حدث ذات لقاء
دقات ساعة الحائط تشير إلى بداية يوم جديد أظن أنها تقدم لنا زمناً مزيفاً إذ كيف ليوم جديد أن يعلن حضوره دون أن يحدث بعض الضجيج
لم أشعر للحظة واحدة أن عقاربها تحركت.
بدأت البحث عن زمني الحقيقي الذي توقف داخل نبضي واحساسي قررت أن أرتب أفكاري وأن ابدأ من حيث انتهى الوقت، هناك في مكانه
حين لجأت إليه لأشكو له وجعي كما اعتدت.... سرعان ما كان يدثرني بابتسامته فيزيل عني كل همومي وما أجمله وهو يصغي إليّ....
قال لي ذات مرة : قد يكون من أقوى إنجازاتي في الحياة أني ما زلت بكامل قواي العقلية وما زلت أتعامل بأخلاق راقية.
"راقت لي كلماته"
أحتاج لبعض المنبهات للتذكر
بدأت تحضير قهوتي، ما أجمل رائحتها! كرائحة الحنين المعتق، الرشفة الأولى تشربك والثانية تبحث عمن يشربها معك.
كلما مر طيغك أمامي أتذكر ذلك اليوم الغريب بكل تفاصيله كيف لي أن أحبك وأشتاقك إلى هذا الحد لم أسمع عن حب يأتي على عجل لكن هذا الحب تفاصيله مختلفة زيارة من نوع خاص مليئة بالأسرار والمفاجآت
سر صغير كفيل بحل نصف ما يعانيه البشر "على الأقل فك شيفرة من نحب "
قال لي: يا بنت شكلك مش عارفة انك مميزة نظرت له قرأت ملامح وجهه اغمضت عيناي واستوقفتني أسئلته بصوته الشجي الجميل... هو : ماذا تعرفين عني؟ لم أعرف الإجابة كأنني لم ألتق الحروف يوما ! حالة تلعثم مفاجئة وتعرق واحمرار أذنين وقلب يهوي بين القدمين، ثمة كلام كثير يقال، الكلام الأهم هو الذي لا يقال....!
"اسمعي يا بنت دايما انتو بتحكوا وجعكم وأنا يسمعكم بعمل كل جهدي لترتاحوا اليوم بدك تجلسي مكاني على مكتبي وبدك تسمعيني" ... بعيون مندهشتين.... أنا؟ كيف؟ لماذا؟ لا افهمك؟
انا والصمت والكثير من الاسئلة...
جلست خلف مكتبه بدأ بتحضير كوب شاي سارعت لأخبره اني لا أحب الشاي لكنه لم يلتفت لي وأكمل صنعه، انتابني شعور عميق وأنا أعبث بأوراقه وأقلامه الكثيرة كان يكفي أن أقرأ ما يكتب لأرى ملامحه... ودون أن يلتفت إلي بادرني بسؤال...! هل تجيدين كتم الأسرار؟ هززت برأسي " لا." قال : إذن اسمعي سري الأول وبدأ بسرد حكاياته قال لي بأنه سيكثر من الكلام وسأنصت له .. كنت أسمعه وأنا مثقلة بكل علامات الترقيم تعجب واستفهام... وأضع بينهما الفواصل الكثيرة.... حاولت مباغتته ببعض الأسئلة لكنه لم يترك لي فرصة إلا للإندهاش! شعرت أن نبضاتي باتت كقلم يكتب كل حركاته وسكناته وانفعالاته وضحكاته حتى أنه وصف حركة عينيه ولسانه و شفتيه... بدأت أهيل التراب على الملفات السوداء وأنفض الغبار عن المقاعد المهجورة في محترف الحيرة ... في المنتصف وجدتني.... وبدأ بالحديث هل أسميه اعتراف أم احتراف؟ ماذا كان لا أعرف.... أنا والدهشة والفنجان يشربني، تحدث عن المدن، لِمَ يحدثني عنها؟ مدن بلا طعم ( قلت في نفسي) ثم حدثني عن القتلة الذين يغتالون الأحلام، وتكلم كثيراً عن الغرق وعن الطرقات، مالي أنا والطرقات! كنت في عجلة من أمري وهو في أجمل وأهدأ حالاته... والسؤال الوحيد الذي تملكني هو ماذا يريد؟؟ من الطبيعي أن تجد أسئلة بلا أجوبة "الطيبون ليس بوسعهم أن يتصرفوا بخبث حتى لو تعرضوا لكل انواع الخيبات" كأنه يعلمني ما تعلمه؟ كم سهل علينا أن نصبح فلاسفة ومنظرين لمواساة من يشعرون بالكآبة.....
رن هاتفه...
كنت أنتظر اللحظة لأهرب من خوفي وقلقي واستهجاني... ألقى علي عباراته التي لازمته حياته... اتدرين ...؟ . من حرم لذة الاستغفار بعد ارتكاب الذنوب وظل يلعن الذنوب لم يعرف ان الذنوب جنود مجهولة تأتينا لتتيح لنا فرصة الذكر....!
"أنت مدهش بما يكفي لأبقى معك دون أن أنظر الى الساعة"
ما معنى ساعة ....؟
ثم أكمل. .. بينك وبين الأفق شبك النافذة، ابحثي عن الباب.....!
خرجت والأفكار تغرق في رأسي....فكرت بعباراته ...
نعم ، ما أسوأ أن يغرق الإنسان في محيط لا ينتمي إليه،أو في علاقات لا تناسبه، ولا تشبهه ولا تمثله،فهذا من أسوأ أنواع الغرق بل وأكثرها فتكا..
بعد لقاءنا الأخير كل ما قاله ظل حبيس الصندوق الأسود ..... ومضيت لا يشغلني الا سؤال واحد
ماذا كان يريد؟!!!
للأسرار بقية......
#سهيرالرمحي
دقات ساعة الحائط تشير إلى بداية يوم جديد أظن أنها تقدم لنا زمناً مزيفاً إذ كيف ليوم جديد أن يعلن حضوره دون أن يحدث بعض الضجيج
لم أشعر للحظة واحدة أن عقاربها تحركت.
بدأت البحث عن زمني الحقيقي الذي توقف داخل نبضي واحساسي قررت أن أرتب أفكاري وأن ابدأ من حيث انتهى الوقت، هناك في مكانه
حين لجأت إليه لأشكو له وجعي كما اعتدت.... سرعان ما كان يدثرني بابتسامته فيزيل عني كل همومي وما أجمله وهو يصغي إليّ....
قال لي ذات مرة : قد يكون من أقوى إنجازاتي في الحياة أني ما زلت بكامل قواي العقلية وما زلت أتعامل بأخلاق راقية.
"راقت لي كلماته"
أحتاج لبعض المنبهات للتذكر
بدأت تحضير قهوتي، ما أجمل رائحتها! كرائحة الحنين المعتق، الرشفة الأولى تشربك والثانية تبحث عمن يشربها معك.
كلما مر طيغك أمامي أتذكر ذلك اليوم الغريب بكل تفاصيله كيف لي أن أحبك وأشتاقك إلى هذا الحد لم أسمع عن حب يأتي على عجل لكن هذا الحب تفاصيله مختلفة زيارة من نوع خاص مليئة بالأسرار والمفاجآت
سر صغير كفيل بحل نصف ما يعانيه البشر "على الأقل فك شيفرة من نحب "
قال لي: يا بنت شكلك مش عارفة انك مميزة نظرت له قرأت ملامح وجهه اغمضت عيناي واستوقفتني أسئلته بصوته الشجي الجميل... هو : ماذا تعرفين عني؟ لم أعرف الإجابة كأنني لم ألتق الحروف يوما ! حالة تلعثم مفاجئة وتعرق واحمرار أذنين وقلب يهوي بين القدمين، ثمة كلام كثير يقال، الكلام الأهم هو الذي لا يقال....!
"اسمعي يا بنت دايما انتو بتحكوا وجعكم وأنا يسمعكم بعمل كل جهدي لترتاحوا اليوم بدك تجلسي مكاني على مكتبي وبدك تسمعيني" ... بعيون مندهشتين.... أنا؟ كيف؟ لماذا؟ لا افهمك؟
انا والصمت والكثير من الاسئلة...
جلست خلف مكتبه بدأ بتحضير كوب شاي سارعت لأخبره اني لا أحب الشاي لكنه لم يلتفت لي وأكمل صنعه، انتابني شعور عميق وأنا أعبث بأوراقه وأقلامه الكثيرة كان يكفي أن أقرأ ما يكتب لأرى ملامحه... ودون أن يلتفت إلي بادرني بسؤال...! هل تجيدين كتم الأسرار؟ هززت برأسي " لا." قال : إذن اسمعي سري الأول وبدأ بسرد حكاياته قال لي بأنه سيكثر من الكلام وسأنصت له .. كنت أسمعه وأنا مثقلة بكل علامات الترقيم تعجب واستفهام... وأضع بينهما الفواصل الكثيرة.... حاولت مباغتته ببعض الأسئلة لكنه لم يترك لي فرصة إلا للإندهاش! شعرت أن نبضاتي باتت كقلم يكتب كل حركاته وسكناته وانفعالاته وضحكاته حتى أنه وصف حركة عينيه ولسانه و شفتيه... بدأت أهيل التراب على الملفات السوداء وأنفض الغبار عن المقاعد المهجورة في محترف الحيرة ... في المنتصف وجدتني.... وبدأ بالحديث هل أسميه اعتراف أم احتراف؟ ماذا كان لا أعرف.... أنا والدهشة والفنجان يشربني، تحدث عن المدن، لِمَ يحدثني عنها؟ مدن بلا طعم ( قلت في نفسي) ثم حدثني عن القتلة الذين يغتالون الأحلام، وتكلم كثيراً عن الغرق وعن الطرقات، مالي أنا والطرقات! كنت في عجلة من أمري وهو في أجمل وأهدأ حالاته... والسؤال الوحيد الذي تملكني هو ماذا يريد؟؟ من الطبيعي أن تجد أسئلة بلا أجوبة "الطيبون ليس بوسعهم أن يتصرفوا بخبث حتى لو تعرضوا لكل انواع الخيبات" كأنه يعلمني ما تعلمه؟ كم سهل علينا أن نصبح فلاسفة ومنظرين لمواساة من يشعرون بالكآبة.....
رن هاتفه...
كنت أنتظر اللحظة لأهرب من خوفي وقلقي واستهجاني... ألقى علي عباراته التي لازمته حياته... اتدرين ...؟ . من حرم لذة الاستغفار بعد ارتكاب الذنوب وظل يلعن الذنوب لم يعرف ان الذنوب جنود مجهولة تأتينا لتتيح لنا فرصة الذكر....!
"أنت مدهش بما يكفي لأبقى معك دون أن أنظر الى الساعة"
ما معنى ساعة ....؟
ثم أكمل. .. بينك وبين الأفق شبك النافذة، ابحثي عن الباب.....!
خرجت والأفكار تغرق في رأسي....فكرت بعباراته ...
نعم ، ما أسوأ أن يغرق الإنسان في محيط لا ينتمي إليه،أو في علاقات لا تناسبه، ولا تشبهه ولا تمثله،فهذا من أسوأ أنواع الغرق بل وأكثرها فتكا..
بعد لقاءنا الأخير كل ما قاله ظل حبيس الصندوق الأسود ..... ومضيت لا يشغلني الا سؤال واحد
ماذا كان يريد؟!!!
للأسرار بقية......
#سهيرالرمحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق