الحبُّ والمحبة
تختلطُ وتتداخلُ كثيراً مفاهيمُ ومعاني الحبِّ عند الناس
ولخطورةِ الموضوع وأهميته
. أحاولُ أن ألقي الضوءَ قدر المستطاع على حيثياتهِ
الحبُّ شعورٌ, عاطفةٌ ,إحساسٌ يحملُه ويحسُّ ويشعر به شخصٌ ما
نحو شخصٍ آخر .
فإذا كان هذا الشعور يذهبُ باتجاهٍ واحدٍ
ولا يطلبُ أو يأملُ بعودة أو انعكاسِ
هذا الشعور على من أصدره
مجرداً من أية مصلحةٍ أو هدف أو غاية سُمِّيَ
في هذه الحالة محبَّة .
فحبُّ الله للعالم وللخليقة نسميه محبةً
لأنَّ الله لا يطلب ولا يأملُ ولا يرجو انعكاسَ حبِّه
وعودته اليه ولا يطالب بأية منفعةٍ أو أجرٍ لقاء حبه .
الله يشرقُ شمسه على الجميع على الكفار والصالحين دون تمييز
ويعطي محبته وخيراته لكل المخلوقات
. دون استثناء ودون طلبِ بديل لهذا الحبِّ
وهذه هي المحبة ولذلك قيل : الله محبَّة .
وحب الأهل للأولادِ هو محبة بشكلٍ عام
بعيداً عن الاستثناءات
وحبُّ الصداقة الصادقة بعيداً عن المصلحة والمنفعة
والحبُّ بين الزوجين عندما يتآلفان
ويسموانِ بعلاقتهما من الجسد إلى الروح
فيمتزج الحب بالإلفة والصداقةِ ... وقسْ على ذلك .
أما النوعُ الآخرُ من الحبِّ والذي يقومُ
على طلب المنفعةِ أو المتعةِ أو المصلحة
مهما كان نوعُها هو حبٌّ انعكاسيٌّ
يصدرُ بأمل أن يعود إلى صاحبِه بالنفع والفائدة
أحبُّ فلاناً أو فلانةً لأنني آمل وأرغبُ
أن ينعكسَ حبي لي ويعود إليَّ بالنفع والمتعة وغيرها
وهذه هي أولى لبناة الحبِّ وهي بعيدة عن المحبة
. أو لنقل على طرفي نقيض
فأول لبنة من لبناتِ الحب هي نرجسية وحب للذات وليس للآخر .
أنا أحبُّ ذاتي وأبحثُ عن آخرٍ يحقِّقُ لي
إذا أحببته هذه المنفعة أو المتعة
وإذا لم يحققها أو توقَّفَ عن تحقيقها يتوقفُ حبي له .
إذا لم تحدثْ النَّقلةُ من حبِّ الجسد والنفعية
إلى الحبِّ الروحي المجرَّد من الأنانية والنفعية
. يبقى الحبُّ في مستواه البدائيِّ الفجِّ
وهذا ما عناه أفلاطون بقولِه { الحب ينتقل من الجسد إلى الروح }
فالحب يولدُ منغلقاً أنانياً كما نراه عند الطفل
ثم ينمو ويتطورُ ويسمو إذا ارتقى إلى مستوى الحب الروحي
فالحبُّ الجسديُّ هو اللبنة الأولى في بنيانِ الحبِّ
والمحبَّةُ هي آخر لبنة في بناءِ الهرم الذي ليس له نهاية
لذا نقولُ الله محبة لأنه أعلى قِمم هرم الحب
بقدر ما نسمو بأرواحِنا وعقولِنا بقدر ما نبتعدُ
عن الحبِّ المنغلق الأناني ونصعدُ على سُلَّمِ الترقي
لنصل إلى كمال الحبِّ الذي هو عند الله
. والذي لا نناله ابداً بأجسادِنا البشرية
والحبُّ الشهوانيُّ هو أدنى درجاتِ الحب
حتى أنه ليس حباً إطلاقاً هو نرجسية وعبادة ذات
وأنانية منغلقة تدورُ في دائرةٍ مغلقة من الذات إلى الذات .
فبتربية نفوسِنا وتهذيبِها وترقية عقولنا
. ننتقلُ ونتدرَّجُ نحو الأعلى نحو المحبَّةِ الخالصة
والجانبُ الكبيرُ من حبِّنا ومع كلِّ أسفٍ وحتى حبنا لله
هو حبٌّ أنانيٌّ نفعيٌّ انعكاسيٌّ
نحبُّ الله ليحققَ لنا مصالحَنا ورغباتِنا ودوافعَ أنانيتنا
والأخطر من هذا أنَّنا نحبُّه ليحاربَ معنا
ضدَّ أعدائِنا وكأن أعداءَنا هم خليقةُ إلهٍ آخر
حكمت نايف خولي
تختلطُ وتتداخلُ كثيراً مفاهيمُ ومعاني الحبِّ عند الناس
ولخطورةِ الموضوع وأهميته
. أحاولُ أن ألقي الضوءَ قدر المستطاع على حيثياتهِ
الحبُّ شعورٌ, عاطفةٌ ,إحساسٌ يحملُه ويحسُّ ويشعر به شخصٌ ما
نحو شخصٍ آخر .
فإذا كان هذا الشعور يذهبُ باتجاهٍ واحدٍ
ولا يطلبُ أو يأملُ بعودة أو انعكاسِ
هذا الشعور على من أصدره
مجرداً من أية مصلحةٍ أو هدف أو غاية سُمِّيَ
في هذه الحالة محبَّة .
فحبُّ الله للعالم وللخليقة نسميه محبةً
لأنَّ الله لا يطلب ولا يأملُ ولا يرجو انعكاسَ حبِّه
وعودته اليه ولا يطالب بأية منفعةٍ أو أجرٍ لقاء حبه .
الله يشرقُ شمسه على الجميع على الكفار والصالحين دون تمييز
ويعطي محبته وخيراته لكل المخلوقات
. دون استثناء ودون طلبِ بديل لهذا الحبِّ
وهذه هي المحبة ولذلك قيل : الله محبَّة .
وحب الأهل للأولادِ هو محبة بشكلٍ عام
بعيداً عن الاستثناءات
وحبُّ الصداقة الصادقة بعيداً عن المصلحة والمنفعة
والحبُّ بين الزوجين عندما يتآلفان
ويسموانِ بعلاقتهما من الجسد إلى الروح
فيمتزج الحب بالإلفة والصداقةِ ... وقسْ على ذلك .
أما النوعُ الآخرُ من الحبِّ والذي يقومُ
على طلب المنفعةِ أو المتعةِ أو المصلحة
مهما كان نوعُها هو حبٌّ انعكاسيٌّ
يصدرُ بأمل أن يعود إلى صاحبِه بالنفع والفائدة
أحبُّ فلاناً أو فلانةً لأنني آمل وأرغبُ
أن ينعكسَ حبي لي ويعود إليَّ بالنفع والمتعة وغيرها
وهذه هي أولى لبناة الحبِّ وهي بعيدة عن المحبة
. أو لنقل على طرفي نقيض
فأول لبنة من لبناتِ الحب هي نرجسية وحب للذات وليس للآخر .
أنا أحبُّ ذاتي وأبحثُ عن آخرٍ يحقِّقُ لي
إذا أحببته هذه المنفعة أو المتعة
وإذا لم يحققها أو توقَّفَ عن تحقيقها يتوقفُ حبي له .
إذا لم تحدثْ النَّقلةُ من حبِّ الجسد والنفعية
إلى الحبِّ الروحي المجرَّد من الأنانية والنفعية
. يبقى الحبُّ في مستواه البدائيِّ الفجِّ
وهذا ما عناه أفلاطون بقولِه { الحب ينتقل من الجسد إلى الروح }
فالحب يولدُ منغلقاً أنانياً كما نراه عند الطفل
ثم ينمو ويتطورُ ويسمو إذا ارتقى إلى مستوى الحب الروحي
فالحبُّ الجسديُّ هو اللبنة الأولى في بنيانِ الحبِّ
والمحبَّةُ هي آخر لبنة في بناءِ الهرم الذي ليس له نهاية
لذا نقولُ الله محبة لأنه أعلى قِمم هرم الحب
بقدر ما نسمو بأرواحِنا وعقولِنا بقدر ما نبتعدُ
عن الحبِّ المنغلق الأناني ونصعدُ على سُلَّمِ الترقي
لنصل إلى كمال الحبِّ الذي هو عند الله
. والذي لا نناله ابداً بأجسادِنا البشرية
والحبُّ الشهوانيُّ هو أدنى درجاتِ الحب
حتى أنه ليس حباً إطلاقاً هو نرجسية وعبادة ذات
وأنانية منغلقة تدورُ في دائرةٍ مغلقة من الذات إلى الذات .
فبتربية نفوسِنا وتهذيبِها وترقية عقولنا
. ننتقلُ ونتدرَّجُ نحو الأعلى نحو المحبَّةِ الخالصة
والجانبُ الكبيرُ من حبِّنا ومع كلِّ أسفٍ وحتى حبنا لله
هو حبٌّ أنانيٌّ نفعيٌّ انعكاسيٌّ
نحبُّ الله ليحققَ لنا مصالحَنا ورغباتِنا ودوافعَ أنانيتنا
والأخطر من هذا أنَّنا نحبُّه ليحاربَ معنا
ضدَّ أعدائِنا وكأن أعداءَنا هم خليقةُ إلهٍ آخر
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق