أخشاب تسقط مطرا قصة قصيرة
سقط المطر ..فابتلت ألواح الخشب ..درت في المنزل ، أبحث عن لا شيء ..اصطدمت قدمي اليمنى ، بأشياء كثيرة ..شاهدت أمي منزوية بجانب الحائط ..دخلت المطبخ .. كأن الظلام يتربص بى ..أمسكت بعلبة الكبريت ..فتراجع ، أشعلت سجارتى ، فخرج مسرعا ..بحثت عن شمعة ، وعندما لم أجدها ، أحضرت قليلا من الردة، أشعلتها ..ازدادت قطرات المطر سقوطا ..فأخذت أخشاب السقف تسقط مطرا ..ذا موسيقى صاخبة ..المطر يسقط على الحائط ، وهو يرسم خطوطا ..نظرت إلى أمي فلم أجدها ..تحولت إلى قطعة من ظلام ..لكنني أدركت وجودها عندما انتابتها نوبة سعال ..لم نتحدث ..ولم يجرؤ أي منا على الكلام..كان الصمت عنوان قصيدتنا ..الظلام .. المطر ..الصمت ..المطر يسقط على السقف ..بأصوات نقرات مجنونة ..يتجمع يتداخل ثم يدخل منزلنا ، في خيوط طويلة ..قصيرة .. المهم أنه يدخل ..يستولي في طريقه على مساحات صمتنا ..في البيت تبتل الأرضية ، ملابسي ، شكل أمي ..تتجمع المياه ورائحة الخشب والمطر.. والعفن يملئون أنفى .. أمي توقفت عن السعال ، والظلام يستحوذ على مساحات البيت ..أرعبه بعود ثقاب ..أشعله للحظات فيجمع نفسه رويدا رويدا.. ينزوي بجانب الحائط ..المطر لا يتوقف ..الخيوط الضعيفة تتضخم ، أصبحت تشق لها طريقا في أخشاب السقف التي تكومت وضمت أطرافها إلى بعضها .. الشيء الغريب أنني كنت بلا مشاعر ..أدور في المنزل، أزيح الظلام إلى الحوائط، التي ابتلت ورسمت على سطحها الأبيض أشكالا كثيرة .. ربما هذا الخط الأصفر عندما تفرق في الحائط كوّن شكل أبي ..وهذا شكل أختي ..الخيوط كثيرة والأشكال تتداخل، تتزاحم تتشكل، لترسم ناسا مروا في حياتي ..انتفضت عندما غاصت قدمي في حفرة ماء، أحسست بالماء يتجمع من الحجرات البعيدة ليسير خلفي، تحركت ببطء إلى الحائط الذي تجلس داخله أمي، نفضت بعض قطرات الماء عن رأسي، سرت بجانبها وحيدا والماء خلفي، يغرق ما تبقى منى ..الآن أحسست أنى يجب أن أواجه قطرات المطر ..جمعت كل أواني البيت.. ووزعتها تحت خيوط الماء الساقطة من سقف المنزل، وتركت من سار منها على الحائط ..الأواني تجمعت بشكل عقلاني، الأكبر للكبير والأصغر للصغير ، الأواني شاركت في ضجيج المطر .. اختلفت الأصوات، أخذت نفسا من سيجارتي ..وجلست في اللحظة التالية ..ابتلت الحوائط الطينية ..فأخرجت من جوفها كل الحشرات النائمة ..الأم على الأرض يغتالها المطر .. أنظر إليها لا أراها، أحس بها، أفك سرير أمي الخشبي ..أجمعه ثم ألقيه في النار ..راحت الأواني واحدة تلو الاخري .. تمتلئ بالماء.. أسرعت بها إلى خارج المنزل، كان الشارع هادئا .. ليس هناك صوت ألا صوت قطرات المطر تضرب منزلنا .. أعيد ترتيب الأواني.. لكنها لا تكفي .. الماء يتحرك فى كل اتجاه .. أتحرك في البيت ببطء ..الماء يتجمع من جديد يرتفع .. ويرتفع.. حتى جاوز البيت ..أصبحت تماما تحت الماء ، وشيء أسودَ يمسك بى
بقلم القاص / محمد الليثى محمد
سقط المطر ..فابتلت ألواح الخشب ..درت في المنزل ، أبحث عن لا شيء ..اصطدمت قدمي اليمنى ، بأشياء كثيرة ..شاهدت أمي منزوية بجانب الحائط ..دخلت المطبخ .. كأن الظلام يتربص بى ..أمسكت بعلبة الكبريت ..فتراجع ، أشعلت سجارتى ، فخرج مسرعا ..بحثت عن شمعة ، وعندما لم أجدها ، أحضرت قليلا من الردة، أشعلتها ..ازدادت قطرات المطر سقوطا ..فأخذت أخشاب السقف تسقط مطرا ..ذا موسيقى صاخبة ..المطر يسقط على الحائط ، وهو يرسم خطوطا ..نظرت إلى أمي فلم أجدها ..تحولت إلى قطعة من ظلام ..لكنني أدركت وجودها عندما انتابتها نوبة سعال ..لم نتحدث ..ولم يجرؤ أي منا على الكلام..كان الصمت عنوان قصيدتنا ..الظلام .. المطر ..الصمت ..المطر يسقط على السقف ..بأصوات نقرات مجنونة ..يتجمع يتداخل ثم يدخل منزلنا ، في خيوط طويلة ..قصيرة .. المهم أنه يدخل ..يستولي في طريقه على مساحات صمتنا ..في البيت تبتل الأرضية ، ملابسي ، شكل أمي ..تتجمع المياه ورائحة الخشب والمطر.. والعفن يملئون أنفى .. أمي توقفت عن السعال ، والظلام يستحوذ على مساحات البيت ..أرعبه بعود ثقاب ..أشعله للحظات فيجمع نفسه رويدا رويدا.. ينزوي بجانب الحائط ..المطر لا يتوقف ..الخيوط الضعيفة تتضخم ، أصبحت تشق لها طريقا في أخشاب السقف التي تكومت وضمت أطرافها إلى بعضها .. الشيء الغريب أنني كنت بلا مشاعر ..أدور في المنزل، أزيح الظلام إلى الحوائط، التي ابتلت ورسمت على سطحها الأبيض أشكالا كثيرة .. ربما هذا الخط الأصفر عندما تفرق في الحائط كوّن شكل أبي ..وهذا شكل أختي ..الخيوط كثيرة والأشكال تتداخل، تتزاحم تتشكل، لترسم ناسا مروا في حياتي ..انتفضت عندما غاصت قدمي في حفرة ماء، أحسست بالماء يتجمع من الحجرات البعيدة ليسير خلفي، تحركت ببطء إلى الحائط الذي تجلس داخله أمي، نفضت بعض قطرات الماء عن رأسي، سرت بجانبها وحيدا والماء خلفي، يغرق ما تبقى منى ..الآن أحسست أنى يجب أن أواجه قطرات المطر ..جمعت كل أواني البيت.. ووزعتها تحت خيوط الماء الساقطة من سقف المنزل، وتركت من سار منها على الحائط ..الأواني تجمعت بشكل عقلاني، الأكبر للكبير والأصغر للصغير ، الأواني شاركت في ضجيج المطر .. اختلفت الأصوات، أخذت نفسا من سيجارتي ..وجلست في اللحظة التالية ..ابتلت الحوائط الطينية ..فأخرجت من جوفها كل الحشرات النائمة ..الأم على الأرض يغتالها المطر .. أنظر إليها لا أراها، أحس بها، أفك سرير أمي الخشبي ..أجمعه ثم ألقيه في النار ..راحت الأواني واحدة تلو الاخري .. تمتلئ بالماء.. أسرعت بها إلى خارج المنزل، كان الشارع هادئا .. ليس هناك صوت ألا صوت قطرات المطر تضرب منزلنا .. أعيد ترتيب الأواني.. لكنها لا تكفي .. الماء يتحرك فى كل اتجاه .. أتحرك في البيت ببطء ..الماء يتجمع من جديد يرتفع .. ويرتفع.. حتى جاوز البيت ..أصبحت تماما تحت الماء ، وشيء أسودَ يمسك بى
بقلم القاص / محمد الليثى محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق