الموجز في الأدب الدانماركي.
بقلم: سليم محمد غضبان.
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثاني: من ١٦٠٠-١٨٠٠م
الفصل ٦ : عصر التنوير
عام ١٦٩٣م أصدرت المحكمة العُليا في الدانمارك حُكمها على إحدى النّساء بقطعِ لسانها ثمّ حرْقها حيّةً حتى الموت. كانت هذه الحادِثة آخر حلقةٍ في سِلسلةٍ طويلةٍ من الحلقات المُشابِهة. و كانت التُّهم تدور حول سبّ الذات الإلهية وممارسة الشعوذة و السحر، حيثُ حرّمها القانونُ بالقطع. عام ١٦٨٦ صدر قانونٌ بضرورةِ إحالةِ قضايا السّحر و الشعوذة الى المحكمةِ العُليا للتثبُّتِ منها فبل أيّة عملية إعدام.هنا بدأ النَّاسُ يُشكّكونَ في المنطق العدلي. مع تقدّم الزّمن، صار النَّاسُ أكثر تفهُّمًا لهذه القضايا، و صاروا يستعينون بالأطبّاء و عُلماء النّفسِ في حلّ هذه المشاكل. عندما دَخَلَ التّخصّص في نواحي الحياة المُختلفة، أصبحَ من السّهلِ على الأفرادِ تخطّي من هم أعلى منهم رُتبةً بحُكمِ مِهنتِهم. و أصبحت لديهم حُرّية لا بأسَ بها.
في السّنوات الأولى لعهد الإستبداد كانَ من المُستحيلِ على الفردِ العاديّ الإختلاط بشؤونِ الحياةِ العامّةِ. خُطوةً خُطوة، في بدايةِ القرنِ الثّامن عشر، أخذت النّظرةُ تتغيّر للفرد العادي، و صار من السّهلِ عليه تخطّي بعضَ السُّلِطات. ومع ظهورِ الكاتب الشّهير هولبيرغ، أخذَ النَّاسُ يُتابعونَ كِتاباته حولَ الفضائلِ و الطاعةِ، و التي لم تكن موضِعًا للنّقاشِ من قبْل. من هنا ظهرتْ فِكرةُ إنشاءِ جمعياتٍ مُستقلّةِ التّفكيرِ، و التي أصبحتْ هي الفِكرةُالتي إستندتْ إليها مبادِئ عصرِ التّنويرِ. هذا و قد أثمرتْ أفكارُ هولبيرغ و لاقت انتشارًا واسعًا. و هكذا بدأ الحُكمُ يتحوّلُ من استبدادي مركزي بيروقراطي الى التّنوعِ و السّماحِ بتوعيةِ الجماهيرِ.
أولُ من دعا في الدانمارك الى اتّباعِ قانونِ الطّبيعةِ هو البروفيسور في القضاء كريستيان ريتزر Christian Reitzer الذي أخذَ يُحاضِرُ في ضرورةِ اتّباعِ المعقولِ. كان ذلك في التّسعينات من القرنِ السّابع عشر. فحوى قانون الطّبيعةِ هو اتّباعُ المعقولِ، و الذي ينقسمُ الى وظيفتينِ. الأولى هي القُدرةُ على الإعترافِ، و الثانيةُ هي القُدرةُ على الحُكمِ و التّفكيرِ. بظهورِ لودفي هولبيرغ، أصدرَ كتابهُ<مُقدّمةٌ إلى قانونِ الطّبيعةِ و معرفةِ حقّ الشّعب Introduction til Naturens og Folke-rettens Kundskab. ١٧١٦ . أوضحَ هولبيرغ أنّ المسؤوليةَالأخلاقيةَ المعقولةَ تقتضي الوِقايةَ من كُلّ أشكالِ الخِداعِ و الخِداعِ الذّاتي. و هكذا تمّ تسريعُ عملية علمنة المُجتمعِ، والتي شكّلت فيما بعد الحضارةَ الأوروبيةَ الجديدةَ.
أخذتْ النّظرةُ إلى الخارجينَ عن القانونِ تتغيّر، وصارَالناسُ يتجنّبونَ العقوبات المُشدّدةِ، بل يدعونَ إلى الهُزءِ و السُّخريةِ من هؤلاءِ، فهذا مايستحقّونه. و هكذا لمعَ هولبيرغ في فنّ الفُكاهةِ.
… إلى الفصلِ القادم
تمّ في ٣٠،٤،٢٠١٩
بقلم: سليم محمد غضبان.
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثاني: من ١٦٠٠-١٨٠٠م
الفصل ٦ : عصر التنوير
عام ١٦٩٣م أصدرت المحكمة العُليا في الدانمارك حُكمها على إحدى النّساء بقطعِ لسانها ثمّ حرْقها حيّةً حتى الموت. كانت هذه الحادِثة آخر حلقةٍ في سِلسلةٍ طويلةٍ من الحلقات المُشابِهة. و كانت التُّهم تدور حول سبّ الذات الإلهية وممارسة الشعوذة و السحر، حيثُ حرّمها القانونُ بالقطع. عام ١٦٨٦ صدر قانونٌ بضرورةِ إحالةِ قضايا السّحر و الشعوذة الى المحكمةِ العُليا للتثبُّتِ منها فبل أيّة عملية إعدام.هنا بدأ النَّاسُ يُشكّكونَ في المنطق العدلي. مع تقدّم الزّمن، صار النَّاسُ أكثر تفهُّمًا لهذه القضايا، و صاروا يستعينون بالأطبّاء و عُلماء النّفسِ في حلّ هذه المشاكل. عندما دَخَلَ التّخصّص في نواحي الحياة المُختلفة، أصبحَ من السّهلِ على الأفرادِ تخطّي من هم أعلى منهم رُتبةً بحُكمِ مِهنتِهم. و أصبحت لديهم حُرّية لا بأسَ بها.
في السّنوات الأولى لعهد الإستبداد كانَ من المُستحيلِ على الفردِ العاديّ الإختلاط بشؤونِ الحياةِ العامّةِ. خُطوةً خُطوة، في بدايةِ القرنِ الثّامن عشر، أخذت النّظرةُ تتغيّر للفرد العادي، و صار من السّهلِ عليه تخطّي بعضَ السُّلِطات. ومع ظهورِ الكاتب الشّهير هولبيرغ، أخذَ النَّاسُ يُتابعونَ كِتاباته حولَ الفضائلِ و الطاعةِ، و التي لم تكن موضِعًا للنّقاشِ من قبْل. من هنا ظهرتْ فِكرةُ إنشاءِ جمعياتٍ مُستقلّةِ التّفكيرِ، و التي أصبحتْ هي الفِكرةُالتي إستندتْ إليها مبادِئ عصرِ التّنويرِ. هذا و قد أثمرتْ أفكارُ هولبيرغ و لاقت انتشارًا واسعًا. و هكذا بدأ الحُكمُ يتحوّلُ من استبدادي مركزي بيروقراطي الى التّنوعِ و السّماحِ بتوعيةِ الجماهيرِ.
أولُ من دعا في الدانمارك الى اتّباعِ قانونِ الطّبيعةِ هو البروفيسور في القضاء كريستيان ريتزر Christian Reitzer الذي أخذَ يُحاضِرُ في ضرورةِ اتّباعِ المعقولِ. كان ذلك في التّسعينات من القرنِ السّابع عشر. فحوى قانون الطّبيعةِ هو اتّباعُ المعقولِ، و الذي ينقسمُ الى وظيفتينِ. الأولى هي القُدرةُ على الإعترافِ، و الثانيةُ هي القُدرةُ على الحُكمِ و التّفكيرِ. بظهورِ لودفي هولبيرغ، أصدرَ كتابهُ<مُقدّمةٌ إلى قانونِ الطّبيعةِ و معرفةِ حقّ الشّعب Introduction til Naturens og Folke-rettens Kundskab. ١٧١٦ . أوضحَ هولبيرغ أنّ المسؤوليةَالأخلاقيةَ المعقولةَ تقتضي الوِقايةَ من كُلّ أشكالِ الخِداعِ و الخِداعِ الذّاتي. و هكذا تمّ تسريعُ عملية علمنة المُجتمعِ، والتي شكّلت فيما بعد الحضارةَ الأوروبيةَ الجديدةَ.
أخذتْ النّظرةُ إلى الخارجينَ عن القانونِ تتغيّر، وصارَالناسُ يتجنّبونَ العقوبات المُشدّدةِ، بل يدعونَ إلى الهُزءِ و السُّخريةِ من هؤلاءِ، فهذا مايستحقّونه. و هكذا لمعَ هولبيرغ في فنّ الفُكاهةِ.
… إلى الفصلِ القادم
تمّ في ٣٠،٤،٢٠١٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق