقفلت الباب دون أن تنتبه ، عبرنا الممر الطويل ، المؤدي إلى الركن الداخلي ، أشعلت الضوء ، ووقفت إلى جانبها ، متظاهرا بفحص بعض القطع ، وحين
 وجدتها غارقة بالنظر والتقصي ، انقضضت عليها ، فأخذت تصرخ ، وقد تملّكها الذهول :
        ـ ابتعد .. ابتعد عني يامجنون .
كنت عازما ، وكلماتها ترن في أذني [ لا أطيقه .. لا أطيقه ] ، فازددت اندفاعا ، وأنين الآلات المحموم ، يغتصب صراخها المجنون .
        ـ أحبك ... أحبك .
        كانت تقاوم .. بكل قواها تقاوم .. بكل زعيقها .. بكل توسلاتها .. ودموعها .. بآهاتها .. وخلجاتها .. واستسلامها .

        قلت لها يا حضرة [ القاضي ] ، إني ما أزال راغبا فيها .. لكنها رفضتني ، وطردتني ، وتقدمت بالشكوى .. وها أنا أمامكم .. أعرض عليها الزواج .. وهي تصمم على سجني ، أو إدخالي مشفى المجانين .!.

        أنا لست مجرما يا سادة .. لست مجنونا .. أنا عاشق .. عاشق .. وأرجو أن تأخذوا هذا بعين  الاعتبار .

                        مصطفى الحاج حسين .
                                   حلب

مناجاة 🖊 حمزه راضي الفريجي

مناجاة في التيه المترامي ،،، في عينيك السوداوين ،،، الضوء يتباعد !! ينفذحافيا وعاريا !! إلا ما رحم ربي ،،، أناجي الأمل المعقود في هامتي أمسد...