بقلم الكاتب // علاء الغريب //

{ عندما فرَّ القمر }

نم أيها القلب
غامض هو الليل
زمهرير شتاءه  يشد لحاف
أنفاسي المصطكة
نحو صقيع الموت
هل اختبأ  قمر العاشقين
بين نهود التلال المتورمة
وغاص بين دفء شقوقها
ليتلحف جمرة النار
ويرمي زبدة عشقه
المحنطة بعسل الشوق
بأنفاس البراكين
لتنصهر وحممها
نحو أودية الشهوات
بعد ترك سرير سماءه
لتغفو عليه أعين
خيول الليل المتعبة
المترعة بغبار الكون

.... 2
كيف تجدل ضفائر أشواقها
مهرة العشق
وتتزين بعقد اللقاء المرجى
وتمتطي صهوة الريح
لتتسلل الى مهجاتگ
بعد أن تتلحف أنفاسها
الصاهلة بظمأ اللقاء
وسط نقوع الليل المُسكر
دون أن يأمر القمر دومره
ليضيئ قناديل دروب العشق

....3
نم أيها القلب
واقفل جميع نوافذ آمالك
فقطار الريح قد مرَّ
دون أن يصرخ
في حضن بيات السمط
لتلاحق  طيور الثلج العاشقة
أثر دخانه لتستلم
طرود أمانيها الضائعة
ودون أن يتوقف
في محطة انتظار وحشتك
لينسكب رويدًا رويدا
كنور الفجر المتسلل
من مساحب عبوق أنفاس الليل
عسل عشقك الدافئ المنتظر
ولم يأتي من برقة  تسللت اليك
من روح نجم يحتضر
فالليل قد توارى
خلف حافة السماء واندثر
وفجر الصباح  تشقق وانكسر
فوجه حبيبتك يا قلبي
قد غاب عندما فرَّ القمر

    علاء الغريب / كاتب صحفي