براءة إبليس / سليمان دغش
وَحدي وكانَ البَحرُ ما بَيني وَبَيني غارِقاً في الحُلْمِ
أو مستَسلِماً للنَّومِ مثلَ فَراشَةٍ داخَتْ على القِنديلِ
عِشقاً سَرمَدِيَّ الغايَةِ الأولى، يُراوِدُ ظِلَّهُ في حَضرَةِ النّورِ المُهَيمِنِ
بَينَ مُزدَوَجَيْنِ مُزدَوِجَيْنِ أو قَوسَينِ شَدَّهما اللهيبُ إلى الحبيبِ
فضاقَتِ الرّؤيا لِيَتّسِعَ الصَّليبُ على القِيامَةِ، ما القِيامَةُ
يا يَسوعُ النّاصِرِيُّ سوى ولادَتِكَ الجَديدَةِ بَينَ مِرآتَينِ
تَختَزِلانِ سِرَّكَ في الوجودِ فَكُنْ جَديراً بالرّؤى وانظُرْ إلى مِرآتِكَ الأولى
لِكَيْ تراكَ على الأخيرَةِ آخِراً
قَمَراً بِغَيبَتِهِ اكتَمَلْ
هلْ كُنتَ تُدرِكُ يَومَ جِئتَ إلى الجَليلِ وفي يَدَيكَ بشارَةٌ قُدُسِيَّةٌ
أنَّ الجَليلَ أضاءَ مشكاةَ النهارِ على جَبينِكَ كرنَفالاً
واحتفى بالنورِ في أفُقٍ يُطِلُّ على بُحَيرَتِهِ الوحيدَةِ
مثل مصباحٍ سماويِّ الرؤى، ما كانت الرؤيا
سَراباً أو سَحاباً عابِراً أفُقَ الزَّوالِ بِغَيرِ أجوِبَةِ السّؤالِ
ودونَ أسئِلَةِ الجَوابِ وكَمْ سؤالاً ظَلَّ يَبحَثُ عنْ جَوابٍ كانَ خَبّأهُ
لِيَكشِفَهُ السّؤالُ وكمْ جَواباً راحَ يغويهِ السؤالُ
وَقَدْ أجابَ بما سألْ
وتَقولُ مِريَمُ في البِشارَةِ والصّليبُ إشارَةُ الرؤيا على المرآةِ،
لا أحَدٌ يَراكَ سِواكَ تَصعَدُ سلَّمَ المَلَكوتِ مُتَّحِداً بذاتِكَ في المَحَبّةِ
كالفَراشَةِ في خِضَمِّ الياسَمينِ، أرَدتَ فِردَوساً لآدَمَ فوقَ وجهِ الأرض،
إنَّ القُدسَ شاهِدَةٌ على القُدّاسِ، لا فِردَوسَ إلا ها هُنا
لكنَّ آدَمَ كَمْ غَبِيّاً كانَ يَحلُمُ بالفراديس العَلِيَّةِ في سَماءِ الوَهمِ،
إنَّ الأرضَ سَيّدَةُ السّماءِ ولا حَياةَ سوى عَليها يا غَبِيُّ
وَرِثتَها لتكونَ جنَّتَكَ الوَحيدَةَ أو جَهَنَّمَكَ الأخيرَةَ مُذْ أرَقتَ على ثَراها المَقدِسِيِّ
دَماً بَريئاً والغُرابُ الشّاهِدُ الأبَدِيُّ أخفى سَوءَةً حتّى يَدُلَّكَ كيفَ تُخفيها الجَريمَةَ
وادَّعَيتَ بأنَّ ابليسَ الذي رَفَضَ السُّجودَ لِطينِكَ البَشَرِيِّ مُعتَدّاً بِذاتِهِ أنْ أبى
هُوَ مَنْ طَغاكَ، كَفاكَ تيهاً في دُجاكَ فإنْ عَصى ابليسُ رَبَّهُ مَرّةً
فلقدْ عَصَيتَهُ مذ نَهاكَ الله عنْ تفّاحَةِ السّر العَظيمِ ورحتَ تَقضِمها على عَمدٍ
وَحَمَّلتَ الخَطيئَة كُلَّها حوّاء وهيَ بريئةٌ كالذّئبِ من دَمِ يوسُف الصّديق
وَيحَكَ مِنكَ لا أحَدٌ سِواكَ يُعيدُ للمرآةِ نِصفَ يَقينِها
وَيُعيدُ نِصفَ الشَّكِ للرؤيا وما الرؤيا سوى نصف المتاهةِ بَينَ شَكٍّ في الخرافَةِ
أو يَقينٍ تاهَ في مغزى الدّلالةِ خلفَ نافِذَةِ السُّدى
لا شيءَ في أُفُقِ الخرافَةِ غير وهمِكَ منذُ أنْ قَدَّستَها
وكم ابتَعدتَ عن الحقيقةِ لاهثاً خلفَ السَّرابِ
فعُدْ إليكَ إليهِ فيكَ فما خُلِقتَ سِوى لِتَحيا حينَ تُحيي الأرضَ
إنْ أحيَيتها أحيَتكَ مِلءَ مَسارِها ومَدارها الحَتميِّ حَولكَ
لا مدار لها سِواكَ ولا مدارَ لِنفسِكَ الأولى الأخيرَة غيرها
فاغلقْ مِظَلَّةَ تيهِكَ العَبَثِيِّ واهبِطْ سالِماً فوقَ الثّرى
وانظُرْ إلى مرآةِ ذاتِكَ وارتباكِكَ بالرّؤى
أفلا ترى؟!
وَحدي وكانَ البَحرُ ما بَيني وَبَيني غارِقاً في الحُلْمِ
أو مستَسلِماً للنَّومِ مثلَ فَراشَةٍ داخَتْ على القِنديلِ
عِشقاً سَرمَدِيَّ الغايَةِ الأولى، يُراوِدُ ظِلَّهُ في حَضرَةِ النّورِ المُهَيمِنِ
بَينَ مُزدَوَجَيْنِ مُزدَوِجَيْنِ أو قَوسَينِ شَدَّهما اللهيبُ إلى الحبيبِ
فضاقَتِ الرّؤيا لِيَتّسِعَ الصَّليبُ على القِيامَةِ، ما القِيامَةُ
يا يَسوعُ النّاصِرِيُّ سوى ولادَتِكَ الجَديدَةِ بَينَ مِرآتَينِ
تَختَزِلانِ سِرَّكَ في الوجودِ فَكُنْ جَديراً بالرّؤى وانظُرْ إلى مِرآتِكَ الأولى
لِكَيْ تراكَ على الأخيرَةِ آخِراً
قَمَراً بِغَيبَتِهِ اكتَمَلْ
هلْ كُنتَ تُدرِكُ يَومَ جِئتَ إلى الجَليلِ وفي يَدَيكَ بشارَةٌ قُدُسِيَّةٌ
أنَّ الجَليلَ أضاءَ مشكاةَ النهارِ على جَبينِكَ كرنَفالاً
واحتفى بالنورِ في أفُقٍ يُطِلُّ على بُحَيرَتِهِ الوحيدَةِ
مثل مصباحٍ سماويِّ الرؤى، ما كانت الرؤيا
سَراباً أو سَحاباً عابِراً أفُقَ الزَّوالِ بِغَيرِ أجوِبَةِ السّؤالِ
ودونَ أسئِلَةِ الجَوابِ وكَمْ سؤالاً ظَلَّ يَبحَثُ عنْ جَوابٍ كانَ خَبّأهُ
لِيَكشِفَهُ السّؤالُ وكمْ جَواباً راحَ يغويهِ السؤالُ
وَقَدْ أجابَ بما سألْ
وتَقولُ مِريَمُ في البِشارَةِ والصّليبُ إشارَةُ الرؤيا على المرآةِ،
لا أحَدٌ يَراكَ سِواكَ تَصعَدُ سلَّمَ المَلَكوتِ مُتَّحِداً بذاتِكَ في المَحَبّةِ
كالفَراشَةِ في خِضَمِّ الياسَمينِ، أرَدتَ فِردَوساً لآدَمَ فوقَ وجهِ الأرض،
إنَّ القُدسَ شاهِدَةٌ على القُدّاسِ، لا فِردَوسَ إلا ها هُنا
لكنَّ آدَمَ كَمْ غَبِيّاً كانَ يَحلُمُ بالفراديس العَلِيَّةِ في سَماءِ الوَهمِ،
إنَّ الأرضَ سَيّدَةُ السّماءِ ولا حَياةَ سوى عَليها يا غَبِيُّ
وَرِثتَها لتكونَ جنَّتَكَ الوَحيدَةَ أو جَهَنَّمَكَ الأخيرَةَ مُذْ أرَقتَ على ثَراها المَقدِسِيِّ
دَماً بَريئاً والغُرابُ الشّاهِدُ الأبَدِيُّ أخفى سَوءَةً حتّى يَدُلَّكَ كيفَ تُخفيها الجَريمَةَ
وادَّعَيتَ بأنَّ ابليسَ الذي رَفَضَ السُّجودَ لِطينِكَ البَشَرِيِّ مُعتَدّاً بِذاتِهِ أنْ أبى
هُوَ مَنْ طَغاكَ، كَفاكَ تيهاً في دُجاكَ فإنْ عَصى ابليسُ رَبَّهُ مَرّةً
فلقدْ عَصَيتَهُ مذ نَهاكَ الله عنْ تفّاحَةِ السّر العَظيمِ ورحتَ تَقضِمها على عَمدٍ
وَحَمَّلتَ الخَطيئَة كُلَّها حوّاء وهيَ بريئةٌ كالذّئبِ من دَمِ يوسُف الصّديق
وَيحَكَ مِنكَ لا أحَدٌ سِواكَ يُعيدُ للمرآةِ نِصفَ يَقينِها
وَيُعيدُ نِصفَ الشَّكِ للرؤيا وما الرؤيا سوى نصف المتاهةِ بَينَ شَكٍّ في الخرافَةِ
أو يَقينٍ تاهَ في مغزى الدّلالةِ خلفَ نافِذَةِ السُّدى
لا شيءَ في أُفُقِ الخرافَةِ غير وهمِكَ منذُ أنْ قَدَّستَها
وكم ابتَعدتَ عن الحقيقةِ لاهثاً خلفَ السَّرابِ
فعُدْ إليكَ إليهِ فيكَ فما خُلِقتَ سِوى لِتَحيا حينَ تُحيي الأرضَ
إنْ أحيَيتها أحيَتكَ مِلءَ مَسارِها ومَدارها الحَتميِّ حَولكَ
لا مدار لها سِواكَ ولا مدارَ لِنفسِكَ الأولى الأخيرَة غيرها
فاغلقْ مِظَلَّةَ تيهِكَ العَبَثِيِّ واهبِطْ سالِماً فوقَ الثّرى
وانظُرْ إلى مرآةِ ذاتِكَ وارتباكِكَ بالرّؤى
أفلا ترى؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق