قصاصات شعرية ٦١
على الرغمِ أنَّ الدمعَ ليسَ ثقيلا
ويرفعُ شيئاً من أسايَ ثقيلا
وكم يحملُ الغيمُ الشجونَ إلى المدى
ويغسلُ نخلاً بالظلالِ نزيلا ؟!
--
أعِرْهُ جناحَ شوقٍ يا رفيفُ
فظلُّكَ في نواظرِه شفيفُ
أتتهُ فراشةُ الأحلامِ روحاً
لترقصَ في قوافيه الحروفُ .
--
تعالَ إليَّ من قلبٍ لقلبِ
فما غيرُ الأضالعِ فيكَ دربي
إذا فرغت كؤوسي من مِدادي
أمرتُ الروح َ بعدَ العينِ : صُبّي .
--
يحتاجُ مني الحديثُ أجهزةً
ماعُدتُ يا لائميَّ أَمْلكُها
ضاقت شُجوني عليَّ أوردةً
و وردتي بالدموعِ أُشْرِكُها
--
وهبْتُ لحظَ انتظارِ الروحِ قافيةً
وطلَّ من عُروتيَّ النجمُ والسمرُ
فاضَ المساءُ بعينيِّ الهوى ألقاً
وصارَ يسبحُ في دمعاتيَ القمرُ .
--
وأرسلَ القلبُ ولهاناً حقيبتَهُ
وظلّكُ الخيلُ والأشواقُ والسفرُ
الريحُ تصهلُ فوقَ الريحِ واثبةً
والنارُ فوقَ جناحِ الريحِ تستعِرُ
--
لم يحزموا حِملَ الحقائبِ للرحيلِ ...
وإنما حزموا الفؤادَ بديلا
الشوقُ يقتلُه الهيامُ فصِرتُ أمشي ...
في الهجيرِ مع السرابِ نخيلا .
--
زارَ فراشي بنفسجاً وصبا
والنحلُ يسقي رحيقَه ألَقا
خاطبتُه شاعراً بلهجتِه
حتى استوينا على الهوى نسقا
--
لا أترُك الليلَ موحشاً أبدا
ضاعفتُ من أنجُمي لهُ عددا
رسمتُ بدرَ الدجى مُخيِّلةً
حتى تغشَّتْهُ في السما وبدا .
--
ذهبَ الطفلُ لبيتِ الجارِ يلهو
قال : لا تُصدرْ ضجيجاً فأبي نامْ
قالَ فلنذهبْ إلى قبرِ أبي ...
نوقظُه من غفوةٍ تحتَ الركام !!
محمد علي الشعار
٣١-٨-٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق