لعبة الجسد.....
على ناصية الطريق وقفت ملوحة بيدها ...كانت السيارات تمر دون أن تقف....شاب في مقتبل العمر كان يرمقها بنظرة استهجان وتعجب..! مالذي يدعو فتاة للوقوف في منتصف الشارع في هذا الليل الموحش...!؟
بكامل أناقتها....
صاحبة جسم مكتنز قليلا ، طويلة كغصن يانع مشرقة كالقمر في السماء عليك أن ترفع رأسك لرؤيته.... ترتدي ملابس فاقعة الألوان لكنها كانت توحي بالثراء لوحت له بقوة بيدها وباليد الآخرى كانت تحمل حقيبة صغيرة... توقف وقدم المساعدة لها فبادرت سريعا بالركوب إلى جانبه وبدأت بالحديث وكأن بينهما الكثير من القصص...
" لم ألمح على وجهها أي من ملامح الخوف أو الارتعاب بالعكس تماما وهذا ما بدأ يثير الشكوك في نفسي"
إلى أين طريقك... سألتها؟
-أجابت بكل ثقة وهدوء... إلى الشارع الخلفي لو سمحت...كان ينظر اليها مرة نظرة تعجب ومرات أخرى نظرة إعجاب.... كانت تتسم بالوسامة...شعر طويل أشقر يتدلى على أكتافها كخيوط الشمس عند المغيب.... عينان عسليتان كالعسل المصفى تذوب فيهما كل قوافي الشعر أنف مستقيم فيه رفعة محببة وفم تتلالأ بداخله حبات من اللؤلؤ... تلف رقبتها بوشاح أصفر مزين بالورود الحمراء الدافئة.. . تفوح منها رائحة عطر بدا واضح أنه من النوع الغالي الثقيل برائحة تأخذك لعالم الرومانسية...
كان باديا على وجهه علامات الدهشة والفضول وغريزة ما بدأت تتلاعب بأفكاره...
"أسوأ الرجال من يتعامل مع المرأة بعقلية الصياد الذي يبدأ بتجهيز شباكه فور أن يرى امرأة جميلة"
تساءل في نفسه!
"مالذي يجبر فتاة تملك هذا القدر من الجمال والأناقة الخروج بمثل هذا الوقت من الليل" ...
حدث نفسه قائلا " أحيانا ليس عليك أن تفهم ما يحصل... فقط دعه يحصل.... "
لا بد أنها تواجه مشاكل كبيرة أجبرتها على الخروج... وأظنها فرصتي !
لكن ملامحها وحديثها وضحكاتها لا توحي بأنها تمر بأزمة... بقي السؤال رهين صوته... علامات التعجب بدت ظاهرة واضحة تفضحها عيونه والانحناءات البادية على جبينه...
لكنها كانت ذكية بالقدر الذي جعلها تبادره بالإجابة على أسئلته التي لم تر النور....
_ اضطررت للخروج في هذا الوقت بسبب مرض صديقتي التي لا تجد من يعتني بها فاتفقنا أنا وصديقاتي للذهاب لللإعتناء بها وهم ينتظروني هناك لكن سيارتي تعطلت واضطررت لانتظار سيارة أجرة لتأخذني للمكان....
"كانت سهامها كلها طائشة، السهم الوحيد الذي وصل إلى هدفه استقر في قلبه"
اطمئن الشاب لكلام الفتاة التي بدأت تسرق عقله وقلبه بتهذيبها وجمالها الأخاذ... بدأت تدور بينهما الحوارات والقصص كانت تتفحصه جيدا.. تنظر إلى عيونه وجسده الفتي.... واطمأن قلبها له وبدأت نظراته تعلو وتعلو حتى شرب من عيونها كل الحكايات الساكنة فيهما.... سار بها قرابة الساعة وبدأ الليل يشتد سواده أكثر وأكثر وعلى مفترق الطريق ظهر كوخ وحيداً وسط غابة كثيفة الأشجار وعلى بوابته وقفت فتاتان بدا واضحاً أنهما تنتظران وصول السيارة.... وحين وصلت السيارة بادرتا بالتوجه للسائق لملاطفته وشكره على إيصال صديقتهم... طلبوا بل و أصروا عليه أن ينزل لشرب فنجان قهوه... وتحت إصرارهما نزل الشاب ليغافله أحدهم بطرق رأسه بمطرقة حديدية غيبته عن الوعي... سقط وبقي ظله واقفاً..... كانت الياسمينه شاهدة على دمائه التي روتها....
وبدأوا بسحبه إلى الكوخ...بعد أن قبضت حصتها من المال ثمن شبابه الذي سيباع قطعة قطعة....تماما كما ستباع سيارته قطعة قطعة... وعاودت أدراجها إلى الطريق الذي يحفظها وتحفظه....
"أسوأ النساء من ترى أن الله منحها جمالا لتعذيب الرجال"
كان الصباح قد أشرق معلنا بداية يوم جديد.... نامت بانتظار أن يأتي صديقها الليل....لتبدأ عملها باصطياد فريستها التالية....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق