الاثنين، 6 يوليو 2020

سماء للعصافير- نهار للفراشة ..

البحرُ قلَّدني وسامَ الريحِ
والصّحراءُ هاجِسُ وِحدَتي وتَوحّدي
والبحرُ قلّدني وساماً آخراً لا ريبَ فيهِ
كُنْ شبيهي قالَ
واكتَشفِ الحقيقةَ في تجلّي الذاتِ
خلفَ كثافةِ المرآةِ
إنَّ الغيمَ مفتاح النّدى
والليلُ ثوبُ النّفسِ تكفي ومضةٌ منها
لتخلعَهُ وتعلن شمسها
فاخلعْ قميصكَ عندَ بابِ البَحرِ
إنَّ عباءَةَ الصّحراءِ واسعةُ المدى
لا حدَّ بينَ البحرِ والصحراء إلاّ هاجس التوحيدِ
بينَ فراشتينِ على سنا المصباحِ
والمصباحُ مشكاةٌ تُضيءُ  بما تُضاءُ
وللفراشةِ أنْ تعودَ إلى حديقتِها
حَقيقتِها
إذا اشتعَلتْ تُضيءُ بجانِحيها ما تُريدُ

هيَ حكمةُ الصّحراءِ قالتْ :
كُنْ شَبيهي
واكتَشفْ لُغَتي فلي لُغةُ إذا قُرأَِتْ
على جَبَلٍ تصدّعَ خشيةً
ستزُفُّكَ الشُّهُبُ التي احتفَلتْ بميلادِ الهلالِ
على مآذنِ نخلكَ العَرَبيِّ أَخضَرَ
تِلكَ خارطةٌ تنامُ على يديكَ
رَسَمْتَها بصهيلِ روحِكَ في دَمِ الصّحراءِ
قُلتَ حدودها في الريحِ بينَ الماء من جِهَتينِ
 يا للرّيحِ
كيفَ جعلتها فرساً لروحِكَ
وانطَلقتَ تُفسّرُ الرؤيا برؤيَتِها لِرؤيتِهِ
إذا اتَّحَدَ المشاهِدُ بالمُشاهَدِ  واختفتْ
ما بينَ بينهما الحُدودُ..

( من قصيدة : " اقرأ " - ديوان : " سماء للعصافير نهار للفراشة " - الثقافية للنشر والتوزيع / تونس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مناجاة 🖊 حمزه راضي الفريجي

مناجاة في التيه المترامي ،،، في عينيك السوداوين ،،، الضوء يتباعد !! ينفذحافيا وعاريا !! إلا ما رحم ربي ،،، أناجي الأمل المعقود في هامتي أمسد...