شوارع المدينة
اِرتَدَت زينَتها وگشًفًت عن مفاتنِها
لُهاث الرَّغبة والشَّهوة ..
گ مُحَرِّكِ العرباتِ الثّقيلة
يتفاعلُ ومَن يَدفَعها ..
يَتَناغمُ والإستجابة ،،
ولا يَتجاهلُ الإجابة
وبِرَغمِ ما يَشُدُّ نَحو قُمْصانها ..
المُزْدهاة الشَّفافّة
ويَعقِدُ ما تَماهى مِن نَرجسٍ
في ضَفائِر شَقراء وحَمراء
مِمّا يَغزِلُ ..
مِن حَصيدِ ذُراهُم ،، الفُقراء !
لِيواطئ قَناعة
أو أوثَقَ عُرى السنابِل ..
بِأزرارِ الأُقحُوان
إلّا أنها غَدَت مَدعاة لِلكآبة !؟
ولا تَدري ..
أكُنتَ مَن يُنْجِبُها ؟؟
أَمْ دَخيلٌ على الرَّبابِ* بِامْتِعاضٍ
يَتَكاثَفُ بِكُلِّ حِقدٍ ..
إذ يَرى الإِثْمَ في البَراءة !!
تَزوي على نَفْسِگ
تأخُذُ الطّريق الفَرْعِيّ ..
لِتفادي الإجابة !؟
تُفاجئُ .. بِبابٍ على مِصراعَيهِ
بِحَجمِ المساحة !
ويافِطَةٌ تقول :
سُوقُ الجَزَّارين .. يُعلِنُ الضِّيافة !!
ونَفاذَاً تُحاوِل ..
إذ يَكفيگ مِمّا تبْغي النواصِلُ اِرداءاً
وما أحكَمْتَ بِقَبضِگ على ..
نَزفِ جِراحِ الواقعِ مِن قِراحه
فلَسْتَ مِمَّن يَنْظُمُ فيها قَصيدةَ طُهْرٍ ..
وهُم نَجاسه
وَلَسْتَ مَن يَشْتَري اللَّيلَ بِنَهاره
أنتَ المِسْكُ في الظِباء
أنتَ الوضوء لِصَلاةِ الرَجاء
وهديلُ اليمام على قِبابِ قِباء
وقَبْوِ الفُقراء
وأنتَ مُدْنَفٌ* في الأرضِ ..
يَضُجُّ بينَ ثَناياگ مِن قَهْرِها نِداء
وفي مَديحِگ لَهُم .. يَتَجَلّى هِجاء
أرادوا لَگ الهوامِشَ ومِنگ المُكاء *
ويَأبى فيگ متْنُ الأرض والكِتاب
فلا مكانَ لَهُم ..
لِبيتِ صَدرٍ أو قافية رِثاء
ولَسْتَ مِثلَهُم ..
سِلْعَةٌ في سوقِ نِخاسة
فَأنتَ .. أنت
أنتَ أُضْحِيَةَ الرؤى ،، لا الهَواجِس والمَكَا*
فَإن نَزَلَ بِگ الموتُ مِن الصَّحبِ ..
أو بِمَكْرِ الثعالبُ والجُبَناء
لا بأس
فَتِلكَ رِفْعَةٌ ورُبَّما شَهادة ..
مِن شَأنِ الأنبياء والشُرفاء
وفي رَجْعِگ الصدى ..
أوصَدَ البابُ دَفَّتَيه*
وأحكَمَ الماضي تمامَ نَفاذه
فَأنتَ گذلگ ،، فِداءُ
وأنتَ التَّكايا والزَّوايا ..
تعرِفُها عن ظَهرِ قلب
لا تُعينگ فراسة أو دلالة !
والفرائِض أنتَ ..
إن صَحَّت واسْتَقامَت فيها النوايا ..
لا تُوجِبُ عَمامة
أعمِدةُ الضوء ..
تَقِفُ شامِخَةً
مِمّا كانَ شَأنها ..
كشف وميض السكاكين
واِعطاء كُلُّ ذي حَجْمٍ ظِلَّهُ
قد طأطَأت رأسها ..
مِن خَجَلٍ يُراوِدُها أو يُحاصِرُها
ومِن ثمَّ ..
طَوعَاً أو سَلْبَاً ،، فَقَدَت الإنارة !؟
ومِن عُتمَةٍ ..
يَشحَذُ كِبريت الظُلمَةِ أواصِرَهُ ..
مِمّا تَراكَمَ واسْتَنفَذ
فَكانَ غِياب النور ..
گما في القلبِ رَصاصة
گما أنّ ..
اِسقاطِ الفَقر مِن حِساباتِ الضوء
اِسْتَوجَبَ لَعنةَ الظّلام
ولا بُدَّ مِن ذاتِ يَومٍ ..
يَعُضُّ فيه على سَبّابَة النَدامة
وثَمَّة وَميض ..
يومِضُ في آخرِ الطّريق
يُشعِلُ الرّوحَ اِتقادَاً ..
في تَفويضٍ مِن اسْتِفاضة
يَنْشَطِرُ انفِعال
ويَطلِق على المَدى ..
فراشات صَفراءَ وزَرقاء
لَيسَت مِن النَفْسِ على سَبيلِ اِسْتِعارة
بل في اِعارة
يُرجِئُ الوقتَ قليلاً
ويُلقي عَباءَةَ حُلُمٍ ..
مُزَركَشَةٌ بِألوانِ الحَياة
مِن عَينِ أُنثى تسْتَلْهِمُ الحَبگ
تجمَعُ شَملَ البَراح
مُطَعَّمَةٌ بِالفَيروزِ ، ونَكْهَةِ بُنّ الصَّباح
على گتِفِ النائِباتِ والغائِبات
علَّها تُصبِحُ مرآياها ..
أو تغدو قَراره
دائِرَةُ الدَّواليب ..
تلْثُمُ وَجْهَ الأسْفَلْت
وشاخِصَةٌ على رَصيفِ الإنتِظار
تتَحَدَّثُ بِعِدَّةِ لُغاتٍ دَخيلَة
تقْتاتُ على اللُّغةِ الأُم ..
وتنْفُثُ عليها بِالنارِ والسُّم
تأْمُرُ قائِلَة :
قِف !
على ذاتِ الرَّصيف تَقِف
على ناصِيَةِ الحِلْمِ والحُلمِ مِن گثافَة
بِعَينٍ مَفْتوحَةِ ورِمْش لا يَرِفّْ !
تزوي ..
والدَّمع فيها عَصِيٌّ مِن كِبرِياء
يَروي ظَمأَ القلب ولا يَجِفّ !
غَيبوبَةُ الوَلَهِ ..
تأخُذُ مِنگ شَطْرَ المَناعة
تذهبُ في نُزهَةِ وداعة
لا فرار مِن قَبْضِ ذِكْرَيات ..
وكُلُّ ما فيگ الآن لِ امْتِثَاله
دوَّامَة الحَنين ..
تَكْشِفُ الغِطاءَ وتُبْصِر
هُنا ...
في العيدِ كانت أُرجوحَةٌ
وهُناگ جِدار ..
مِن عَرائِشِ اليَاسَمين والرَّيحان
يَقْوى بُنيانَه
ودالِيَة تُوازي السُّطوح القَريبة
والطائِرات الوَرَقِيَة تحجِبُ الوَهْجَ
وتَفيءُ بِظِلالِها على كُلِّ فجاجة*
كما شَدو العَصافير ..
يوازي سَعادَة الصَّحَب مِن دعابة
ويُطابِقُ اللَّحنَ في قَرارِ مَقامَه
أْكُفُّ الصَّبَّار ..
تُلقي بِكاهِلِها في عِناق
وكَفٌّ بِها على كَفٍّ تَتكِئُ وتَرقُب
بينَما أكْوازها* ..
گ ثآليلٍ تَتَدَلَّى وتَنْتَصِب
تَسُرُّ من يَشْتَهي ..
تَردَع من يَعتَدي
وكَأنها لِلسِهامِ جعابٌ وكَنانَة
وعاشِقٌ ..
مِن خلفِ الجِدارِ يُرسِلُ المكاتيب
أو يَخُطُّ بِالطباشيرِ والألوان ..
أشواقَه مِن صَبابَة
إذ ذاك تَفيق ..
على صَفْعِ جنازة
جُثَّتان
أحدهُما قَضى نَحبَهُ يَنْعى ما مَضى
بِانْتِظار السَّلام الذي سَيأتي
والآخر يَنْعى ما سّيأتي !!
فَكان ضَحيَّة الوقت الذي بِوَعدهِ لا يَفي ؟!
وأنتَ بَينهُما ..
تنْعى ذاتك بِكُلِّ اِحتِضار !!
وقد اِرتَقَيتَ إلى مَرتَبةِ الرَّصيف
بِكُلِّ جِهاد واجْتِهاد ..
لِتَحظى حَصرَاً بِكَرامَةٍ ورَغيف !؟
وقد أُسْتُشْكِلَ عليگ ..
أن القَذارَةَ جَوهَر كُلّ لامِع نَظيف؟
وكيفَ غدا النَّجمُ سُداسيَّاً !؟
يَدُسُّ ضِلْعَاً زائِفَة تحتَ عَباءة النَفط
يَسْتَمِدُ طاقَتَهُ ،، ويَزْدادُ إضاءة !
ثُمَّ يَنْشُرها على حَبلِ الغسيلِ ..
ويَعلو هازِءَاً بِكُلِّ شَماتهَ
تفوحُ الروائح مع كُلِّ حَفيف ..
ويَنأى العَفيفُ بِكُلِّ بَساطة
ويَترُكُ راحتَهُ ..
في جَيبِ كُلِّ مُتَمَنطِقٍ سَخيف
بُعَيدَ وقُبَيلَ التَّقبيل !؟
بِرَغمِ أن المَنطِقَ يُبصِرُ بِهِ كُلّ گفيف
أما وقد تمَّ الحِصار ..
وأنتَ بِانتِظارِ موتٍ شَريف
وحصاد الصَّحوِّ فيگ قائِلاً :
مَرحى لِرأسِ المال !
طوبى لِلحِلِّ والتِّرحال !!
كيفَ يُعَبِّدُ الدرّبَ ؟!
أمامَ خُطى ذو عَثرَةٍ ..
في الثّبات خَفيف !
وأينَ ما كانَ مِن زمَنٍ ؟
الحُبُّ والمَوت فيه ..
كانت تحكُمهُ رَصانة
وتبَّاً لِلمدائِن
وويحٌ لنا ..
حينَ تَضَخَّمَ الزّقاق
وحَسِبنا خُروج الماضي لنا رَديف
ومِن خَجَلٍ ..
وضعنا رأسنا في التُّرابِ گ النَعامة
وعلى جهلٍ ..
أضحى وحش حَداثة
كما وهمَ الحَمل ..
تحسَبهُ خَلْقاً مِن طَبيعَةٍ
بينَما هو نَفْخٌ أو بَدانة
# إسحاق عثمان
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
* الرَّباب : السحاب الأبيض
* مُدْنَف : من أضناه الحُبّ وأتعبه
* المُكاء : الصفير مع التصفيق
* دَفَّتَيه : الدَّفّ ، الجنب من كل شيء او صَفْحَتهُ
* المَكَا : جُحر الثعلب والأرنب ونحوهما أو مَجْثِمُها
* فجاجة : الفُجَاج ، الطريق الواسع ؛ الفَجاج ، الغير ناضج من كل شيء .
* أكوازها : ثمار الصَّبَّار
..............................................................